في العام 2013م، التقيت بالرائد عبد الغني عبد القوي عبد القادر الكناني؛ وهو ضابط يعمل في دائرة التوجيه المعنوي التابعة للجيش اليمني.
كان هذا الضابط يجمع معلومات عن مرحلة حكم الرئيس إبراهيم محمد الحمدي، وقد استفاد هذا الباحث من مكتبة التوجيه المعنوي التي تعد أول مكتبة حديثة في اليمن بفضل الدعم الذي كانت تحظى به من العميد علي حسن الشاطر المدعوم من الرئاسة مباشرة؛ حيث قام في فترة إدارته للتوجيه المعنوي والتي استمرت أكثر من 40 عامًا باستجلاب ملايين الكتب القيمة والمترجمة من مختلف اللغات والمتعلقة بالسياسة وتاريخ الشعوب والدول.
من خلال هذه المكتبة استطاع الباحث الكناني أن يحصل على 80% من معلومات هذا الكتاب من هذه المكتبة التي يعتبرها الباحث الكناني من أبرز منجزات الشاطر.
كان الكناني في يوم من الأيام هو الضابط الذي قاد ضباط التوجيه المعنوي من الساحة بجامعة صنعاء، واقتحموا مبنى التوجيه وسلموا الإدارة لمدير جديد.
أما بقية معلومات الكتاب فقد جمعت من مصادر أخرى أهمها: إذاعة، وتلفزيون الخرطوم التي أعطت الباحث الكتب المحتوية على خطابات الرئيس الحمدي من بداية رئاسته حتى يوم استشهاده.
لقد قام الباحث بتسليم أوراق كتابه لي بغرض المراجعة اللغوية، فقمت بمراجعتها وشاركني في مراجعة بعض فصولها المدقق اللغوي الأستاذ منيف الزبيري.
كان المؤلف قد بذل جهودًا جبارة لإظهار حقيقة مقتل الرئيس الحمدي من مصادر مختلفة، وأبرز تلك المصادر:
المقابلات الشخصية لأفراد أسرته، والحرس الذين كانوا برفقته إلى آخر أيامه؛ وكان أغلب هؤلاء متوجسين من الباحث؛ فقد ظنوا أنَّ للسلطة التي حكمت بعد مقتله علاقةً بما يقوم به الباحث.
ولا أخفيكم سِرًّا أنَّ القاضي محمد بن محمد الحمدي الشقيق الأكبر للحمدي كان أكثرهم توجسًا؛ حيث قمنا بزيارته بعد تنسيق استمر ما يقارب العام؛ فكانت إجاباته مقتضبة، ورغم اقتضاب الإجابات تمكن الباحث من الحصول على خيوط كثيرة مؤدية للحقيقة التي نبحث عنها، وتعرفنا على أسماء كان لها حضور في المشهد في فترة حكم الحمدي.
بعد صدور كتاب الكناني أرسلت نسخةً للقاضي محمد الحمدي، وكان فرحًا بهذا الكتاب، واعتبرها أعظم هدية في حياته، واستبعد من نفسه نظرية المؤامرة، وتبعية الباحث للسلطة في عهد صالح، وإذا بالقاضي الحمدي يتواصل تلفونيًّا، ويطلب زيارته في منزله، وأعطى الباحث وثائق وملاحظات جديدة طلب من الباحث إضافتها للطبعة الثانية.
خُلاصة القول أن حقيقة مقتل الرئيس الحمدي احتواها هذا الكتاب، أما باقي المذكرات التي كتبت ممن عاصروا حكم الحمدي، فكانت تتجاهل فترة حكم الحمدي، ولا تتحدث عن جريمة اغتياله إلا الشيخ سنان أبو لحوم في مذكراته التي أفصحت عن حقائق اغتيال الحمدي. وقد ساعد صاحب المذكرات في إبعاد الحمدي من السلطة بطريقة أو بأخرى أو بالأحرى شارك مع كبار المشايخ بإزاحته عن المشهد بالطريقة المناسبة.
ومن أبرز تلك المذكرات مذكرات الشيخ الأحمر، ومذكرات الشيخ مجاهد أبو شوارب ومذكرات أخرى تناولت الحدث بخوف.
ولو أتينا إلى مذكرات الشيخ سنان بن عبد الله أبو لحوم، فسنجد أن هذه المذكرات أشجع المذكرات التي تحدثت عن جريمة اغتيال الحمدي بتجرد؛ ليس حبًّا في الحمدي الذي كان صاحب المذكرات من ألدِّ خصومه السياسيين، وأحد خطوط الارتباط مع الهديان، وخالد السديري، والأمير سلطان بن عبد العزيز- مسؤول ملف اليمن في السعودية.
ولأنَّ أبا لحوم نشر مراسلاته في مذكراته، فقد أبان كل الحقائق المتعلقة بمقتل الحمدي، والقارئ الحصيف سيجد كل من شارك في القتل بسهولة.