يكتنف الوضع في اليمن الغموض الكثيف حول مستقبل البلاد لاسيما بعد الاتفاق الايراني السعودي الاخير برعاية صينية ودور عماني عراقي سابق ويعود سبب الغموض الى تباعد الهوة بين الشرعية بمكوناتها وبين الجماعة الحوثية في ظل مسرح عسكري نشط منذ بدايات رمضان.
كما أن التداخلات الإقليمية والدولية تزيد الأمر تعقيدا وغموضاً؛ فمنذ أسبوع يدور الحديث حول نقاش مستفيض في الرياض يواكبه محادثات في عواصم مختلفه مع الحوثيين ومن خلف ستار يدور تفاهمات مع ايران لاغلاق ملف الحرب في اليمن بالاضافة الى وجود رؤية مشتركة سعودية أميركية، لاغلاق الملف منذ عهد جون كيري ومبادرته الشهيرة.
تكهنات كثيرة تحدثت عن خارطة طريق قيد الانجاز تعكف دول الخليج لاعدادها بالتشاور مع كل الاطراف تعمل على انهاء الحرب في اليمن، التي دخلت عامها التاسع ابرز التسريبات تتحدث عن خطوط عريضة يتم مناقشتها لانتاج هذه الخارطة وتشمل الاتي.
1 - هدنه جديدة لمدة ستة اشهر.
2 - فترة انتقالية تجمع كيان سياسي وحكومة واحدة للشرعية وجماعة الحوثي لمدة عامين..
3 - خلال الفترة الانتقالية يتم التفاهم على الحل الشامل وفق رؤية جديدة متفق عليها برعاية اممية واقليمية.
4 - تقول بعض المصادر ان الخطة شبه جاهزة بانتظار تعديلات وملاحظات الحوثيين والشرعية على ان تكون مرحلة السنتين الانتقالية مزمنة بمهام.
5 - السماح بفتح كل المواني وتدفق النفط اليمني وكذلك المطارات والطرقات..والافراج عن جميع المعتقلين.
6 - توحيد سعر العملة والبنك والعملية الاقتصادية..
7 - في الفترة الانتقالية يتم الحوار حول وضع الجيش والقضية الجنوبية التي تتجه الرؤية الاقليمية والدولية الى اقليم جنوبي تحت دولة فدرالية.
8 - ضمان اعادة الاعمار اقليمي ودولي.
9 - هناك محاولة للتعجيل بالاتفاق كي يعلن في احد ليالي القدر في رمضان العشر الاخيرة قد تنجح وقد تؤجل لبعض الاضافات.
رغم ان النقاط السابقة لن تكون مفاجئه في ظل توازن الضعف بين الاطراف عسكريا واحتمال الاتفاق قد يكون ثمرة الاتفاق السعودي الايراني الذي بقيت كثير من ملاحقه في اطار السرية بحسب تصريحات من الجانبين.
وكالة «سبأ» اليمنية قالت أن اجتماع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، ناقش مستجدات الجهود الرامية لإحياء مسار السلام في اليمن من خلال عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة، تضمن إنهاء المعاناة الإنسانية، واستعادة الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد. كما ان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، ال الحوثيين، غرد على «توتير» بأنهم ناقشوا مع المبعوث الأممي لليمن قبل يومين، في سلطنة عمان، الترتيبات الإنسانية والافراج عن الاسرى ووالترايبات السياسية للحل الشامل.
الا ان مراقبين يرون ان الاتفاق السعودي -الإيراني ربما لن يذهب إلى أبعد من تطبيع العلاقات بين البلدين وتخفيض التصعيد وحتى الآن ليس هناك مرئيات لجدول أعمال مزمن او مرئيات اجرائية محددةويرى اخرون ان الامر برمته تسكين وتجميد كل شيء عند نقطته وفي مربعه الأول من الصراع وتثبيت للوقائع العسكريه على الارض بغطاء سياسي كما تحضر الشكوك الكبيرة هل نحن أمام اتفاق استراتيجي يعمل على حلحلة قضايا المنطقة واليمن في طليعتها أم أنه اتفاق تكتيكي تريد إيران من خلاله التنفيس لأزماتها الداخلية والخارجية وتحسين وضعها الاقتصادي والنجاة من طوق السقوط الذي يفرضه الشارع الإيراني والخناق الدولي ثم تعود إلى سابق مشروعها بعد سنة أو أكثر بعد أن تتغير ظروفها.؟
ويرى اخرون ان هناك ظروف داخلية في السعودية وايران تجعلهما يمضون بالاتفاق الى منتهاه ولو بصورة بطيئة، فكلا البلدين تريد العودة الى الشان الداخلي الذي يحتاج اغلاق الملفات المرهقة اقتصاديا وسياسيا.