أحد أهداف ثورة سبتمبر الستة الأكثر إثارة للجدل، هو ذلك المتعلق بالوحدة الوطنية، ورغم مضي نحو 5 عقود على اندلاع ثورة سبتمبر وإقامة الجمهورية العربية اليمنية في اليمن الشمالي، فإن الجدل قائماً مايزال حول المقصود بهذه "الوحدة الوطنية": هل وحدة وطنية للجماعة اليمنية في الشمال، حيث قامت الثورة لاستبدال النظام الإمامي بنظام جمهوري يستلهم قيم المواطنة المتساوية ويحقق الاندماج الوطني بين اليمنيين في الشمال بعد عهود طويلة من الفرقة والحروب؟ أم أن المقصود هو وحدة وطنية بين وحدتين سياسيتين هما الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) والجنوب الذي كان خاضعاً للاحتلال البريطاني، خصوصاً وأن أحد أهداف الثورة في الشمال يتبنى مقاومة الاستعمار؟
شخصياً، أميل إلى الرأي الأول، فليس من المتصور أن يتطلع قادة الثورة، وهم جميعهم شماليون، إلى وحدة وطنية مع الجنوب الخاضع لإرادة سياسية نقيضة، فيما الوحدة الوطنية في الشمال هشة بفعل قرون من العنف والإقصاء والاحتكار للسلطة بدعاوى دينية مذهبية. على أن هذا لا يحول دون الإقرار بالتوابع الخطيرة للثورة في الشمال على الجنوب، فقد حظيت جمهورية الشمال الوليدة بتأييد شعبي واسع في الجنوب، ودعم إعلامي من الصحافة الحرة التي كانت تصدر في عدن، علاوة على انخراط آلاف الشباب من أبناء الجنوب في جيش الجمهورية الواعدة في الشمال، من أجل الدفاع عنها في مواجهة أعدائها المحليين (المدافعين عن النظام القديم) المسنودين من السعودية وقوى إقليمية ودولية أخرى.
مشائخ صنعاء وتعز وإب يحذرون صنعاء من التحريض ضد أبناء الجنوب
ولاحقاً بدأت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني بعملياتها الفدائية في الجنوب، انطلاقاً من تعز؛ المدينة التي احتضنت المئات من رجال الجبهة القومية ورجال القبائل المناوئة للبريطانيين في لحج والضالع وأبين وشبوة. والثابت أن ثورة الشمال أحيت فكرة توحيد اليمنيين، شمالاً وجنوباً، في كيان سياسي واحد، بعد نحو قرنين ونصف من انهيار الدولة القاسمية، وكان الكيان السياسي المنتظر رهناً باندحار البريطانيين من الجنوب بالثورة المسلحة التي خططت لها الجبهة القومية، مسنودة بالدعم المصري واليمني الشمالي.
فيصل عبداللطيف الشعبي يزور النعمان في بيته لمؤازرته ضد استهدافه بتهمة الطائفية
كانت مدينة تعز القريبة من عدن هي قاعدة الثورة المسلحة، وفيها أنشأت الجبهة القومية بقيادة قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف وغيرهما، مكتباً لها لإدارة العمليات وتدريب الفدائيين، فضلاً على التوجيه السياسي والدعاية الثورية.
لكن المدينة الحاضنة لثوار الجنوب، كانت في الوقت نفسه موضع الاختبار الأول لهدف "الوحدة الوطنية"، إذ إن الجمهورية الواعدة بأهدافها الكبيرة عجزت، في ما لاح حينها وتجلى لاحقاً، في إنهاء آثار الماضي ومخلفاته بحسب الخطاب الثوري السائد عهد ذاك، فبعد أشهر ثلاثة فقط من ثورة سبتمبر جرى إقصاء عبدالرحمن البيضاني من السلطة بدعوى إثارته نعرات طائفية، وبعد نحو عامين (أغسطس 1964) كادت مدينة تعز أن تتحول إلى ساحة اقتتال مناطقي بين رجال العهد الجمهوري. وبعد أسابيع جردت حملة عسكرية على أحد أبرز مشائخ الحجرية (إبراهيم حاميم) الذي اغتيل بعد اتهامه هو وعبدالغني مطهر، بالطائفية، وتأليب الشوافع ضد الزيود.
