لا يخذل شعب فلسطين ومقاومته الباسلة الصامدة لعشرة أشهر، إلا خائن لعروبته ومفرط بمصالح وطنه، وأمته ومتآمر ظاهرًا أو باطنًا على حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال الصهيوني وبناء دولته الوطنية الحرة المستقلة وعاصمتها المؤقتة القدس الشرقية إلى أن تحل قضية القدس الغربية المحتلة وفقًا لقرار تقسيم فلسطين ١٨١ الذي منحها شخصية مستقلة مؤقتة إلى أن يتقرر مصيرها ليس من طرف واحد كإسرائيل، بل من قبل الأمم المتحدة.
اليوم إسرائيل تتمادى وترتكب إبادة جماعية وتغتال، وقد أجرمت باغتيال القائد الفلسطيني الكبير الشهيد إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، رحمه الله، في إيران. المرشد الأعلى الإيراني خامنئي قال عن العدوان الإسرائيلي على بلاده واغتيال هنية، ما يلي: "إن من واجب إيران الانتقام لدم إسماعيل هنية، لأن الاغتيال تم في أراضينا، وهو بذلك -أي العدو الصهيوني- قد جلب على نفسه بهذا الاعتداء أشد العقاب".
كلام المرشد الواضح جدًا يحدد من عليه مسؤولية الانتقام، وهي إيران وحدها. ومن نافلة القول أنه لو تم الاغتيال في صنعاء لكان الواجب يحتم عليها الانتقام، أما أنه لم يتم في صنعاء فعلى أنصار الله التفكير والتروي مرات ومرات، وأن يفكروا أولًا وثانيًا وثالثًا بالأرواح اليمنية التي ستستشهد، والمصالح العامة والخاصة التي ستتضرر وتدمر لو قامت إسرائيل وحلفاؤها، وعلى رأسهم دولة الشر الولايات المتحدة، بأي عمل عدواني ضد اليمن.
إن مسؤولية الحفاظ على الأرواح والممتلكات مسؤولية من يحكم، وهذه المسؤولية أمانة ثقيلة سيسأل عنها أمام الله، واليوم أمام الشعب. لهذا أتمنى أن يجنب أنصار الله اليمن ما لا تحمد عقباه، ويتركوا الانتقام لمن تم الاغتيال على أرضه.