أنهى "مجلس القيادة" خلال عامه "الرئاسي" الأول أية توقعات عقدها اليمنيون الطيبون عليه.
جدارة أية قيادة تكون في مواجهة "انقلاب" الحوثيين. ويفيد اعلان التفويض الذي وقعه (وان لم يؤلفه!) الرئيس عبدربه منصور هادي بأن المهمة العليا لمجلس القيادة هي مجابهة الحوثي وعودة مؤسسات الشرعية الى صنعاء، سلما أو حربا! والجملة الأخيرة هي التعويض البائس عن الفشل الذريع لقوى "الشرعية".
أي متابع لمسار الأحداث منذ 26 مارس 2015 يعلم ان القول بإجبار الحوثيين على التسليم بعد 7 سنوات (7 ابريل 2022) من الفشل العسكري هو "كلام ساكت" على حد تعبير اشقائنا في السودان إذ خلال الشهور اللاحقة دب اليأس في قلوب المتحمسين للمجلس وبلغت القلوب حناجر البعض فإذا هم يترحمون على "الرئيس الصموت" الذي كان يبدي قدرا من الممانعة تجاه الرياض وابوظبي بحسبان أن الشعب اليمني انتخبه!
ليست محددات هادي هي ذاتها محددات خلفائه، فثوابت هؤلاء هي دولتا التحالف لا أكثر. هكذا صار بوسع الحوثيين أن يطنطنوا، متى أرادوا، عن السيادة دون منافس!
قبل عام تقريبا كان رئيس وأعضاء مجلس يتبجحون بشعارات المواجهة الشاملة للحوثيين والتي تبدأ بوحدة صفوف "اعداء الحوثي" بدءا من أعلى هيئة في الدولة، والحاصل أن هذا المجلس الرئاسي فقد من شهره الأول دافعيته بعجزه عن تحديد جدول أعمال ملزم لنشاطه فصار شيئا فشيئا محض "غطاء" رسمي لعمليات تجري بالضد لمهامه المعلنة المقررة في بيان الرئيس هادي (7 ابريل 2022).
انتقل اليمن الى وضعية جديدة قبل نحو عام باستمرار الحوثيين في صنعاء والمحافظات الشمالية الغربية منقوصا منها مدينة تعز وغربيها وصولا الى المخا، ومدينة مأرب (والسيطرة فيهما للاصلاح والمقاومة الوطنية)، وتكريس المجلس الانتقالي حضوره في عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية مع تواجد قوى مزاحمة في حضرموت والمهرة بعضها ولاؤه للرياض.
سيذهب هؤلاء عما قريب لبحث "تسوية"ترعاها السعودية وتضع خطوطها العريضة فضلا على قوى الأمر الواقع التي تحشد ،خلفها، طيبين يتوقون للخلاص من "آخر جواني" هو الشيطان الرجيم"، مسنودة من الرياض أو طهران أو "أبو ظبي"!