بعد نحو 44 سنة من تلك الأحداث المأسوية، كانت "النداء" تجري حواراً مطولاً مع الأستاذ عبدالحميد الشعبي أحد مناضلي الجبهة القومية، وعضو المكتب العسكري للجبهة في مدينة تعز. وفي شهادته الموثقة التي نشرتها "النداء" على 18 حلقة، أشار، عرضاً، إلى تلك الأحداث، في الحلقة ال14 المنشورة في 22 أكتوبر 2008، وهو أفاد بأنه أثناء تلك المحنة، زار، رفقة فيصل عبداللطيف، الأستاذ أحمد النعمان في تعز، للاطمئنان عليه، وتبادل الرأي معه في الأحداث الجارية شمالاً وجنوباً.
وللمزيد من الإحاطة تحدث عبدالحميد الشعبي عن بيان تم توزيعه في تعز بكثافة في 10 أكتوبر 1964، يقدم إلى الرأي العام رواية أحادية لحقيقة ما تشهده مدينة تعز من أحداث نابعة عن انقسام سياسي واجتماعي في صنعاء وتعز.
البيان حمل الرقم 1، وصدر عن "الجبهة القومية لحماية الوحدة الوطنية"، وقد تكرم الأستاذ عبدالحميد الشعبي بإهداء"النداء" نسخة من البيان، وذلك في مايو 2008.
يشير البيان في مقدمته إلى أحداث 23 أغسطس 1964 عندما "قامت شرذمة من الضباط بتدبير مؤامرة ضد وحدتنا الوطنية (...) وحاصرت محافظ تعز"، لكنه لا يقدم تفاصيل عن خلفية هذه المؤامرة، وأسباب استهداف محافظ تعز سنتذاك.
وحسب عبدالحميد الشعبي فإن محافظ تعز يومذاك كان أمين عبدالواسع نعمان (أحد أقارب الأستاذ النعمان)، لكن اسم أمين عبدالواسع نعمان لا يظهر في البيانات الحكومية باعتباره محافظاً لتعز إلا في فترة لاحقة!
الشيخ الأحمر ينضم إلى المطالب العشرة لأبناء الجنوب
وعلى أية حال، فإن مشائخ وتجاراً وتكنوقراط وقضاة من محافظة تعز قدموا 6 مطالب إلى الرئيس السلال. وحسب البيان فإن المتآمرين (في السلطة) اتهموا الأحرار في تعز بأنهم انفصاليون، ومطالبهم تخص تعز وحدها. وللرد على هذه التهمة تدارس مشائخ ألوية اليمن وفي الصدارة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، المطالب الستة، وخرجوا جميعاً بمطالب عشرة، تعبِّر عن المضامين ذاتها ولكن بلغة أقل حدة وأكثر واقعية.
"النداء" لم تتوصل إلى الجهة التي أصدرت البيان، وليس معروفاً ما إذا كانت هذه الجبهة هي مجرد غطاء لأصحاب المطالب ال10 الذين يتزعمهم النعمان، أم أنها مجموعة سرية متمايزة عن النعمان وصحبه، رغم دعمها هذه المطالب.
على أن الإمعان في محتويات البيان ولغته يمكِّن القارئ من التمييز بين لغة "المطالب ال10"، ولغة محتويات البيان الأخرى.
وإذا جاز لي المجازفة هنا، فإن روح النعمان وأسلوبه التعبيري يظهران في مفردات المطالب ال10 ومنطقها خلاف القسم الأخير من البيان الذي خصصه أصحابه لشرح التطورات بلغة ناقمة، موزعين تُهم التآمر والدس على شخصيات رفيعة في السلطة والجيش.
