لا إسلامي ولا علماني ولا سلفي ولا اشتراكي ولا مؤتمري ولا إخواني ولا ماركسي ولا جهادي ولا شيعي ولا سني ولا حجوري ولا إمامي ولا وادعي ولا وهابي ولا جني ولا إنسي... الخ من هذه الملل والنحل والطوائف الدخيلة على المجتمعات المحلية الجبلية المستقرة في مجتمع قبلي جبلي يتعايش الناس فيه منذ مئات السنين، ولديهم طريق واحد ومسجد وحيد وبئر ماء ومراعي وسواقي ووصر ومقبرة، وتربطهم روابط اجتماعية كثيرة مشتركة. قال سلفي قال! أنت سلفي في معهد شيخك فقط، أما في قريتك وقبيلتك فأنت ابن فلان بن فلان مثل غيرك من أهل القرية لا زايد ولا قاصر. كن من تكون وما شاءت لك الأقدار أن تكونه، فعليك أن تحترم جيرانك وأشباهك من أهل قريتك ورجال قبيلتك، وتعرف حدودك وحدودهم. دعوا الناس تتدبر أمور حياتها اليومية بدلًا من هذه الألعاب الصبيانية التي تستفزهم وتفقدهم صوابهم.
أقول للشباب الذين ساعدتهم الظروف وتمكنوا من الخروج من قراهم لطلب العلم أو العمل أو الوظيفة أو الأجر أو أي شيء آخر، عليهم أن يتقوا الله في قراهم وقبائلهم وأهلهم، فإذا ليس لديهم ما يسعدهم ويخفف معاناتهم فلا يزيدوها قلقًا وتوترًا واضطرابًا بما يعودون لهم بعد غيابهم الطويل.
خرج أحد أبناء تلّب بمكتب اليزيدي يافع، من قريته المستقرة، فعاد لهم بعد غياب سنوات طويلة بصنعاء يتأبط شرًا، فنشبت الفتنة المقرفة، وذهب بعض صبية القرى المنتشرة فوق قمم الجبال وبين شعابها لطلب التفقه في الدين عن بعض المشايخ المختلفين والمتخالفين، فعادوا بخلافات مشايخهم إلى مساجد قراهم التي كانت مستقرة حتى عادوا.
وما فيش داعي أبدًا إلى إقلاق سكينة سكان الجبال بمثل هذه الراجعات المستفزة.
والله من وراء القصد والنية. صلوا على رسول الله.