عيد العمال - محمد الغباري
اليوم العالمي للعمال مر أمس باهتاً عدا محاولة متواضعة من أحزاب اللقاء المشترك لإحياء هذه المناسبة في قاعة مغلقة داخل اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي.
وفي مكان آخر كان نائب رئيس الجمهورية يتصدر منصة الاحتفالات الرسمية بالمناسبة وإلى جواره كبار القوم الذين كانوا سبباً في مصادرة حقوق العمال، وإغلاق وتصفية مؤسسات القطاع العام. فيما كان المئات من ضحايا التمييز السياسي يواصلون اعتصامهم في عدن والضالع مطالبين هذا النظام بإعادة حقوقهم المنهوبة.
في التقطاعات الرئيسية للعاصمة وغيرها من المدن كان العشرات من البؤساء يفترشون الأرصفة أملاً في الظفر بساعات عمل تغطي نفقات شراء علبة زبادي وكيس من الخبز، بات في عهد المنجزات "الضخمة"، جل ما يطمحون إليه.
لا يعرف هؤلاء ماذا يعني عيد العمال، ولا معنى تصفية كل مؤسسات القطاع العام، وتخلي الدولة عن التزاماتها الاجتماعية بحجة صرف ألفي ريال كضمان اجتماعي يستخدم للإذلال ولضمان الانتماء للحزب الحاكم؟
الجوع قد يكون عضواً في الحزب الحاكم مثلما هي التخمة جزءاً أصيلاً من تكويناته القيادية، لأن هذا الحزب ادعى أن نحو أربعة ملايين مواطن صوتوا لصالح الرئيس الذي يتحمل مسؤولية فقرهم وجوعهم، غير أن هذا الحزب لا علاقة له بالضحايا.
ربما كانت مشاركة قيادات من التجمع اليمني للإصلاح في الاحتفال الذي أقامته المعارضة هو ما لفت الانتباه لأن هذا الحزب الكبير ظل سنوات طوال منحازاً لفئة اجتماعية لا تمثل قاعدته الجماهيرية التي يحتل معظم مقاعدها الفلاحون والعمال والبسطاء.
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة بإدارة العالم، ظهر أن الحركات السياسية العربية اليسارية بشقيها، الاشتراكيه والقوميه، تعيش مرحلة من الخجل وتتعامل مع القضايا المرتبطة بحقوق العمال والعدل الاجتماعي وكأنها شيئ، من الماضي، وترى أن الانتماء لعصر الديمقراطية يتطلب التحلل من كل القيم الجميلة التي رافقت التجربة الاشتراكية، واعتبار العولمة والارتهان لمنظمة التجارة العالمية، هي الجزء المكمل لـ"إتكيت" الليبرالية!
malghobariMail
عيد العمال
2007-05-03