صنعاء 19C امطار خفيفة

مشاهد ما بعد الانتخابات (1-4)

2006-08-30
مشاهد ما بعد الانتخابات (1-4)
مشاهد ما بعد الانتخابات (1-4) - محمد عبدالملك المتوكل
أعلم ان هناك من يضيق من استخدام الخيال وتكهن المستقبل. ولا مانع لديَّ ان يضيق هؤلاء؛ فلولا انهم لا يفكرون أبعد من أنوفهم ما وصلت الامور الى ما وصلت اليه.
المشهد الاول: يرتكز على فوز مرشح المشترك فيصل بن شملان وتسليم مرشح المؤتمر الشعبي بالنتيجة.. وسارت اجراءات التداول بسلاسة واسلوب حضاري.
1 - الرئيس المنتخب بعد اداء القسم يلقي كلمة يؤكد فيها انه رئيس اليمن، كل اليمن.. وانه يقف في مسافة واحدة من كل المواطنين والمناطق والمنظمات والاحزاب والفئات والكل امام القانون سواء.. ويعلن اغلاق جميع ملفات الصراعات السياسية، ويؤكد ان اليمن مفتوحة لجميع ابنائها دون استثناء.. كما يؤكد التزامه بالدستور، كما هو ملزم بالعمل على تطبيق برنامجه الانتخابي الذي انتخبه الشعب على ضوئه وبالوسائل الدستورية والسلمية والديمقراطية.
2 - الرئيس المنتخب يدعو الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ورؤساء الكتل البرلمانية والقوات المسلحة والأمن والعلماء والقضاة والقيادات الاجتماعية والاقتصادية والتخصصات الاكاديمية والاعلامية الى انتخاب ممثل لها، في لقاء تشاوري في دار الرئاسة يتم فيه مناقشة المستقبل ووضع تصور لليمن الجديد: يمن الحرية والمساواة، والعدل، والتقدم، والتنمية، يمن كل اليمنيين ذكوراً واناثاً.
3 - تتحول الساحة اليمنية الى خلية نحل تبدأ فيها كل التكتلات والهيئات في اعداد تصورها وانتخاب ممثلها.
* المؤتمر الشعبي العام:
يعقد اجتماعات متواصلة لتقييم دوره وأسباب فشله ومسؤوليته في الحاضر والمستقبل. يصل المؤتمر الى قرارات هامة تتعلق باعادة النظر في التنظيم، ويصل الى قرارات هامة تتعلق باعادة بناء الحزب بناء حقيقياً يرتكز على فعالية اعضائه وقوة تنظيمه وتعميق التزام اعضائه بمنهجه ومبادئه، والاستفادة الفعالة من الكفاءات المنتمية اليه، والانتهاء من التماهي مع الدولة التي حولته الى تجمع للموظفين واصحاب الحاجات.
في الجانب السياسي سوف يكلف بتشكيل الوزارة بصفته حزب الاغلبية البرلمانية.. وبما انه محتاج الى تحسين صورته أمام مواطنيه واقناعهم بحالة التغير التي وصل اليها، سوف يكلف الدكتور فرج بن غانم بتشكيل الوزارة بحكم سمعته الطيبة وسوف يحرص على ان يشكل في هذه المرحلة وزارة فعالة مقبولة من الناس، وقد يميل الى تشكيل حكومة وحدة وطنية.. وهو بذلك سوف يغير الصورة عنه خلال السنتين القادمتين، وبذلك يضمن أغلبية برلمانية معقولة في الانتخابات البرلمانية القادمة..
على طريق اصلاح النظام السياسي سيجد المؤتمر ان من مصلحته كحزب اغلبية ان يعتمد النظام البرلماني.. ويضمن استقلال القضاء وتوسيع صلاحيات الحكم المحلي.. وان يعيد النظر في النظام الانتخابي وتكوين اللجنة العليا للانتخابات.. وانتخاب مجلس شورى من المحافظات بالتساوي؛ والمؤتمر بذلك يحد من صلاحية رئاسة الجمهورية التي لم يعد مرتكزاً عليها.. ويقوي من صلاحية المؤسسات الدستورية التي يهيمن عليها بحكم اغلبيته فيها وهو في هذه المرحلة ما يزال قادراً على اجراء التعديلات، وبذلك سحب البساط من تحت المشترك من ناحية.. ويضمن عدم قدرة حزب غيره مستقبلاً على التحكم المطلق، ويكسب في نفس الوقت شعبية وسمعة طيبة في الداخل والخارج، وبذلك يمحو كل صورة سلبية عنه في اذهان الناس..
* احزاب اللقاء المشترك:
اذا ما قام المؤتمر الشعبي بتبني الاصلاح السياسي ونفذه فعلاً من خلال اغلبيته البرلمانية؛ فإن احزاب اللقاء المشترك لا تستطيع، الا ان تسير معه. وهي بتطبيق الاصلاح السياسي تفقد القضية المشتركة التي تجمعها، وليس بامكانها ان تستفيد من موقع الرئاسة إلا اذا ظلت صلاحيات الرئيس كما هي ويصعب ان تنقض غزلها..
لن تجد احزاب اللقاء المشترك قضية مركزية تجمعها وسوف ينصرف كل حزب لإعداد فريقه الخاص الذي سوف يتبارى به في الانتخابات القادمة.. وسوف تتغير التحالفات، فالاصلاح والمؤتمر سوف يكونان الحزبين الكبيرين المتنافسين في ظل ساحة قد تمهدت واصبحت صالحة للعب. وسيجد الاشتراكي والناصري والحق والاتحاد ان عليهم ان يعيدوا الحياة الى مجلس التنسيق، حتى يشكلوا رقما في المنافسة مع الحزبين..
واذا كان هناك احتمال فوارق في الفكر السياسي والايديولوجي بين هذه الاحزاب والاصلاح، وفي التفاصيل؛ فإن هذه الخلافات تكاد تكون باهتة داخل مجلس التنسيق.. وقد يحدث ان يفضل البعض التحالف مع المؤتمر في صيغته الجديدة بحكم ان ايديولوجيته الميثاقية ونهجه السياسي الجديد قريب من برامج هذه الاحزاب..
وبهذا التغيير تكون القوة قد انتقلت من رئاسة الجمهورية الى البرلمان ومجلس الشورى والقضاء والمجالس المحلية ومؤسسات المجتمع المدني، ومنها جميعها الى المواطنين الذين سوف يقومون بانتخاب المؤسسات وبذلك تستقيم الديمقراطية ويتحقق حكم الشعب بالشعب وللشعب.. وبذلك كله يتحقق العدل والمساواة والحرية، وتزدهر التنمية وتعمل الايدي العاطلة وتشبع البطون الجائعة وينتحر الفساد وتفعم النفوس بالحب وتصان الدماء والاعراض والكرامات والمال العام.
حلم جميل بيدكم أيها اليمنيون تحقيقه من خلال صندوق صغير.. وشهادة صادقة، والمثابرة بسيطة.. المشهد الثاني..

إقرأ أيضاً