رافقتنا طيلة سنوات عديدة من مراحل شبابنا، مقالاته الساخرة الهادفة، وكلماته الساحرة والصادقة، وقبلها مواقفه المشرفة المستنيرة والشجاعة من أحداث الوطن واستشراف مآلاته...
كنا يومها طلاب مدارس في صنعاء، وكنا بحكم صغر أعمارنا أبعد ما نكون لأن تستهوينا أعمدة الصحف وكتابات الصحفيين عامة، لكن ألق وتميز عموده الشهير "لحظة يا زمن" في الصفحة الأخيرة من صحيفة "الثورة" الرسمية، كان استثناء يستحق شغفنا واهتمامنا كشباب، متابعة واستلهامًا وإدراكًا، بالنظر لما تضمنته مقالاته حينها من جراءة، لامست هموم المواطن، ومثلت تعبيرًا حقيقيًا وصادقًا عنها، خلال تلك الحقبة الهامة والاستثنائية من تاريخ البلاد..
محمد المساح..
الكاتب الكبير والصحفي اللامع، يترجل عن صهوة جواد الكلمة الحرة، ليودع دنيانا الفانية، مغادرًا اللحظة والزمن والوطن المكلوم على حد سواء..
جدير بالذكر أن الراحل محمد المساح كان اضطُر في السنوات الأخيرة للنزوح من صنعاء إلى قريته في عزلة "العزاعز"، بريف الحجرية محافظة تعز، نظرًا لظروف الحرب وانقطاع المرتبات وانحسار هامش الحريات..
يرحم الله تعالى برحمته الواسعة وغفرانه فقيد الوطن والكلمة والموقف، الصحفي محمد المساح، ويسكنه فسيح جناته..
أصدق تعازينا ومواساتنا لأهله ولذويه ولمحبيه... وإنا لله وإنا إليه راجعون.
من توسل الزمن لأجل الوطن!
2024-04-20