المختفون قسرياً (9): بعد ربع قرن ما تزال لطيفة تبحث عن الصحفي شديد الاعتداد أكبر من أخ
* القمش مؤكداً لوالدي محمد: لم أسمع بهذا الإسم قط
* في الحديدة أصرت الأم على السفر إلى «الصليف» بحثاً عن محمد، فاستغرب قريبها التهامي قائلاً: أيش راح يسوي في أم صليف.. يجيب ملحو?!
- صنعاء - سامي غالب - إب - إبراهيم البعداني
عندما انتزع الأمن الوطني في 14 مايو 1982، محمد علي قاسم هادي من عوالمه الثرية، أصيبت أمه جوهرة الصباحي المقيمة في إب بوعكة خطيرة. كان «أكثر من إبن»، وخلال رحلة بحثها عنه تقاطع عندها الصحو والمنام، وفيما يشبه الرؤيا زارها الإبن المغيَّب في منامها نهاية الثمانينات ليبلغها أنه يقيم في «الصليف».إلى الانتزاع النفسي والانتظارات المستدامة والخيبات المتوالية وشفرات الوقت غير الرحيم، يتقدم البحر كأحد القواسم المشتركة العظمى في حيوات أقارب المختفين قسرياً. البحر بما هو مستودع الأسرار والمصب الافتراضي للوقائع الملفوفة بالغموض. في أفقه تتعلَّل أسر الضحايا بأمل أن يكونوا محتجزين في واحدة من جزره النائية. كذلك يتواتر في هذا الملف الموحش حضور «كمران» و«سقطرى» وغيرهما من الأمكنة اللصيقة بالبحر.
صباح اليوم التالي قصت «جوهرة» رؤياها على إخوة محمد: لطيفة وعبدالكريم وحياة. قررت الأسرة المحزونة القيام برحلة الأمل الى الصليف عبر مدينة الحديدة حيث يقيم أقاربهم. قبل أن تستأنف جوهرة الرحلة التهامية إلى الصليف ابتدرها أحد أقاربها التهاميين بصوت يحمل من التعاطف أكثر مما يحمل من الاستنكار: أيش راح يسوي في ام صليف.. يجيب ملحو! استسلمت للعالم الحقيقي وقفلت عائدة إلى مدينة إب.
***
في الأعوام التالية على اعتقال محمد سافرت جوهرة مرات عديدة الى صنعاء. وترددت مراراً على بيوت المسؤولين الأمنيين، واقتربت من مقراتهم الرهيبة، وفي كل مرة كانت تُصَد بعنجهية واستكبار.
بعد سنوات قرر والدا محمد مقابلة غالب مطهر القمش رئيس جهاز الأمن الوطني. طرقا بوابة منزله بإلحاح إلى أن قبل السماع لشكواهما. سألاه أن يفرج عن محمد، لكنه أنكر أن يكون قد سمع بسجين في الأمن الوطني يحمل هذا الأسم! في فبراير 1990 توفيت جوهرة، وقبل عدة شهور توفي علي قاسم هادي (والد محمد). وما يزال الغموض يلف مصير ابنهما.
***
طبق روايات عديدة أبرزها ما كتبه الزميل القدير الأستاذ عبدالباري طاهر في العدد قبل الماضي، فإن محمد، الناشط النقابي والكادر التعاوني و«الحركي» السري، استُهدف من رجال الأمن الوطني فور عودته من عدن حيث شارك ضمن وفد من نقابة الصحفيين «الشمالية» في مشاورات مع منظمة الصحفيين (الجنوبية)، خلال تجمع صحفي نظم في عدن.
في مطار صنعاء رفض محمد تسليم ضابط أمن أوراق ومحاضر متصلة بالزيارة العدنية. تحولت المهمة الأمنية للضابط في قسم التحقيقات بالأمن الوطني المعروف بصرامته إلى مهمة انتقامية. كان الضابط منجرحاً، ورأى في اعتداد الشاب اليساري (المدان سلفاً) إهانة لاَ تُغتفر.
