العالم يتداعى حين يحاصره الخوف.
الكائن يموت حين يختبئ في داخله.
ثمة مأساة تغلف كينونة الفرد، القابع في حضور عالم متبادل محفوف بسخاء بشروط السوق، وبآليات القوة، وبوسائل بارعة في التدمير.
ثمة إنسان يحاصره عنف الخارج، وفكر العنف، وثبات النظريات، والآلات الكابوسية المنذرة بحدوث الكارثة الكونية.
ثمة إنسان يحيا في زمن مربك، يتسم باللاعقلانية، تتشظى فيه الروح، وتتلاشى فيه القدرة، يستبدل الحقائق بالأوهام، والإرادة بالعجز.
ثمة إنسان يائس، يغترف من مخزون الذاكرة الموجوعة، ويعيش في سجن الأفكار، ينكفئ في ذات الحيز، ويكف عن الدهشة، يخنق خطواته ويصادر حريته، ويبرع في تدمير الذات.
ثمة إنسان، يتناسل من الفزع في قاموسه، الخوف من التحليق العالي، ومن الحركة، ومن أعماق الماء، ومن الفراغ الضيق، ومن الأمكنة الموصدة الأبواب، والخوف من المبهم ومن الغامض، ومن المظلم، ومن الأشباح.
والخوف من النأي، الفقد، ومن الموت الدال على الزمن البشري المحدود.
والخوف ممن لا نحب، وعلى من أحببنا، ومن الآخر، ومن المجهول.
(2010 نص كتبته لمعرض حصارات، وكان معرضًا مفاهيميًا.. استدعيته اليوم في صفحتي، لأن العالم من حينها لم يزد حياة الكائن إلا حصارات أشد عنفًا وقسوة). الصور من المعرض.