عن حلقة نقاش منظمات المجتمع المدني «لا» خافتة
- محمد العلائي
الاثنين الفائت، التأمت حلقة نقاش في صنعاء، مكرسة لأحداث صعدة، نظمها منتدى الاعلاميات بالتنسيق مع «هود»
الحلقة تلك، فقست صوتاً خفيضاً وآتياً من منظمات المجتمع المدني.
صوتاً خافتاً، كان، كما ووحيداً، لم يقل: «لا» للحرب بإطلاقيتها بعديد لوافتها ومسوغاتها. هو رفض فقط، أن نتحول إلى «حرب دينية».
عدا الشعار (معاً ضد الحرب) ما من نبرة قطعية تنبثق من ركام التواطؤ. التواطؤ بما هو ممالاة وتحريض مغلفان. هي بحق، الحلقة، رتبت لائية، وإن مؤطرة، فريدة وأحد لا يسعه التهوين من شأنها. لكن، مع ذلك، لم ترق إلى مرتبة المأمول.
الدعوة، المستولدة من الحلقة، مقوسة بمطالب «التشاور المستمر» و«توحيد الجهد السياسي» و«انهاء حالة التجاذب». انشاءات ليست ساخنة ولا موازية للحاصل في صعدة.
وهي منطلقة، حسب بيانها، في عملها من مبادئ منها:
1 - رفض اشهار القوة المسلحة في مواجهة المؤسسات الدستورية للدولة.
2 - حق المواطنين في التعبير عن مطالبهم بالوسائل السليمة.
3 - رفض الاعتقالات العشوائية للمواطنين، (بما معناه تنظيم الاعتقال لا أكثر).
4 - رفض ان تتحول الحرب في صعدة إلى حرب دينية واستدعاء سلالي ومذهبي.
فحوى النقطة الرابعة: رفض لمآل حرب موجودة وضروسة واستبقاء حرب تشتغل بذرائع مهما كانت نظامية إلاَّ أن مآلها الحتمي: دماء، ومهما كانت مقدسة إلا أنها تقوض ما هو أقدس، تقوض حيوات البشر.
مُشهٍّ الفعل الموارب، المفتوح على مآرب شتى، لكأن البيان بالون اختبار لا صرخة رفض للحرب، كل الحرب: دينية، دنيوية، طائفية، وإقليمية. لا تهم التفاصيل، طالما المؤدى واحد (قتل).
في البند السادس من المبادئ التي قال البيان إنه انطلق منها: حق ضحايا الحرب في الإغاثة الانسانية من قبل الاجهزة الحكومية أو منظمات الاغاثة المحلية وإن اقتضى الامر الاستعانة بالمنظمات الدولية الانسانية.
إذاً، المعنى التأويلي المباشر لهكذا ملفوظ: الحرب تبقى على سجيتها، ولا رفض يطالها وليس للجيش أو لعناصر الحوثي الحق في الاسترخاء ووضع السلاح. الحق هو لضحايا الحرب، لا في اخماد النيران التي أودت بهم، بل في اغاثتهم ولا شيء فوق ذلك.
لا يعول على صوت خفيض وحذر. كان سيعول لو قيل إنه ينبغي إيقاف الحرب، جملة الحرب، وشيئاً بعد ذلك سيكون لا أكثر من ملحقات. بالتأكيد ضُمِّن الرفض في العنوان. لكنه، لسبب لا نعرفه، تفاداه في متن المطالب.
وفي كل الاحوال، سوف لن نغمط الداعين لحلقة كهذه واجب الاشادة بهم؛ فصوتهم أول الغيث ومحرض لأصوات أعلى طبقة وأكثر قطعية.
رحمة حجيرة كانت رائعة، حينما لفتت إلى أن الحلقة خطوة اولى ستعقبها خطوات تصل إلى حد الاعتصام تحت النيران، لو كلف الأمر ذلك.
نميل إلى إعتماد الخطوة/ الذروة، كونها ملحة للغاية، نقصد الاحتشاد إلى أماكن المواجهات لإرغام طرفي الحرب على إلجام فوهات القتل.
عن حلقة نقاش منظمات المجتمع المدني «لا» خافتة
2007-03-22