في 14 مايو 1982، بعد أسابيع من الزيارة العدنية، تقدم مجموعة من رجال الأمن نحو محمد أثناء مروره بميدان التحرير، وأخذوه إلى المعتقل.
***
لم تنته المهمة الانتقامية رغم مرور ربع قرن على اعتقال «الأخ الأكبر» لـ«لطيفة».
***
«كان أكبر من أخ»، تقول لطيفة لـ«النداء».
قبل أسبوعين من اعتقاله (اختفائه) بعث الشاب ذو العلامات المميزة التي لا تُحد، رسالة الى أسرته في مدينة إب يقول فيها إنه «بخير ما دام والديَّ لم ينسياني في الدعاء» وإذ بشَّرهما بعزمه خطبة شابة في صنعاء لم يسمها، تمنى للطيفة الشفاء من المرض «كما» والنجاح في امتحانات الصف الأول الثانوي.
بتوقيع رجل مثقل بالأسرار ذيَّل محمد رسالته المقتضبة (نحو 100 كلمة فقط). وعلى ما يبدو فإنه حنَّ إلى كعك أمه، فقرَّر أن يضيف 3 أسطر قصيرة الى الرسالة تتضمن طلباً استثنائياً: «أرجو إرسال قليل من الكعك إن أمكن، وإن كانت صحة الوالدة بخير».
***
«كان صديقي»، تضيف لطيفة.
قبل الإنقضاض الأمني عليه، انشغل محمد بإنجاز معاملتين: الأولى لغرض الالتحاق رسمياً بوظيفة تتناسب ومؤهله الجامعي الجديد (بكالوريوس آداب)؛ والأخرى لمواصلة دراسته العليا في بريطانيا. «أراد أن ألتحق به هناك في بريطانيا لدراسة الطب»، استدعت لطيفة لحظاتها الأخيرة مع محمد الذي تمكن من استصدار شهادة حسن سيرة وسلوك من الأمن الوطني، لغرض إنجاز المعاملتين، وقد ضمنه لدى الأمن قريب التاجر عبدالله الصباحي.
***
ولد محمد في مدينة إب عام 1956. درس الأبتدائية والأعدادية في مدرسة الثورة، وأنهى المرحلة الثانوية في مدرسة النهضة. وانتقل الى صنعاء لمواصلة دراسته الجامعية، ومتابعة أنشطته الأخرى.
في الحركة التعاونية تميز بالديناميكية، وتنقل في العديد من المناطق الريفية في أكثر من محافظة. كما شغل موقع سكرتير تحرير مجلة «الغد» الصادرة عن الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي والتطوير. وفي الجامعة نشط في الجمعية الفلسفية بالكلية. وتحتفظ لطيفة بصورة له وهو يقدم لمحاضرة للشاعر عبدالله البردوني الجالس الى يساره.
***
«كان ملاكاً نزل من السماء»، تواصل لطيفة وصف الشاب الـ«أكبر من أخ».
«لو تدري كم كان جذاباً»، تقول قبل أن تردف بصوت فرائحي: «عُرف بقدرته الهائلة على الإقناع، وكثيراً ما تدخل عند أبي لمساعدتي في أمور تخص دراستي وعملي».
تعمل لطيفة حالياً في مكتب الصحة. وهي عملت منذ سن مبكرة في مكتب المواصلات بمدينة إب لمساعدة أسرتها. أعتُبرت الألصق بمحمد. وفي نهاية السبعينات توعكت، فدبَّر محمد منحة علاجية لها إلى القاهرة. أمضيا شهرين هناك، وقد عايشت يومياً شغف أخيها بالكتاب.
«كان إذ يزورنا في إب فمصطحباً كتباً جديدة»، تستدعي لطيفة ما يصلح أن يوصف «هدايا محمد»!
لكن مكتبته العامرة انحسرت بعد اختفائه القسري، ففي سنوات البحث عن محمد تعرضت الأسرة لشتى صنوف المضايقات والتهديدات، وتوجب عليها أن تتخفف سنة تلو سنة، من كل ما له علاقة بالنشاط السري والاتجاه الفكري لمحمد، مبقيةً على البقية الباقية من أوراقه الخاصة ومعاملاته وصوره، وشهادة حسن السيرة والسلوك التي اختفى بعد حصوله عليها بأيام!
