صنعاء 19C امطار خفيفة

حان وقت التخلص من "هذيانات" المرحلة الانتقالية!

2023-03-10
حان وقت التخلص من "هذيانات" المرحلة الانتقالية!

أعجبني ما قاله رئيس الوزراء الأسبق خالد محفوظ بحاح في لقاء لنخبة من أهل ‏حضرموت الأسبوع الماضي. قال إن على أبناء حضرموت التمسك بالدولة عبر ‏الالتفاف حول السلطة المحلية والنأي بحضرموت عن الصراعات التي تدور بين ‏ميليشيات أو "أشباه ميليشيات"، وعلى حضرموت أن تقدم مثالًا لغيرها من ‏المحافظات. ‏


يقدم بحاح خارطة نجاة لحضرموت واليمن عموما من العصبيات المتناحرة منذ ‏حوالي عقد. لقد دفعت النخبة السياسية في المرحلة الانتقالية (2012-2014) ‏اليمن إلى الحرب والملشنة بدلا من الاصلاح والاستقرار. عبر انتخاب رئيس ‏وبرلمان ومجالس محلية بعد الوفاء بأمرين: الوفاء عبر الدولة بالحقوق التي لا ‏تقيل التسويف في المحافظات الجنوبية والشرقية (الجنوب) وإنهاء حالة الحرب ‏في محافظة صعدة ومعالجة المطالب ثم إعادة صعدة بكاملها إلى "حضن الدولة" ‏ثم يكون حواراً حول مستقبل اليمن: نظام سياسي واصلاح مؤسسي ونظام ‏انتخابي ….‏

لم تكن هذه الوصفة السلسة محل رضا الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي ‏وقيادات احزاب المشترك. بدلًا منها اختاروا طريقًا التفافيا يعالج بالوهم القضايا ‏مع التمسك بالسلطة التي آلت إلى محض مكاسب تتقرر في الرياض وابوظبي. ‏

والآن؟


بعد 8 سنوات حرب تتًوزع اليمن سلطتان هما سلطة الحوثيين من صعدة إلى ‏شمال تعز، وسلطة "الشرعية" التي تمتد من المخا إلى المهرة وتضم اليها محافظة ‏مأرب ذات القيمة الاستراتيجية والاقتصادية والرمزية التاريخية! ‏

‏ ‏لم يعد هادي موجودًا فقد اجبر على تسليم "مكتسباته الانتقالية" إلى مجلس ‏قيادة برئاسة رشاد العليمي يضم طرفين جديدين هما المجلس الانتقالي ‏‏(عيدروس الزبيدي) والمقاومة الًوطنية (طارق صالح). وعودة إلى اعلان الرياض ‏قبل حوالي عام فان المجلس سيتصدى لمهمة توحيد قوى الشرعية (أي ‏استيعاب الانتقالي والمقاومة الوطنية) والاستعداد لاستحقاقات السلام أو ‏استئناف الحرب وتحرير صنعاء والمحافظات الخاضعة لسلطة الحوثيين. ‏

نعلم منذ ابريل 2022 ان مجلس القيادة مطالب أساسًا باستيعاب مكونين ‏خارجه هما الانتقالي والمقاومة الوطنية، وفرض حالة من الهدوء في ما يسمى ‏‏"المحافظات المحررة" والاستعداد لتسوية يتم بموجبها إنهاء الحرب الداخلية! ‏ذلك ان هذه المعالجات السعودية تلت تفاهمات سعودية- حوثية! ‏

‏**‏

ماذا أنجز مجلس القيادة؟ ‏


واضح أن المهمة الأساس وهي توحيد القوات المسلحة لم تنجز! بل يتضح أن ‏الرياض دعمت قوات جديدة تتبع نظريا رئيس المجلس، وأن الوضع بالغ ‏الحساسية في محافظات شرقية مع شيوع حالة من الغموض في العلاقة بين ‏السعودية والإمارات. ‏

استطاع طارق صالح تكريس وضعه في المخا وتعز كفاعل محلي يمكن أن ‏يساعد في تكريس "تعز" كمحافظة مهمة للحل، كمأرب. ‏

ماذا عن الانتقالي؟


من الواضح أن الانتقالي في "اللحظة الحرجة"! ‏
فالصيغة السعودية تلتزم الموقف المعتاد المتوافق مع الاقليم والعالم؛ عودة ‏السلم إلى اليمن واحترام سيادته ووحدة أراضيه. وكنت كتبت بعد اندلاع الحرب ‏بخمسة أشهر أن السعودية لا تملك العودة إلى صيغة "الدولة الحاجز" في ‏التعامل مع اليمن (المجزأ أو الموحد) التي حكمت سياستها تجاه اليمن منذ ‏الخمسينات وبخاصة في ذروة المد الناصري والحرب الباردة. كما أن الاتفاق ‏السعودي - الايراني من شأنه المساعدة على التهدئة في اليمن والتزام الفاعلين ‏المحليين اعتبارات الرياض وطهران! ‏

‏**‏

دفع اليمنيون ضريبة باهظة جراء "أوهام" المرحلة الانتقالية التي بدلا من أن ‏تنتهي في 20 فبراير 2014، أي بعد سنتين، اخذت اليمن إلى الحرب والملشنة. ‏وحان الوقت لكي ينزل قادة الأحزاب والقوى العسكرية مظليا على "الأرض ‏الخراب" كي يصلحوا ما افسدته "هذيانات" المرحلة الانتقالية… وما بعدها. ‏

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً