يمانيون يا أروى
ويا سيف بن ذي يزن
ولكنا برغمكما
بلا يمن بلا يمن!
عبدالله البردوني
يتبدى البردوني في دواوينه في السبعينات والثمانينات تشاؤميا خصوصا وهو يستخدم "السريالية" في "وجوه دخانية لمرايا الليل" و"زمن بلا نوعية" و"ترجمة رملية لأعراس العبار".
لقد غادر رومانسيته باكرا وهو يشهد وعوده الوطنية تتآكل سريعا. كذلك أحدث نفسي وامارس "الرطانة" أحيانا في جلسات القات صحبة اصدقاء ينفثون احكامهم كما الدخان، سريعة ومتلاحقة.
لكن "مغني الغبار" لم يطمح يوما الى أن يكتسب هذي الطباع "النضالية" مكافحا احتماليتها بالسخرية مرة وب"العادية" مرات.
البردوني واحد من "الناس العاديين"! كذلك نجده يسارع الى اسقاط الحمولات الثورية و"الزعامية" من اعماله الشعرية، وكذلك يصر على أن "مصطفى" و"ابن ناقية" هما يمنيان من غمار الناس؛ "انا ابن الفقيرة وابن الغريب .. من الصخر استل أرزاقيه".
هو لا يفوت فرصة لتذكير محبيه بحقيقته؛ يمني من الناس العاديين. كثيرا ما أردد هذه الجملة في السنوات الموحشة الأخيرة، متذكرا تعبيره المتحدي ردا على سؤال الصحفي الغر الذي كنته، حول انسداد كل أفق للتغيير، قال مطمئنا:"لم تتسمر الأفلاك"!