اليمن والكويت.. تجديد التعاون شعبياً - لطفي فؤاد أحمد نعمان
«إذا خفت من أخوالي الفرس مرة
تفجعت من أعمامي العرب أربعا
وإن أوجعتني من أعادي شيمة
لقيت من الأحباب أدمى وأوجعا».
لعل ذاك كان لسان حال الأشقاء الكويتيين عندما تعرضوا للاجتياح يوم الثاني من أغسطس 1990م وما تلاه من مواقف اتخذت سابقاً وتم تداركها لاحقاً بعدما انقطعت العلاقات..
لكن المراجعة الذاتية الدائمة للمواقف تعيد العلاقات لقنواتها الطبيعية.."هي لن تعود كما كانت، إذ يشوبها الريبة والتوجس والقلق، كما يبدو في تصريحات سياسية تصدر من هنا أو من هناكـ".. غير أن الروح الشعبية المتسمة بصفاء النفس والنزاهة عن المصالح تذهب بذلك التأكيد مذهباً آخراً فهناك قائل بأن "العلاقات عائدة إلى أحسن مما كانت عليه، وندعو الله أن يجمعنا على الخير دوماً"..
هكذا، في حديث جانبي بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة عن ماضي العلاقات اليمنية الكويتية وحاضرها ومستقبلها، دعا –صادقاً- الصديق اللواء عبدالواحد زيد مدير الشؤون القانونية بوزارة الداخلية الكويتية سابقاً مدير المكتب القانوني للجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين الكويتيين حالياً.. وزاد –لا منّاً- في شرح ما تميز به اليمنيون من حظوة أثناء مقامهم وعملهم بالكويت، وابتهل لله عز وجل أن يعيد فتح أبواب التعاون مجدداً بشكل أوسع يبلغ بعلاقات البلدين أرقى مستوياتها في ظل قيادتيهما فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وسمو الأمير صباح الأحمد الصباح..
إضافة إلى ما أكد عليه أثناء اجتماع وزراء خارجية ومالية دول مجلس التعاون الخليجي بصنعاء مطلع الشهر الحالي، معالي وزير المالية الكويتي بدر الحميضي من استعداد لدى الحكومة الكويتية في دعم جهود التنمية في الجمهورية اليمنية وأن دولة الكويت كما كانت في السابق ستكون داعمة للشعب اليمني وسيكون لها دور ملموس في مؤتمر المانحين بلندن..
بموازاة الجهود الرسمية التي يبذلها مشكوراً كل من السفراء علي الأحمدي سفير اليمن بالكويت وعبدالرحمن العتيبي سفير الكويت بصنعاء ونقدرهما عليها، يجري الرهان على الجهود الشعبية عبر منظمات المجتمع المدني بالبلدين باغتنامها فرص التلاقي الإنساني داخلياً وخارجياً وتناول القضايا التي تشغل الساحتين وجعلها محور اهتمام مشترك.. بعيداً عن أي تصعيد إعلامي تبناه أو يتبناه طرف ما في
أحد البلدين مهما كان موقعه يحول هذا الطرف هنا أو هناك بتصعيده واصطياده الفاشل دون التقارب المطلوب..
ما دعا لتناول هذا الموضوع، تقرير صادر عن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين عن المفقودين الكويتيين في العراق.. ولعله من المناسب الحديث بشأن موضوعه كقضية يمكن الاشتراك في الاهتمام بها وإن اختلف حولها كثير من المهتمين والمعنيين.. فاليمن في طريق انضمامه للخليج الذي يضم الكويت، والخليج بما فيه الكويت في طريق ضمه لليمن.. كما نؤمل..
لذا يتعين علينا بمقابل عرض قضايانا ومشاكلنا عليهم ليهتموا بها، تبنينا لقضاياهم، ودرسها معاً، وبحث إمكانيات التعاون فيها، والاستفادة مما تحقق في إطار متابعتهم لقضاياهم وكيفية شغل الرأي العام بها.. إذ تقدم اليمن في جانب معين، لكنه تأخر في جوانب أُخَر.. تقدم فيها غيره، والكويت تحديداً، وقضية
أسراهم المفقودين ونشاطهم المدني والرسمي في هذا المضمار مثال بادٍ للعيان..
فرصة التعاون اليمني الكويتي متاحة مجدداً بالتفاعل الإيجابي من قبل منظمات المجتمع المدني في اليمن مع -مثلاً- قضية الأسرى المفقودين الذين ظهر منهم رفات 199 شخص من المفقودين، وتوقف البحث عن 406 أسير لحين الاستقرار النسبي بالعراق لئلا يتعرض الباحثون عن الرفات للأذى بفعل الأحداث الإرهابية.. كما تعرضت مساعدات كويتية إنسانية للعراق مؤخراً للإتلاف والإحراق بفعل الإرهاب الأعمى الذي لا يميز بين الإنسان والإمدادات الإنسانية..
إن ما أدمى وأوجع ينبغي ألا يرجع بفضل وعينا باستراتيجية موقعنا، وإدراكنا لحدود إمكانياتنا وأبعاد مطالبنا من الآخرين، وانتباهنا وتلبيتنا لاحتياجهم –دون طلب- منا.. القاهرة - صنعاء.
lutfialnoamanMail
اليمن والكويت.. تجديد التعاون شعبياً
2006-11-16