- إبراهيم البعداني
8.9 مليار نسمة عدد سكان العالم عام 2050م و35.4 مليون نسمة سكان اليمن عام 2025م.
هناك ما يزيد عن خمس سكان العالم، أي أكثر من مليار نسمة هم من الشباب الذين تترواح أعمارهم بين 15 و24 سنة. ويعيش أكثر من نصفهم في المناطق الريفية ويعيش حوالي 60٪ من الشباب في المناطق الآسيوية النامية و15٪ في افريقيا و9٪ في امريكا الجنوبية والمناطق الكاريبية، وهناك من بين كل مائة أسرة تكونت أواخر الثمانينات في مدن العالم النامي يعيش منها 72 أسرة في مدن الصفيح والأكواخ.
ويقدر أن نحو 100مليون شاب معظمهم بين عمر 14و19 سنة يعيشون في الشوارع بعيداً عن منازلهم وأسرهم، فيما يموت كل عام في العالم ما يزيد على 585 ألف إمرأة بسبب الحمل، وتعاني سبعة ملايين إمرأة من مشاكل صحية خطيرة كما تعاني مليون امرأة من أثار صحية مختلفة نتيجة الولادة، ويجرى نحو 20 مليون عملية إجهاض غير مأمونة في البلدان النامية، وكل سنة يموت خلالها حوالي 70 ألف امرأة أي 13٪ من مجموع وفيات الامهات في العالم.
اليمن 44٪ فئة الشباب بينهم 38٪ فقراء
ويتوقع أن يصل عدد سكان اليمن إلى حوالى 35.4٪ مليون نسمة في العام 2025م وتعد محافظة إب ثاني أكثر محافظات الجمهورية من حيث عدد السكان والتي تشكل 10٪ من اجمالي سكان الجمهورية، ويمثل عدد الشباب في اليمن حوالي 9ملايين نسمة من عدد السكان أي ما نسبته 44٪، وحسب المؤشرات اليمنية فإن نسبة الفقر بين الشباب اليمني تقدر بحوالى38٪ ويصل معدل بطالة الشباب في اليمن إلي حوالى 44.2٪ بين الذكور و70٪ بين الاناث، مما يستدعى خلق حوالى240 ألف فرصة عمل جديدة سنوياً، تمثل الفجوة التعليمية بين الجنسين واحدة من اكبر المعدلات في العالم، حيث وصل نسبة الفتيات الملتحقات بالمستوى الابتدائي من التعليم 55٪ منها في الريف 24٪ و13٪ بالتعليم الثانوي مقابل 69٪ من الذكور.
وحسب المؤشرات العالمية فإن عدد سكان العالم سيصل إلي 8.9 مليار نسمة في العام 2050م، وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد أعلن نهاية العام 1999م إن عدد سكان العالم تخطى عتبة الستة مليار نسمة، إلا أن مؤشرات صندوق الأمم المتحدة قد توقع أن يكون عدد سكان العالم عام 2005٠م 8.9مليار نسمة أي أقل بكثير مما توقعه الصندوق عام 1996 من أن العدد يكون 9.4 مليار نسمة، والسبب الرئيسي هو أن الخصوبة في العالم قد انخفضت اكثر مماكان متوقعاً، بينما شهد العالم تحسناً في العناية الصحية بما في ذلك الصحة الانجابية، وفي قيام أسر أصغر حجماً، إلا أن نحو ثلث نسبة الإنخفاض تعود إلى ارتفاع معدلات الوفاة في المناطق الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى وفي انحاء من شبه القارة الهندية، ومن أسباب ذلك مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» الذي انتشر بصورة مرعبة.
