نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد
محمد صداعي علي
نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد
فيه استعدنا الكرامة وأصبح الكل سيد
كلام نابع من القلب وصادق من محب أحب ثورة 14 أكتوبر 63 العظيمة، وقدم لها كل ما جادت بها قريحته، كيف لا وهو واحد من فرسان ثورة 14 أكتوبر 63 العظيمة. إنه المناضل الوطني الكبير والشاعر والأديب المبدع المرحوم أحمد صالح عيسى رحمة الله عليه ورضوانه، الذي صاغ هذه الملحمة ليشكل بها مع الفنان الكبير وخالد الذكر قيثارة الفن اللحجي وسفير كل أنحاء العالم المرحوم فيصل علوي سعد رحمة الله عليه ورضوانه، والذي أبدع لحنا جميلاً يردده كل من عاش في هذه الأرض الطيبة. إنه الزامل وليس رقصة المجاذيب، فشكلت هذه الأنشودة بالفعل ملحمة فنية رائعة كما هي عادة الفنان الكبير والمناضل الوطني الكبير أبو باسل رحمة الله عليه ورضوانه، الذي عندما يريد أن يقدم ملحمة يعطيها كل جهده مع مبدعي لحج وأدبائها، والذي شكل معهم ملاحم عدة ونذكر منها على سبيل المثال أصوات الهون يشجيني عاد البرن أو سرت ليلة على الفئران حيه من الهده التي جتهم عشيه قلتهم بالبرن ساعة قليه وكان أو وقال الفارسي إلى آخره، وغيرها من الملاحم الوطنية الرائعة التي تغنى بها لأكتوبر ونوفمبر وللفلاح والعامل وللجندي وغيرهم من فئات المجتمع. ونقول ذلك لأننا في زمن تغيرت فيه القيم والأخلاق والصدق والأمانة وقول الحقيقة، واستبدلت بالكذب والدجل وتزييف الحقائق والتشويه والتشهير، وظهرت أقلام تكتب عن أي شيء ونحن كل شيء، المهم ماذا سيدفع، وأصبح المرتزقة والعملاء والانتهازيون مناضلين وصناع تاريخ، أما المناضلون الحقيقيون وصناع التاريخ الحقيقيون فأصبحوا أمام هؤلاء لاشيء، مع أن الإنسان إذا ما يظهر على صورة واحد من هؤلاء اللصوص لصوص التاريخ والثورة أو ثعالبه، لا يستطيع أن يرفع رأسه، ومن صورته تعرف حقيقة هذا الرجل الذي فتحت الأبواب أمامه ليكون صاحب عقارات وممتلكات وتاريخ، هكذا بغمزة عين أو كما يقول المواطن هذا نزلت عليه ليلة القدر بين ليلة وضحاها، ولكن إذا ما طرح السؤال المهم من أين لك هذا؟ حينها سيكون هؤلاء في المكان الذي يليق بهم.
كل ذلك نقوله لمن لا يعتبر من الدروس والعبر التي مرت بها بلادنا وغيرها من البلدان الأخرى. كم يحز في النفس عندما تأتي وسيلة إعلامية رسمية يستخدمها بعض الكتبة الذين يجهلون الحقائق ويستخدمون هذه الوسيلة لنفث سمومهم وأمراضهم كما حصل مع أنشودة هنا ردفان في دم كل ثائر ومن روح العشائر والقبائل التي صاغها خالد الذكر المناضل الوطني الكبير والشاعر الفذ المرحوم عبدالله هادي سبيت رحمة الله عليه ورضوانه، لتحرف بهنا صنعاء مع أن هذه الأنشودة لها قصة كتبها المرحوم بيده ويتحدى أياً كان من هؤلاء أن يسمعنا هذه الأنشودة أي هنا صنعاء في أية وسيلة إعلامية، ونفس الشيء أنشودة غني يا عدن الثورة ليتحول إلى غني يا يمن الثورة، ولا زال الفنان الذي تغنى بها على قيد الحياة. ولأننا قادمون على ال30 من نوفمبر 67 الخالد يوم الاستقلال الوطني الناجز والشامل والكامل، نخشى أن يظهر لنا طفل من الأطفال المعجزات ويتحفنا بمعجزة تقول إن ال30 من نوفمبر 67 يوم التحرر من الاستعمار الإمامي، ولهذا نجد أن البعض كل منهم يعطي لنوفمبر وصفاً؛ فواحد يقول يوم النصر، وواحد يقول يوم الجلاء، وواحد يقول على مضض يوم الاستقلال.. ترى لماذا يعمل هؤلاء الصغار والأقزام هكذا؟
حتى الذين لم يحافظوا على الأمانة التي أعطاها إياهم ربهم يتطاولون على صناع هذا التاريخ المجيد. نقول لهؤلاء الكتبة والمؤرخين الجدد عادكم إلا صغار بدري عليكم الخوض في ما لا تعرفونه، لأنكم ولا تساوون أمامه وأمام صناعه العظام أي شيء، ف30 نوفمبر لم يأتِ هدية أو منحة أو دعماً من دول مانحة، بل جاء بتضحيات شعب بأسره وبثورة شعبية عميقة الجذور شملت كل أرض الجنوب من باب المندب إلى المهرة ولمدة 4 سنوات وأكثر ضد أعتى دولة استعمارية تسمى الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن مستعمراتها. اسألوا حكومة صاحبة الجلالة عن نضال شعب الجنوب وباتعطيكم الخبر اليقين، والذي يقول إن حكومة صاحبة الجلالة في كل مستعمراتنا لم تخسر مثلما خسرت في الجنوب، فالاستقلال صنعه رجال عظام منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. 4 سنوات ورجال ثورة 14 أكتوبر 63 العظيمة بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية والبعث وللرابطة وغيرهم من فصائل ثورة الجنوب، ناضلوا بكل الوسائل السلمية والمسلحة حتى تحقق الاستقلال بعد أن دفع شعبنا تضحيات جسام. أين كان هؤلاء الكتبة ومن يقف خلفهم؟ هل حضروا المواجهات القتالية في جبهات القتال في كل المناطق؟ وهل كان هؤلاء ضمن مناضلي ثورة 14 أكتوبر 63 في العمل الفدائي في عدن أو في غيرها من مناطق الجنوب، أم هم دخلاء على سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو، فصناعه رجال أوفياء وقادة عظام سجلوا بتضحياتهم أعظم ملحمة لهذا الشعب العظيم.
نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد
2010-12-01