3000 هكتار من مساحة عدن محميات طبيعية
- بشرى العنسي
يتم الإعداد حالياً لإعلان خمس مناطق كمحميات طبيعية في عدن، تشمل: بحيرات عدن، المملاح «كالتكس - الحسوة»، مصب الوادي الكبير في الحسوة - خور بئر أحمد.
يقدر مساحة تلك الاراضي ب(3000) هكتار من اجمالي مساحة عدن البالغة (35846) هكتاراً، فضلاً عن المسطحات المائية.
تتميز الاراضي الرطبة في محافظة عدن بأنها موئل لمجموعات نادرة من الطيور المهاجرة والمستوطنة كما تعتبر المسطحات المائية مناطق حضانة وتكاثر للعديد من الكائنات البحرية إضافة إلى النباتات الطبيعية المنتشرة في تلك الاراضي.
واهم من ذلك فإن الاراضي الرطبة توفر فرص عمل ومصدر رزق لأكثر من(5000) شخص وتتمثل انشطة المستفيدين في الزراعة واستخراج الخل وبيع المواشي والرعي والاحتطاب والتعشيب والقيام ببعض الصناعات الحرفية مثل صناعة المكانس وغيرها من المنتجات الحرفية المحلية المعتمدة على اشجار نخيل الهش، إضافة إلى المملاح الذي يساهم في الاقتصاد القومي، وايضاً توفير رواتب المستفيدين في المملاح والمصاريف الاخرى التشغيلية فهو يساهم في الدخل القومي بحوالي (40) مليون ريال سنوياً وذلك خلال العشر السنوات الاخيرة.
إلا أنه وحسب الخطة الإدارية والدراسة الاقتصادية والاجتماعية التي اعدتها الهيئة العامة لحماية البيئة وبرنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية (SNRMP) لا يوجد اي اهتمام بهذه الاراضي من قبل المجتمع المحلي للحفاظ على مواردها الطبيعية حيث ينتشر عديد من الصيادين علي المسطحات المائية للاراضي الرطبة (المملاح وبحيرات عدن) مستخدمين الشباك ذات الفتحات الضيقة التي تؤثر على المجتمعات الحيوية الموجودة في تلك الاراضي والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية في محمية «كالتكس - الحسوة» من خلال حرق وقطع الاشجار والرعي الجائر للمراعي فيها وانتشار الملوثات البيئية الضارة التي ترمى في مختلف قطاعات الاراضي الرطبة سواء كانت مخلفات نفطية او بناء أو قمامة اضافة إلى الأضرار الناجمة عن تنفيذ المشاريع دون تقييم الاثر البيئي لها مثل اعمال الردم في حدود بحيرات عدن الشرقية لتنفيذ طريق قرية الشحن الجوية وتنفيذ العديد من المشاريع الصناعية والخدمية داخل او في محارم الاراضي الرطبة في «المملاح» التي تعمل على تلويث بيئتها وتؤثر على اقتصاديات إحدى الصناعات البحرية القديمة «صناعة الملح».
كما أشارت الدراسة إلى عدم وجود إدارة محددة تعمل على صون الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي المتميز فيها. ففي الاراضي الرطبة الواقعة بين منطقة «كالتكس - الحسوة» يستنزف المستفيدون الموارد الطبيعية الموجودة فيها وكذلك المملاح فهي إدارة حكومية (مؤسسة قطاع عام) همها الأساسي العائد الإقتصادي وكذا في بحيرات عدن رغم وجود جمعية مبرة عدن الخيرية والتي لها العديد من الانشطة البيئية إلا أنه لوحظ ممارسة الاصطياد الجائر في بحيراتها من قبل عدد محدود من الذين يمارسون هذا النشاط لغرض الاصطياد الشخصي او الاتجار به.
وكل ذلك يأتي من خلال عدم تنفيذ القوانين والتشريعات الخاصة بحماية تلك الاراضي؛ لذلك دعت الدراسة إلى ضرورة إصدار قانون لمحميات الاراضي الرطبة في عدن.
ومن أجل هذا تسعى الهيئة العامة لحماية البيئة وبدعم من برنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية التابع للبرنامج الإنمائي لهيئة الأمم المتحدة إلىمشاركة المجتمع المحلي في محافظة عدن من خلال العمل على إعلان تلك المناطق كمحميات طبيعية لحماية المناطق الفريدة والمميزة لحياة الطيور ذات الأهمية على المستوى المحلي والعالمي والعمل على الحفاظ على التنوع الحيوي من اسماك وقشريات ورخويات وجوفموعويات وحشائش وكائنات بحرية واحياء برية وانواع نباتية هامة وتنفيذ العديد من الانشطة الهادفة إلى تطوير هذه المحميات بما يحقق استدامة محمياتها الحيويةوتطويرها مما سيعمل على جلب المنافع المادية للمجتمع المحلي المستفيد منها مع الحفاظ على الموروث التقليدي السائد ذو الاهمية الكبيرة، والعمل على تطويره والاستفادة من خصوصيات هذه المحميات لأغراض السياحة البيئية والدراسات العلمية.
3000 هكتار من مساحة عدن محميات طبيعية
2006-06-29