وتجدر الإشارة إلى أن معدي البيان ارتكبوا أخطاء في ذكر أوصاف أصحاب المطالب، وهي أخطاء ما كانت لتقع لو أن البيان صادر عن هذه الشخصيات المرموقة التي تحسن التمييز بين الشيخ والقاضي والسيد!
وما يستدعي الانتباه حقاً هو القواسم المشتركة بين مطالب الحراك الجنوبي في مرحلته الأولى (2007، و2008) وبين المطالب الواردة في البيان.
ومن اللافت ورود تعبيرات وصيغ في البيان تتكرر حالياً في الجنوب. للتمثيل فإن البيان يتهم مسؤولين كباراً في صنعاء بخلق مشكلة في تعز من أجل "خديعة أبناء الشمال وتحريضهم على محاربة إخوانهم أبناء الجنوب"!
على أن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، وهو سؤال افتراضي على أية حال، هو ما إذا كان التجاوب مع مطالب "مشائخ ألوية اليمن" في أغسطس 1964 سيحول دون أحداث أغسطس 1968 التي أخذت طابعاً مناطقياً ومذهبياً صارخاً، محدثة شرخاً واسعاً في جدار الوحدة الوطنية للجماعة اليمنية الشمالية؟ وما هي مسؤولية الرومانسية الثورية في قمع أصحاب هذه المطالب، والتعالي على الخطاب المرتكز على تطلعات محلية، خصوصاً وأن شباب ثورة سبتمبر الأيديولوجيين، وقفوا، في غالبيتهم، ضد هذه المطالب الصادرة عن شخصيات إصلاحية وتقليدية، و(ربما أيضاً) واقعية؟
وهل تعافت الوحدة الوطنية في الشمال في ظل الجمهورية بعهودها المتعاقبة، أم أن السبتمبريين، الأصلاء والدخلاء على السواء، تقاصروا، إرادة وقدرة، عن إدراك السبل إلى التخلص من آثار الماضي البغيض، وها إن الماضي البغيض يتراءى، راهناً، في غير بقعة يمنية، فصار المنتسب، بالحق أو بالباطل، إلى ثورة سبتمبر، متماهياً، خطاباً ومسلكاً، برجال العهد البائد!
"النداء" تنشر هنا البيان كاملاً باستثناء عبارات قاسية تمس بعض الشخصيات اليمنية، ممن غادرت دنيا اليمنيين؛ دنياهم المثقلة بوطأة التاريخ وفظاعات احتكار السلطة والتنكيل بأصحاب الرأي المعارض باسم الوحدتين الوطنية واليمنية.
بيان من الجبهة القومية لحماية الوحدة الوطنية باليمن
لقد قامت شرذمة من الضباط بتدبير مؤامرة ضد وحدتنا الوطنية في يوم 23 أغسطس 1964م يوم حوصر محافظ تعز وتطورت القضية بتقديم مطالب الشعب الستة الآتية إلى الرئيس السلال.
1. المبادرة بتنفيذ اتفاقية التنسيق بين اليمن والجمهورية العربية المتحدة تنفيذاً فعلياً بدون تلكؤ ولا إبطاء، حتى لا يلحق بميثاق الاتحاد السابق الذي وقعه الإمام أحمد.
2. سحب القيادات العسكرية فوراً والجيش المسلح نظامياً كان أو برانياً من جميع المناطق التي لم تعارض النظام الجمهوري ولم تخرج عليه.
3. تشكيل حرس وطني في كل منطقة من أبنائها، وشرطة لحفظ الأمن حتى يمنح المواطنون الثقة بوطنيتهم ويقووا على مواجهة احتياجات الأمن المحلية دون إثارة للحساسيات الموروثة من عهود الظلام.
4. تشكيل الجيش من جميع مناطق اليمن وتوزيع المناصب الرئيسية في الجيش بالتساوي.
