أول أيام العيد وعبدالقادر السقاف ورباب المضواحي ومراد ظافر وعبدالحكيم العفيري واخرون يقبعون في المعتقل في صنعاء بتهمة التجسس لصالح الموساد والسي اي ايه!
اغلب هؤلاء معروفون للصحفيين والحقوقيين منذ عقدين على الأقل. كانوا على الدوام مثالا للنزاهة والسوية والوقوف في صف الضعفاء والمضطهدين (هل يعقل أن نساهم عبدالملك الحوثي والمعتقلون من قيادات الجماعة في معتقلات النظام السابق؟)
استمعت بعناية للتسجيل الذي وزعه الحوثيون ويتضمن بيانات وأقوال من وصفوه "الجاسوس" عبدالقادر السقاف!
شاهدت "البهرجة" التي سبقت ورافقت التسجيل التلفزيوني علني أرى شيئا يبرر (إذ أن إدانة السقاف غير واردة أصلا) التنكيل بالرجل والتشهير به، فلم أجد شيئا.
لم يقل السقاف إلا واجباته كموظف يمني في سفارة اجنبية. ولو كان في اليمن سيادة قانون لتمت معاقبة كل أولئك الذين ارتكبوا انتهاكات ضد الرجل.
بعد مشاهدتي "أدلة" النفي الحوثية بادرت للتواصل مع أحد أقارب السقاف للاطمئنان على اسرته. وقد صدمني إذ تحدث عن معاناة الأسرة طيلة 3 سنوات!
3 سنوات، لماذا؟
قال إن السقاف معتقل منذ 3 سنوات، وان اسرته- وكذلك أسر أخرين- تكتمت نزولًا عن وعود السلطات بالإفراج عنهم إذا امتنعت الأسر عن ابلاغ الرأي العام.
السقاف، 73، لم يعد يعمل في السفارة الأمريكية منذ اغلاقها، وربما قبل ذلك.
يا للمأساة!
يمنيون إبرياء في السجون بتهم مفبركة خدمة- على الأرجح- لأهداف سياسية.
افرجوا عن المعتقلين فمن وصفتوه بأخطرهم (عبدالقادر السقاف) هو مواطن يمني كان في وسعه أن يبقى في عدن قبل 3 سنوات دون أن يمسه أذي، لكنه رجع إلى صنعاء كما يفعل أي يمني عاش في المدينة التي "حوت كل فن" قبل ان يغير الحوثيون من طباعها!