في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أختي شيماء وابنتها مروة، ينبض القلب كما لو أن الفقد لم يمر عليه سوى لحظة، كأن الدمعة التي سقطت في يوم الرحيل لا تزال تحفر مجراها في الوجدان،
تتجدد مع كل نسمة تمر على حياةٍ غابت منها الابتسامات،
لكن بقيت فيها الروح ترفرف كطيفٍ لا يرحل.
يا شيماء، يا صوتاً كان يسكن بيننا كأمٍّ، كأختٍ، كنبضٍ لا يخفت،
كيف رحلتِ مع مروة؟
كيف أخذتِ بيدِ زهرتكِ الصغيرة إلى عالمٍ لا نراه،
لكننا نشعر بوجوده كل يوم،
كلما اشتد الحزن وامتدت الذكرى كظلٍّ ثقيل لا يغيب.
مروة، يا طفلةً كانت تملأ الدنيا حياة،
كيف أُطفئت شمعتكِ قبل أن تنير عالمكِ الصغير؟
كيف توقفت خطواتكِ عن اللعب،
وتركتِ لنا صمتاً لا يجرؤ أحد على كسره؟
في هذه الذكرى، نعود إلى تلك اللحظة،
نسترجع كل صوت، كل صورة،
كأننا نحاول أن نمسك الزمن بيدينا المرتجفتين،
لكن الزمن لا يعود،
وكل ما يبقى هو صدى الوجع الذي نسمعه كلما نادينا باسمكما.
يا شيماء، يا مروة، لم تكونا مجرد ذكرى عابرة في زمنٍ يمضي،
بل نقشٌ خالدٌ على جدران قلوبنا،
جدرانٍ تشققت من الحزن،
لكنها لم تنكسر،
لأنكما هناك، في جنان الرحمن،
تبتسمان رغم كل شيء،
وترفرفان في سمائنا كما كانت أرواحكما دائماً،
نقية، طاهرة، لا تلتفت إلا للحب.
في هذا اليوم، نقرأ الفاتحة لروحكما،
نحملكما في دعائنا،
نكتب اسمكما في تاريخٍ لا يُنسى،
تاريخٍ محفورٍ بالدمع،
لكنه أيضاً مليء بالحب الذي لا يموت.
* شاعر من فلسطين