لقد مرّت إلى يومنا هذا، 7 يونيو 2024، مائتان وخمسة وأربعون يومًا من حرب الإبادة الإسرائيلية بحقّ شعبنا العربيِّ الفلسطينيِّ، ولاتزال نتائج إحصاءات الشهداء والضحايا من أبناء الشعب الفلسطينيِّ في ارتفاع، ومشاهد الدمار والقتل والموت وأصوات الأطفال تردُ إلينا كل ساعة عبر قنوات الأخبار والإعلام!
ومازال الجميع يتساءل: إلى متى ستستمر آلة القتل الإسرائيلية في تنفيذ عملياتها ورفع وتيرة تهديداتها وإصرارها على الاستمرار في عملياتها ضد رفح وغزة والضفة، وأيضًا في جنوب لبنان الذي يتعرّض يوميًا لانتهاكات عديدة يسقطُ ضحيةً لها العديد من أبناء الشعب اللبنانيِّ العظيم؟
ويؤسفنا استمرار الصمت العربيِّ والإسلاميِّ والدوليِّ الرسميِّ المُريب، إلا أصوات الشعوب المُحبة للسلام في العالم قاطبةً، وفي مقدمتها طلاب الجامعات وغيرهم في أميركا وأوروبا وسائر دول العالم.
فمتى يستيقظ الضمير العربيُّ للوقوف ضدّ ما يجري في غزة والمدن الفلسطينية وجنوب لبنان، ولا سيما أنّ الدول العربية تمتلك من الوسائل الهائلة السلمية وغيرها، وفي مقدمتها سلاح النفط، للضغط على إسرائيل وحلفائها لوقف الحرب؟ ألم يستخدم جلالة الملك فيصل، وحكيم العرب، الشيخ زايد، رحمهما الله، هذا السلاح في الحرب معًا ضد إسرائيل عام ١٩٧٣؟ يومها قال الشيخ زايد إنّ النفط العربيَّ ليس أغلى من الدم العربيِّ.
في بداية الأسبوع الماضي خرج الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، بإعلان مبادرة لإيقاف الحرب، وجاء ترحيب من الأطراف الفلسطينية، وبعض الأطراف الإسرائيلية التي لا يهمها إلا الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. لكنّ نتنياهو، على ما يبدو، لن يتراجع عن الاستمرار في حربه التي يشنّها، حفاظًا على كرسيّه في الحكم، وليس دفاعًا عن الكيان الإسرائيليّ، وهَرَبًا من مشاكله الداخلية والخارجية، لأنّ نهاية الحرب، فيها نهايته. ولكن هذا لا يلغي فشله الكبير أمام صمود الشعب الفلسطينيِّ ومقاومته.
نُحيّي صمود الشعب الفلسطينيِّ العظيم في وجه حرب الإبادة.
المجد والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى.