صنعاء 19C امطار خفيفة

يشككون في وحدتهم خلف بن شملان.. ناخبو صالح يذكِّرون مناصري مرشح المشترك بالشتات الأيديولوجي لأحزابهم

2006-08-17
يشككون في وحدتهم خلف بن شملان.. ناخبو صالح يذكِّرون مناصري مرشح المشترك بالشتات الأيديولوجي لأحزابهم
يشككون في وحدتهم خلف بن شملان.. ناخبو صالح يذكِّرون مناصري مرشح المشترك بالشتات الأيديولوجي لأحزابهم
- خاص - «نيوزيمن»:
أقل من خمسين يوما تفصل عشرة ملايين ناخب يمني عن التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية هي الأولى من حيث قوة التنافس.
ويتفق المراقبون على أنها محطة نوعية سيكون لها بصمة في حياة اليمنيين على المستوى السياسي الديمقراطي وعلى حالتهم المعيشية التي حلت في موقع الصدارة بين أوراق المتنافسين لاستقطاب المؤيدين.
وبعد حسم النواب والشورى مسألة التزكية لصالح خمسة مرشحين في 24 يوليو الفائت بدت الهيئة الناخبة تأخذ من الناحية الافتراضية على الأقل ثلاثة اتجاهات: الأول يميل للمرشحين المستقلين: أحمد المجيدي وفتحي العزب، والآخر حسم أمره بحكم الانتماء إلى مرشحي الأحزاب: علي عبد الله صالح المتقدم باسم المؤتمر الشعبي العام، وفيصل بن شملان ممثل أحزاب اللقاء المشترك الخمسة (الإصلاح، الاشتراكي، الوحدوي الناصري، الحق والقوى الشعبية)، وياسين عبده سعيد.
غير أن الناخبين المترددين كالعادة في أي انتخابات يشكلون الغالبية على اعتبار أن المستقلين منهم ليسو كتلة واحدة يمكن التنبؤ بانحيازها للمرشحين المستقلين، وأيضاً ضعف الالتزام الحزبي عند قواعد بعض الأحزاب، إضافة إلى أن الوسائل الإعلامية نجحت لحد الآن في احتساب سعيد والمجيدي على المؤتمر، والعزب على المشترك. ما جعل عملية الاستقطاب الانتخابي تتقسم بصورة أساسية بين صالح وبن شملان وشرع الجهاز الانتخابي لكل منهما ممن حسموا أمرهم بترتيب كروته وإلقائها في ساحة المتذبذبين لكسبهم يوم الاقتراع في 20سبتمبر المقبل.
وفي إطار السجال الانتخابي المبكر عملت الأطراف الرئيسية على استهداف ناخبي الخصم بغرض الإرباك وتحقيق النقاط الانتخابية لخطوة أولية تمثلت بتكوين صورة ذهنية لدى المناصرين المضمونين عن ناخبي الطرف الآخر لنقلها فيما بعد لفئة الناخبين المترددين.
واتفق مؤيدون لمرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح في أحاديث لـ"نيوزيمن" على التشكيك في انسجام الهيئة الناخبة للمشترك، مؤكدين أن المخزون الأيديولوجي وتاريخ العلاقات بينها لابد أن تفعل فعلها في التأثير على قدر ربما يكون كبيراً من قواعد المشترك في تحديد خيارها الانتخابي.
كما أشار بعضهم الى ضعف البنية التنظيمية التي تدير الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة.
وقال أديب الكثيري، ان حملة بن شملان مشتتة، فهو يعمل في جهة وهيئة المشترك في اتجاه، وما أعلن أنها إدارة لحملته الانتخابية في اتجاه آخر.
الكثيري الذي تتبع بن شملان الذي بدأ تحركاته في محافظته حضرموت قال لـ"نيوزيمن": "الاستاذ فيصل بن شملان لا يفرق بين الحملة الانتخابية للفوز بعضوية مجلس النواب وأخرى للفوز برئاسة الجمهورية". منتقدا "تركيزه على أبناء دائرته الانتخابية فقط".