5. كل منطقة توجد فيها كفاءات للقيام بوظائف الدولة يجب أن تستخدم أبناءها في نفس المنطقة حتى يستعيد المواطنون كرامتهم التي أهدرها نظام الإمامة قروناً طويلة وحتى يتدربوا على ممارسة السلطة ويشعروا بالمسؤولية ويساهموا في خدمة الوطن.
إن تركيز السلطة في صنعاء وأهلها يوحى للمواطنين أن نظام الإمامة لا يزال قائماً وأن السلطة حق من حقوق صنعاء لا ينازعها أحد في ذلك ولا يحق لغيرها أن يشاركها وكأن صنعاء هي الوارث الشرعي للإمامة.
6. توزيع السلطات بطريقة عادلة تجعل المواطنين يشعرون بالمساواة، ويطمئنوا إلى عدالة الحكم ونزاهته وأنهم في عهد جمهوري يحكم فيه ممثلو الجماهير كلها، وليس أبناء فئة أو طائفة معينة وذلك على النحو التالي:
أ- اقتسام الرئاستين بحسب المناطق على أن يكون لرئيس الجمهورية نائب واحد من غير منطقته ولرئيس الوزراء نائب واحد أيض من غير منطقته.
ب- توزيع الوزارات من حيث أهميتها وعددها:
فالداخلية تقابلها وزارة الدفاع
الخارجية تقابلها الرئاسة والإعلام
المواصلات تقابلها الأشغال
الخزانة تقابلها الاقتصاد
التعليم تقابلها الصحة
الأوقاف تقابلها العدل
الزراعة تقابلها الإدارة المحلية
على أن يكون لكل وزير نائب من غير منطقته.
وتدخل الجانب العربي الذي يحمي اليمن منذ قامت ثورتها المباركة في 26 سبتمبر 62م ولكن المتآمرين رموا عرض الحائط بالوساطة العربية واتهموا أبناء اليمن الأحرار في تعز بأنهم انفصاليون وأن مطالبهم تخص لواء تعز، ورداً لهذه التهمة تدارس مشائخ ألوية اليمن جميعاً المطالب الستة فعدلوها على الشكل الآتي:
1. المبادرة بتنفيذ اتفاقية التنسيق بين اليمن والجمهورية العربية المتحدة.
2. إلغاء القيادات في كل المناطق الهادئة في أنحاء الشعب إذ ليس في بقائها أي مصلحة.
3. تشكيل حرس وطني في كل منطقة من أبنائها وللحكومة الحق في استخدام هذا الحرس ونقله حسبما تقتضيه الظروف.
4. تشكيل جيش قوي من جميع أنحاء اليمن لحماية الثورة وتوزيع المناصب الرئيسية في الجيش بالتساوي وبحسب الكفاءة.
5. تشكيل مجلس في كل لواء برئاسة المحافظ المعين من الحكومة ويتألف أعضاؤه بحسب القضوات ولكل قضاء عضو واحد.
6. توزيع السلطات بطريقة عادلة وبحسب الكفاءة لعموم الشعب حتى يشعر كل مواطن بالمساواة.
7. توزيع الوزارات ونوابها بحسب الكفاءة والتسوية على شريطة الاقتدار والاستقامة.
8. اقتسام الرئاستين أمر عائد إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى في ما يرونه صالحاً للعمل.
9. تشكيل لجنة من الألوية للمطالبة بتنفيذ هذه القرارات ووضعها موضع التنفيذ.
10. سرعة المبادرة بافتتاح مجلس الشورى بحسب التمثيل الصحيح.
