صنعاء 19C امطار خفيفة

بعد أسبوع فقط من تصريحات بهران بانتهاء الأزمة.. أبناء عدن يكتوون بنار الانقطاعات الكهربائية اليومية والطوارئ تعمل بدم بارد!!

2007-06-21
بعد أسبوع فقط من تصريحات بهران بانتهاء الأزمة.. أبناء عدن يكتوون بنار الانقطاعات الكهربائية اليومية والطوارئ تعمل بدم بارد!!
بعد أسبوع فقط من تصريحات بهران بانتهاء الأزمة.. أبناء عدن يكتوون بنار الانقطاعات الكهربائية اليومية والطوارئ تعمل بدم بارد!!
- عدن «النداء»
ما تزال المؤسسة العامة للكهرباء تواصل حلقات مسلسل الانقطاعات الكهربائية يومياً في مناطق متفرقة من محافظة عدن العاصمة التجارية والاقتصادية.
وتأتي انقطاعات التيار الكهربائي التي لم تسلم منها أي منطقة في المحافظة بعد إعلان وزير الكهرباء والطاقة مصطفى بهران في حقل تكريم العمال المبرزين في فرع عدن عن انتهاء أزمة الكهرباء في المحافظات الساحلية «عدن، المكلا، الحديدة»، حيث قال: وداعاً لانقطاعات الكهرباء بعد اليوم لن تشهد هذه المناطق في المحافظات الثلاث أية انقطاعات مبرمجة للتيار الكهربائي عدا مايحدث بصورة طارئة ونتيجة لخلل خارج عن الارادة والسيطرة.
كانت كلمات بهران واضحة المعنى، عميقة الدلالات والابعاد، لكن العارفين ببواطن الأمور قالوا إن كلام الوزير هو من الناحية النظرية سليم تماماً لكنه من النواحي الفنية بعيد كل البعد عن الواقع؛ إذ كيف يمكن أن تعلن الوزارة انتهاء أزمة الانقطاعات ووضع حد لها في الوقت الذي نعيد سبب الانقطاعات في كل مرة إلى حدوث خلل فني بسبب زيادة الأحمال على المحطات، وتواصل مظاهر اختلاس التيار الكهربائي،  لتلجأ المؤسسة عبر فرق الطوارئ التي تعمل بدم بارد -حسب وصف أحد المواطنين لها- إلى تخفيف الضغط الزائد بقطع للتيار الكهربائي لساعات طويلة، تصل إلى أكثر من أربع ساعات في الفترة الواحدة حتى تتمكن من إصلاح الأعطاب وإعادة تشغيل المواقع التي خرجت عن الجاهزية!!
ومعنى ذلك أن الانقطاعات المبرمجة ستظل واردة طالما هناك احمال زائدة وعدم قدرة الشبكة على استيعابها.
هذه الانقطاعات لا تراعي العدالة، كما همس في أذني احد ضباط المرور ونحن نقوم بجولتنا الميدانية في مديرية الشيخ عثمان حيث قال هذا الضابط: إن الكهرباء تنقطع عندنا في المنطقة بشكل شبه يومي ولأكثر من ساعتين، بينما في منطقة مجاورة تنقطع لوقت قصير جداً!!
«يا فرحة ما تمت» في ساعة متأخرة من ليلة يوم الجمعة الماضية وبينما، الناس يغطون في سبات عميق، والطلاب منكبون على كتبهم وكراساتهم استعداداً لأداء الامتحانات النهائية لمرحلتي التعليم الاساسي، التي بدأت صبيحة يوم السبت التالي، انقطعت الكهرباء عن جزء من حي الممدارة الشعبي في ضواحي مدينة عدن. وهذه المنطقة تشكو منذ أكثر من خمس سنوات من الانقطاعات للكهرباء في كل مساء. كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، شعر الناس بالضيق والانزعاج جراء انقطاع التيار، فخرجوا من منازلهم إلى الشوارع وقليلاً قليلاً أصبحوا مجاميع متفرقة يتبادلون الحديث ويدعون إلي ضرورة وضع حد لهذه المشكلة والأرق اليومي، فماذا حدث؟!
