الحياة العاطفية للأدباء في مجلة «لير».. فناء في حب الحب
- المحرر الثقافي
الكُتَّاب منقادون بواسطة شغفهم الحار، وهو ما يتيح دخولهم إلى التفوق، إلى عبورهم فوق الأخرين. ولكن هل ينسينا هذا أنهم في الأول، رجالاً ونساء، مثلهم مثل غيرهم يمتلكون حياة جنسية ويمارسون الشيء ذاته وتنعكس بشكل أو بأخر على أعمالهم؟ التساؤل هنا يتشكل حول الآليات الحقيقية للابداع الادبي وعن خلق الكاتب.
ولمناسبة صدور ثلاثة مؤلفات تضع الضوء حول اسرار كتاب كبار: فيرلين ورامبو، سارتر وبوفوار، ومارغريت دورا، خصصت مجلة (lire) الفرنسية الأدبية المتخصصة عدد سبتمبر/ اكتوبر ملفها حول مالذي يستوجبه الأدب على امبراطوريتي الشغف والجنس. ذهب العدد الخاص من «lire» باحثاً في المتناقضات والترابطات التي كانت بين الكتاب، بالمعنى الزوجي، سارتر وسيمون أو اراغون واليسا أو رامبو وفيرين أو بالمعني الفردي كحالة جون جوني.
وعن هذا الأخير كتب بابتيست ليجي عن «جون جوني، اسير عاشق». فبداخل اعمال جوني ومثليته عرض رقته وحذره، وقد يكون العمل السينمائي «أغنية حب» ملخصاً لذلك كله. وعلى كل فوراء ذلك العنف الذي تعرض له قد يكون من الممكن القول ان كاتب مسرحية «الخادمات» لم يكن مهتماً بغير الحب.
في ذلك الفيلم يضعنا جون جوني بدلاً عن حارس سجن، رائي، في مواجهة رغبته حيث التحركات كلها لا تقود لغير صدمات جنسية.
وعن «كوليت، الحب الطبيعي» كتب جون بيير دوفرين واصفاً الروائية الفرنسية بتلك الذاهبة إلى الحرية حتى النهاية وكيما تكون عاشقة. الحب والماء الطازج هي كوليت، بنتف صغيرة أو كبيرة من «فضائح» حملت نقداً حاداً للمحيط والبيئة. كتب لها جون أنويله، والذي لم يكن بورنوغرافيا، «أنتِ إمراة بحكمة المتعة، بالحرية غير المعرضة للعين». ردت عليه بدورها قائلة: «أود الرقص عارية ولو أن المايوه يضايقني. أود أن أفنى في حب من يحبني وأن أعطيه كل ما فيني: جسدي فائق الرقة وحريتي».
وفي «أسرار مارغريت دورا» كتب فيليب ديلاروس عن أربعة رجال علَّموا بشكل خاص في حياة الروائية الفرنسية وهو ما يتضح في أوراقها الخاصة التي نشرت مؤخراً للمرة الأولى. كانت دورا عاشقة فائقة مثلها مثل كوليت وستايل وجيرمين.
خرجت من قراءات الطفولة معتقدة ومحملة بنموذج ابطال الروايات العاطفيين الذين لا يستطيعون قول كلمة «أحبك» غير مرة واحدة في حياتهم، وتركوا فيها ذكرى امرأة كانت لديها قصص عاطفية ومغامرات دون النجاة، بلا شك، من النزول في كثير من الاحيان إلى مغب الادمان والعزلة والخوف من الجنون.
وفي ملحق الملف الخاص جاء حوار اجراه اوديل جاكوب مع الدو ناوري المحلل النفسي البارز حول الدور الذي تلعبه الطفولة واحمالها على الكاتب. تحدث عن «الكلام» بمعناه الاتي على سياق تفريغ المخزون البشري من ذكرياته «تكلم» يعني ان تروي معاناتك في الطفولة، وخصوصاً من بداية التعلق الجنسي الأول، حسب فرويد، بالأم وتالياً بالفتاة او بالفتى الذي/ التي سيقابلها لاحقاً، هي نوع من الحنين إلى زمن فائت. ويؤكد ناوري ان هذه الانعكاسات العاطفية تبدأ بشكل مبكر تماماً قد ينسحب إلى السنوات الخمس الأولى. يمثل «بروست» هنا نموذجاً بارزاً حيث لم يعرف في حياته حباً غير أمه والتي يقول لها: «كماترين، ليس معي إمرأة، يبدو لي جيداً أن أظل معكِ».
الحياة العاطفية للأدباء في مجلة «لير».. فناء في حب الحب
2006-10-13