في بداية القرن العشرين كان عدد سكان العالم حوالى 1.5 مليار نسمة وبحلول العام 1960م ارتفع إلى ضعفي ما كان عليه وفي اواخر 1999م وصل إلى أربع اضعاف أي إلى ستة مليار نسمة. ومن المخيف تصور الزيادة كما في فترة العقود الماضية خصوصاً في السنوات الاثنتي عشرة الاخيرة التي ازداد خلالها عدد السكان مليار نسمة.. الزيادة السنوية التي شهدها عدد سكان العالم ارتفعت من 47مليون نسمة في الفترة من 1950 إلي 1955م إلى 86 مليوناً في الفترة 1985م إلى 1990م وهذا النمو نتيجة لانخفاض عدد الوفيات بشكل اسرع من انخفاض معدل الخصوبة، ونتيجة لذلك فإن وصول عدد سكان العالم إلى المليار الرابع وحتى السادس تحقق في 14 سنة و13سنة و12سنة.
تطور العناية الصحية ظهر منذ اواخر القرن التاسع عشر وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية. منذ عام1950م انخفض معدل الوفيات إلى النصف وفي الوقت ذاته ارتفع متوسط العمر المتوقع للإنسان عالمياً من 46 سنة إلى 66 سنة. ويتوقع وصوله إلي 76 في عام 2050م وارتفع عدد الولادات من 98 مليوناً عام 1950 إلى 134 مليوناً في اواخر الثمانينات ويتوقع أن يبقى 130 مليوناً في السنوات العشرين القادمة، ووفق التقديرات عن العام 2050 سيكون هنالك 130 بلداً ذا نسب نمو ايجابية و44 من هذه البلدان تتجاوز النسبة فيها واحداً في المائة سنوياً أي ما يناهز ما كان سائداً في البلدان الأكثر تطوراً عام 1965م، في البلدان النامية كانت نسبة الخصوبة عام 1950م تناهز 6.2 وأصبحت تقل عن 3 عام 1999م. ويتوقع إنخفاضه إلى أدنى من 2.1 بحلول 2045م.
في هذا الإطار أيضاً تفيد أحدث الإحصاءات التي اعلنتها شعبة السكان بالأمم المتحدة في نيويورك بأن الاسقاطات الإحصائية ترسم اثنين من السيناريوهات او التصورات المستقبلية الديموغرافية: الأول سيناريو متفائل بأن ثمة انضباطاً سوف يتبعه نمط الزيادة المفرطة في سكان العالم بما يؤدي إلى حفظ التوازن ولو إلى حد ما بين البشر والموارد.
وفي إطار هذا السيناريو يصل سكان العالم نحو 8.9 مليارات إنسان في عام 2050م.
الثاني، سيناريو متشائم يقول بأن الانفلات السكاني سوف يواصل جموحه بما ينجم عنه مزيد من الخلل بين الناس ومواردهم. لذلك فإن كل طرف فرداً كان او بلداً او مجتمعاً لابد وأن يدير أمر معايشه ويجري حساب موارده بعيداً عن إنفلات السرف ومغبة الهدر وآفة التعامل مع الموارد التي سخرت للبشر فوق كوكب الارض بمنطق الإنصاف الجامح اللامسؤول. وفق هذا السيناريو القاتم تتوقع الإسقاطات الاحصائية أن يصل عدد سكان كوكب الأرض إلى نحو 11 مليار نسمة مقابل 6.1 مليارا يعيشون بين ظهراني الكوكب في المرحلة الراهنة. كيف لا؟! وسكان الهند يزيدون في الاسبوع الواحد، حسب المعدلات الراهنة، بمقدار 350 الف نسمة وهو رقم مهول إذا ما قارناه في لمحة خاطفة بما يحدث مثلاً في دول الإتحاد الأوروبي وعددها 15 دولة وقد حققت في مجموعها نفس الزيادة (نحو ثلث مليون ) ولكن في عام بأكمله من عمر الزمان. هذا فضلاً عما تتمتع به دول الاتحاد الاوروبي من ارتفاع مستويات المعيشة ورقي الخدمات الصحية سواء في مجال الرعاية الأولية أو المختصة.