أخبرني أحد سكان المنطقة، في اتصال هاتفي في الصباح الباكر، أن المواطنين وفي لحظات ثورتهم وغضبهم توجهوا إلى منزل الأخ عبدالكريم شائف، نائب محافظ عدن، وأمين عام مجلسها المحلي، ويبدو أنهم لم يجدوا من يتجاوب معهم، فتحركوا إلى منزل مدير عام مديرية الشيخ عثمان التي تتبعها منطقة الممدارة. وهناك أيضاً خابت مساعيهم ولم يجدوا إلا الهدف الاخير والمباشر وهو مدير كهرباء المنطقة الثانية الذي لم يكن متواجداً في المنزل بسبب سفره إلى العاصمة صنعاء و قام هؤلاء الغاضبون بعمل شغب أدى إلى إخافة من في المنزل وشعروا بالذعر من طارق الليل هذا وأقصد به المواطنين!!
وبعد اتصالات ومتابعات وصلت فرقة الطوارئ إلى موقع الانقطاع، والذي كان سبب زيادة الأحمال على إحدى المحطات الفرعية، كما أفاد بذلك مصدر مسؤول في قيادة كهرباء المنطقة الثانية. حركة الطوارئ التي تعرضت للاعتداء من قبل الجماهير الغاضبة بادرت إلى إصلاح العطب، وقدرت لتخفيض الأحمال فصل بعض الكابلات وتوزيع الضغط على الخطوط، لكن المواطنين رفضوا لأن ذلك يعني أن يتم برمجة الانقطاعات وتوزيعها على الأحياء المكتظة بالسكان. وفي وقت حرج من منتصف الليل، أصر المواطنون على إعادة التيار كاملاً فكان لهم ذلك وتم إصلاح العطب وغادرت الفرقة الموقع ولكن الفرحة لم تكتمل إذ عادت الأحمال على المحطة؛ انقطع التيار الكهربائي ولم يتم إصلاح الخلل الذي تضاعف حجمه إلا في ظهيرة اليوم التالي.
ويقول المواطنون في المنطقة إن الكهرباء لا تزال ضعيفة، وأنهم يخاوف على اجهزتهم من العطل بسبب عدم ثبات التيار إلا أن أحد المهندسين الذي كان يقوم بجولة في المنطقة قال إن التيار سيعود إلى وضعه الطبيعي عند الانتهاء من الإصلاحات بصورة كاملة في مواقع أخرى تتغذى منها المنطقة وإنه لولاوجود المحطة الاضافية 15 ميجاوات التي تعمل بالايجار لكانت الطامة أكبر.
حرمونا النوم
بينما كنت اغلق باب بيتي متجهاً إلى مقر عملي صباح يوم الاثنين سمعت جارتي، وهي في خريف العمر, تقول بصوت مرتعشي: «حرمونا النوم». وكانت تقصد مؤسسة الكهرباء بسبب الانقطاعات التي شهدتها منطقة «القلوعة» ولاتزال الكهرباء حتى لحظة كتابة هذه المادة، مساء الاثنين، منقطعة عنها بسبب عطل أحد المحولات الفرعية. وعلى ما يبدو أن هذه الاغنية هي أفضل ما تجيده المؤسسة من أعذار لتبرير أسباب الانقطاعات التي شهدتها مديريات «صيرة، التواهي، المعلا، خور مكسر»، خلال الثلاثة الأيام الماضية ولساعات طويلة وبصورة متكررة، وبحسب إفادة المسؤولين في فرع مؤسسة كهرباء عدن فإن الربط العشوائي المباشر من الشبكة، واختلاس التيار، والاستهلاك الزائد عن الطاقة المولدة، وبالتالي تنفصل المحولات. ولا تجد المؤسسة طريقة لمعالجة المشكلة سوى برمجة الانقطاعات على مختلف المناطق المرتبطة بمصدر الخلل، كما حدث قبل يومين حين أصاب عطب كابلين أحدهما في الخط البحري والآخر في خور مكسر؛ ما أدى إلى دخول المناطق الأربع السالفة الذكر في ظلام دامس.
مواطن في منطقة دارسعد سألناه عن سبب الربط المباشر من الشبكة، فقال: «المؤسسة ترفض إدخال التيار إلينا بحجة أننا عشوائي وما معنا حل إلا هذا» بينما قال آخر ان ارتفاع كلفة رسوم إحضار العداد هي السبب؛ وفي ظل ضعف المرتبات والغلاء وارتفاع الاسعار لاتستطع الاسرة دفع قيمة استهلاك التيار فيتم الاختلاس مباشرة من الشبكة. وبين مواقف المواطنين وحجج المؤسسة تبقى مشكلة انقطاعات الكهرباء مستمرة في عدن. وذهب كلام الوزير بهران أدراج الرياح لتستمر معاناة المواطنين وخاصة الطلاب في أيام امتحاناتهم.

إقرأ أيضاً