ويرى عبد الملك الفهيدي (صحفي) أنه لا يمكن الحديث عن تجانس بين ناخبي بن شملان بل إن في هذا تجاوزاً للحقائق وقفزاً على الواقع، مبرراً وجهة نظره بالقول: "الانسجام يأتي من التماثل أو على الأقل التشابه في الأفكار والرؤى والأيديولوجيات، وفي حال قواعد أحزاب المشترك تنعدم شروط ومعايير الانسجام، فالهوى الإسلامي المتشدد لا يمكن أن يلتقي بالفكر الماركسي، كما لا يمكن أن ينسى أو يتناسى ما يردده من أن رموز الفكر القومي فعلوا الأفاعيل بحملة الفكر الديني". وينوه الفهيدي إلى أن كل حزب من أحزاب المشترك كرس إعلامه لإبراز شخوص من قياداته غدت مقبولة من قواعدها، خلافاً لابن شملان الذي ظهر فجأة على الهيئة الناخبة للمشترك وكما هو على المواطنين كشخص وسياسي ثانوي مقارنة باليدومي أو قحطان أو ياسين سعيد نعمان أو العتواني، المتصدرة صورهم وتصريحاتهم صفحات الصحف هذا العام وسابقه، مضيفاً أن إلزام قواعد المشترك بمنح أصواتهم لابن شملان غير ممكن في ظل وجود مرشحين تقدموا كمستقلين من قيادات تلك الأحزاب وعلى وجه الخصوص العزب الذي ربما يحصد أصوات إصلاحيين أكثر من بن شملان.
ياسر الكبسي (موظف) يعتقد أن بن شملان بالأساس محسوب على حزب الإصلاح ذي الأيديولوجية الدينية السلفية الأمر الذي يجعله في نظر قطاع من ناخبي المشترك مرشحاً مفروضاً، وفي أحسن الأحوال خاصاً بالإصلاح ما يترتب عليه- حسب الكبسي- عزوف قواعد من حزبي الحق والقوى الشعبية بالذات في محافظة صعدة عن الاقتراع لصالح بن شملان، غير أن ما كشف عنه أحد قيادات المشترك البعثي عبد الواحد عواش عن وجود تيار داخل الحزب الاشتراكي كان مؤيداً لتقدم المشترك بمرشح رئاسي من قياداته ما يعني ذهاب أصوات اشتراكية لعضو اللجنة المركزية للحزب المجيدي الذي لم تحدد قيادة الاشتراكي موقفاً واضحاً منه حتى اللحظة ربما لقوة ذلك التيار الذي يمثل المجيدي أحد أركانه.
رأي آخر اتخذه أوس الإرياني (صاحب شركة تصاميم إلكترونية) يقول فيه إنه على الرغم من تمثيل ناخبي بن شملان لشرائح مختلفة بل ومتناقضة فإنهم اجتمعوا على معارضة الحزب الحاكم، وبالتالي اتفقت على "مرشح آخر"، متابعاً: "هذا ما يتعلق بقيادات المشترك وكوادرها العليا أما عامة المشترك فسينتخبون بن شملان هروباً من واقع مستائين منه اعتقاداً أن انتخاب بن شملان هو العصا السحرية التي ستغير الأوضاع وتقلبها رأساً على عقب، فاجتماعهم ليس حباً في معاوية، بل كرهاً في علي".
ومع بساطة كلامها تلفت هناء المطري (موظفة) إلى ما بين حزبي المشترك الكبيرين الإصلاح والاشتراكي من ذكريات أليمة في إشارة منها إلى الصراع الدموي بين الجبهة الإسلامية والجبهة الماركسية في ما كان يعرف بالمناطق الوسطى خلال ثمانينيات القرن الماضي، وتجدد النزاع المسلح من منطلقات عقائدية أيديولوجية بين ميليشيات الحزبين أثناء خوض الشعب اليمني معركته ضد الانفصال عام 1994م. وتستفسر المطري المحرر عن قصة البعث القومي، وعندما رد عليها بأنه أحد أحزاب المشترك لكنه اتخذ موقفاً مغايراً لها، قالت: "هذا الطبيعي لأن كل واحد بوادي"، متسائلة عن أداء أجهزة الدولة إذا فاز بن شملان لا سمح الله –كما تقول- في ظل استناده على أحزاب متنافرة وكل واحد منها ينتظر نصيبه من كعكة السلطة، وفي ظل رئيس من المشترك وبرلمان غالبيته الساحقة من المؤتمر الشعبي.

إقرأ أيضاً