***
في رسالته الأخيرة، التي رغب الأمن الوطني أن تكون وصيته، لاح الشاب الذي يركب الخطر مقتضباً، ولكن أيضاً وعجباً، مستفيضاً في اهتمامه الدافئ بوالديه وإخوته الصغار.
الى دعاء الوالدين الذي أمل أن يعصمه من الشر المستطير في العاصمة، بدا مشغولاً باستعداد لطيفة لامتحانات الصف الأول الثانوي. سأل أيضاً عن صحتها. وعرَّج على شقيقته الصغرى «حياة» التي ستدخل بعد أسابيع امتحانات الصف السادس الأبتدائي، ثم عبدالكريم (الكان في الثالث الإعدادي). وقد أشار في رسالته الى وضع عبدالكريم مطمئناً أباه بأن سيبلغه برقم جلوس عبدالكريم فور صدوره.
هذه النقطة توضحها لطيفة لـ«النداء»: «أراد محمد لعبد الكريم أن يؤدي امتحانات الشهادة الإعدادية في العاصمة، ليكون قريباً منه لمساعدته».
إلى لطيفة وعبدالكريم وحياة، يشير محمد في رسالته المطرزة بالحب إلى «الحبوب الصغير» متمنياً له مستقبلاً زاهراً.
في أحد الأعياد من عام 1978، اصطحب الشاب القادم من العاصمة إخوته الثلاثة الى استديو في مدينة إب لنقش لحظة في حياة أسرة سعيدة.
في أقصى اليسار جلس وفي حضنه لاح «الحبوب الصغير» داهشاً من حركة المصور وعدسة الكاميرا. إلى يساره جلست لطيفة، والى يسارها وقفت حياة، وفي الخلف وقف عبدالكريم.
تتابع لطيفة إيضاحاتها، وهذه المرة عن الحبوب المدهوش:«انفصل والداه، فتحمست والدتي لرعايته الى حين ميسرة».
***
تخرج في كلية الآداب عام 1980. التحق بخدمة الدفاع الوطني، وسُرِّح في 27 أغسطس 1981. وحاز على شهادة الخدمة الاحتياطية التي يخصص جزء منها للبيانات والأوصاف الشخصية. طبق الشهادة فإن محمد يبلغ من الطول 160سم. شعره أسود، كما عيناه. ولون الوجه أسمر. وأمام بند العلامات المميزة لم يلحظ مدوِّن البيانات شيئاً يستحق التوثيق، ربما بمألوف العادة، ولذلك فقد وضع خطاً قصيراً كإشارة على عدم وجود أية علامة مميزة.
بعد ربع قرن يمكن لـ«النداء» أن تكمل ما فات على محرر شهادة الخدمة الاحتياطية التقاطه.
عاش محمد بكلْية واحدة. وطبق لطيفة فإنه خضع لعملية استئصال إحدى كليتيه في منتصف السبعينات.
الفتى الذي عرفه مجايلوه في حارة الجبَّانة مرحاً على قليل من حدة مزاج وعنف مغاضبة، كان كتوماً.
«لم يخطر على بالي قط أنه ناشط في حركة سرية»، قال يحيى السادة أحد زملاء محمد في ثانوية النهضة. وإذ استرجع تفاصيل يومية حميمة جمعتهما أيام الصبا، لفت الى طيبة محمد وميله الى المرح، قبل أن يضيف: «باستثناء قراءاته الغزيرة فإنه لم يبدر منه ما يشي بارتباطه بتنظيم سري».
«نضج مبكراً» يستذكر يحيى منصور أبو أصبع، القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الثوري، الفتى الذي كانه محمد مطلع السبعينات. في تلك الحقبة أشرف أبو أصبع على نشاط الحزب اليساري الفتي في مدينة إب، وقد أثار اهتمامه فاعلية تلميذ المدرسة الاعدادية الذي تمكن في فترة قصيرة من استقطاب العشرات من طلاب الاعدادية والثانوية الى الحزب.
في ظرف سنوات قليلة، يؤكد أبو أصبع، اصبحت منظمة الحزب في المدينة، وبخاصة في «الجبَّانة»، «قوة ضاربة بين الشباب». ويضيف باطمئنان: «الفضل يعود لمحمد وثلاثة آخرين من رفاقه».
«ذو الكلية الواحدة» شديد الاعتداد بنفسه، هذه العلامة المميزة هي التي غيبته فيزيائياً على الأرجح. على الناظر «في الصورة الباهرة» الإمعان في عينيه السوداوين، وفي ابتسامته الخفيفة، وفي الأمان الذي يخيِّم داخله أشقاؤه الصغار ليُمسك بالأبعاد الثرية في شخص «الأخ الأكبر»، وبخاصة مسحة الكبرياء على جبينه.
***
الاعتداد بما هو علامة مميزة في شخصية محمد أدركته «النداء» في شخص لطيفة. ترددت لطيفة لسنوات عديدة على العاصمة رفقة أسرتها الصغيرة، بحثاً عن خيط يوصلها إلى مكان اعتقال محمد. وهي ضغطت على أعصابها بشدة كيلا تندُّ عنها إشارة يأس.
بلغ الأسرة أن محمد محتجز في قصر البشائر، القصر الذي حولته ثورة سبتمبر الى سجن يضيق بشبابها! ترددت لطيفة عدة مرات على قصر البشائر، تمكنت في إحداها من اجتياز بوابته الى عتماته الموحشة. تقول : «لمحتَُ زنازن أرضية (دَبَبَ).. خفت وقلت في نفسي ماذا لو قرروا وضعي في أحدها، ثم خرجت بسرعة».
وعود لطيفة كلها مؤجلة. لم تكمل الثانوية العامة، وهي بالتالي لم تلتحق بأخيها الى لندن، حسبما خطط قبيل اعتقاله. وعلى مر السنين رفضت عروض الزواج، الواحد تلو الآخر، إذْ «لا يكون فرح في غياب محمد». فقدت جوهرتها- الأم الصابرة التي كفت عن إرسال الكعك الى الحبيب محمد. فقدت والدها الموظف البسيط الذي هدَّته غطرسة واستكبار كبار المسؤولين الأمنيين الذين طرق أبوابهم. ومؤخراً فقدت وظيفتها هي الموظفة الكفوءة التي يُضرب بها المثل في عفة اليد واللسان. كل هذه الأهوال لم تفقدها علامتها المميزة: الاعتداد الشديد. وساعة ودعتها «النداء» قالت لطيفة، الناشطة الحزبية وعضوة اللجنة المركزية للاشتراكي، بحزم: «أرفض أن أوصف بأخت المرحوم... ما يزال أخي حياً يرزق». وبصوت طالع من عذابات العمر أودعتنا كلمتها الأخيرة: «إسألوا الأخ محمد اليدومي (القيادي الإصلاحي البارز والضابط السابق في الأمن الوطني)، لعله الوحيد الذي يعرف مصير أخي».
صورة.. شعرية
لأن له بغيةً راقية
تناديه كنْ غيث إبراقيةْ
لأني لمحت عذارى مناك
وريَّاك أولُ طراقيةَْ
فيهتف يا كل شوق الرحيل
إليها ولا تلتمس واقيةْ
إليها ويا نفس لا تحفلى
بما أنت في وصلها لاقيةْ
إلى كم أقاوي إليها الحنين
وأكتب للريح أوراقيةْ
فيعدو على النار يبدو
كمن يُغسِّل رجليه في ساقيةْ
فتستغرب النار هذا احتذى
غروري وهمَّ بإغراقية
وقال ادخليني لكي تورقي
وتذكي مشايع إيراقية
أما آخر الحرق بدء الرماد
فلوذي بأفلاك إشراقيةْ
* في سنة سبعينية خصيبة، استضافت الجمعية الفلسفية في قسم الفلسفة والاجتماع بكلية الآداب الشاعر عبدالله البردوني ليلقي محاضرة عن اصطراع الأفكار في العالم العربي. وقدَّم الطالب محمد علي قاسم هادي للمحاضرة. والأبيات أعلاه مقطع من قصيدة «ابن ناقيةْ» نشرها البردوني مطلع التسعينات.
ملاحظة.. ومقترح
الأخ/ رئيس تحرير صحيفة «النداء» المحترم
تحية وتقدير،
أطالع بشغف ما ينشر في الملف الشجاع، المتعلق بقضية غاية في الحساسية وعميقة في طابعها الأنساني، وأعني بذلك ملف المفقودين قسرياً. وإذ أبارك لكم هذا السبق الصحفي والموقف المتقدم، لي هنا ملاحظة أرى لزاماً عليَّ أن أبينها، ومن ثم مقترح، إن نال رضاكم.
الملاحظة: إن هؤلاء الذين نفترض الآن أنهم، أو أغلبهم، قد فقدوا حياتهم بذلك الأسلوب الهمجي، إنما هم ضحايا صراعات طغت. بل كانت العنوان الأبرز لمراحل لها معطياتها ولها ثقافاتها ولها سمات وظروف عقائدية وسياسية ووطنية واقليمية ودولية. الكل يعرفها. بمعنى آخر أنه لو عادت عجلة التاريخ إلى نفس تلك المراحل بنفس ثقافاتها ونفس سماتها وظروفها، لخلصت تقريباً إلى نفس تلك الجرائم المؤلمة. ولو قلبت الأمور رأساً على عقب لأ استبعد أبداً أن يكون بعض المجني عليهم الآن جناة. أنا لا أبرر وإنما أوضح أنه يجب بيان سوء ولامعقولية تلك الأوضاع ومأساوية نتائجها وأهم تلك النتائج أنها ألغت من التاريخ المفترض، لتقدم وإنسانية الشعب اليمني، عشرات السنين، أقول هذا الكلام لأن ما ينشر في هذا الملف إنما هو فاصل حزين ومؤلم ومخجل. والعمل لعدم تكرار هذا الفاضل إنما يتحدد بتجذير وعي مضاد لأصوله وضمان عدم تكراره؛ خاصة والكل الآن يعلم تداعيات ما هو قائم وخطورته. ويجب زرع هذا المفهوم في عقول ذوي الشأن والعلاقة بأولئك الاماجد خاصة والكثير منهم ومن غيرهم يعرفون الجهات وربما الأشخاص الذين كانوا أدوات تنفيذ مثل هذه الاعمال.
أما اقتراحي إن لاقى قبولاً لديكم، فهو السعي من قبلكم أولاً بالتعاون مع كل المهتمين لتشكيل «اللجنة الوطنية لمعالجة أوضاع المفقودين قسرياً» لتضم في عضويتها ناشطين قانونيين وسياسيين وصحفيين متطوعين بحماس وإنسانية، لجمع كل المعلومات عن الحالات المفترضة. والعمل بقوة من أجل رد الإعتبار لهم، وإنصاف ذويهم مادياً ومعنوياً. والأهم إبتكار الوسائل لتجذير وعي عميق لدى كل الناس بخطورة ومأساوية مثل هذه الأعمال التي تطال كل القيم الدينية والسياسية والوطنية الانسانية السوية، مع التأكيد على الاستبعاد النهائي والمطلق لأية نوايا في نبش الماضي الكئيب أو الاتهام أو الملاحقة أو الاستهداف وتحميل مؤسسات الدولة مسؤولية وتكاليف المعالجة الشمولية للموضوع. باختصار يجب أن يصبح أو يتحول هذا العمل إلى عنوان كبير وواسع لخلق وتعميق ثقافة جديدة قائمة على احترام انسانية الانسان ووقف وتجريم كل ما يتعرض لحياته أو كرامته مهما كان الإختلاف في الرأي أو الموقف.
- أحمد الرماح
المختفون قسرياً (9): بعد ربع قرن ما تزال لطيفة تبحث عن الصحفي شديد الاعتداد
2007-08-16