وقد وقع على هذه المطالب المشائخ الآتية أسماؤهم من جميع ألوية اليمن:
لواء تعز
الأستاذ أحمد محمد نعمان
السيد محمد علي عثمان
الشيخ إبراهيم حاميم
السيد عبدالغني مطهر
السيد عبدالقوي حاميم
السيد محمد علي الأسودي
السيد محمد قايد سيف
السيد علي محمد سعيد
الأستاذ قاسم غالب
الشيخ أحمد سيف الشرجبي
السيد شائف محمد سعيد
السيد أحمد عبده سعيد
الشيخ عبدالرقيب عايض
السيد سيف عبدالرحمن مقبنة
الشيخ قاسم بجاش
الشيخ أحمد عبدالله عبدالغني
السيد أحمد عبداللطيف
الشيخ منصور عبدالله عبدالجبار
السيد أحمد محمد الشرماني
السيد علي شكري أحمد
السيد محمد عبدالملك
السيد عبدالصمد مطهر
الأستاذ عبدالقادر عبدالإله
السيد أحمد محمد حزام المقرمي
السيد عبدالجبار السروري
الشيخ علي محمد عبدالجليل
الشيخ سيف أحمد الفقيه
الشيخ محمد أحمد الوافي
السيد محمد مطهر عبده
السيد عبدالرحمن عبدالله الحكيمي
السيد محمد عبدالفتاح
السيد عبدالله محمد عبدالجليل
السيد أحمد عبدالقادر خورشيد
الشيخ عبدالرحمن ردمان
الشيخ محمد عبدالقوي
لواء إب
الشيخ علي بن محسن باشا
الشيخ يحيى منصور نصر
الشيخ عبدالله حسن محمد الدعيس
الشيخ حسن أحمد الدعيس
الشيخ أحمد بن حسن علي باشا
الشيخ منصور عبدالعزيز
الشيخ عزيز حمود الزنداني
الشيخ محمد أحمد منصور
الشيخ أحمد محمد المجاهد
الشيخ رشيد عبدالله مرعي
الشيخ ناجي محمد دماج
الشيخ محمد مصلح عبدالرب
الشيخ أحمد ناجي العديني
لواء الحديدة
السيد محمد الأهنومي
الشيخ محمد يحيى منصر
لواء البيضاء
الشيخ عبدالرب عبدالقوي الحميقاني
لواء حجة
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر
لواء صنعاء
الشيخ صالح ناجي الرويشان
النقيب نعمان قايد راجح
الشيخ عبدالسلام صبرة
الشيخ أحمد الرحومي
الشيخ علي بن علي الرويشان
الشيخ محمد أحمد الجاري
الشيخ محمد عكارس
الشيخ أحمد علي المطري
الشيخ علي شويط حاشد
الشيخ عبدالله حزام الصعر
لواء ذمار
الشيخ علي ناصر العنسي
وقد قدمت المطالب إلى الرئيس السلال وتطورت الأمور بعد ذلك إلى ما يلي:
1. أن السلال الذي كان يعتقد أن زيارته لتعز سينتج عنها تحقيق المطالب التي قدمها زعماء الشوافع والزيود إليه ووقعها كثيرون من هؤلاء الزعماء وعلى رأسهم الأستاذ أحمد محمد نعمان والشيخ محمد علي عثمان والشيخ إبراهيم حاميم من الجانب الشافعي والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ علي بن علي الرويشان من الجانب الزيدي، ولكن السلال ترك الأمر لنائبه (العمري) وسافر إلى القاهرة.
2. أن العمري أكد للسلال أنه سيحل الأزمة القائمة في اليمن بإلقاء القبض على كل من:
الشيخ أحمد محمد نعمان -محمد علي عثمان -إبراهيم حاميم -عبدالغني مطهر -أمين نعمان -محمد علي الأسودي -علي محمد سعيد -شائف محمد سعيد، وعلى هذا التأكيد من العمري ترك السلال صنعاء دون أن يفي بوعده ويعلن بياناً من راديو صنعاء بقبوله المطالب الشعبية العشرة التي وقعها أبناء اليمن جميعاً.
3. أن حسن العمري اجتمع بزمرة من أذنابه وأعضاء عصابته في صنعاء وأصدر بياناً أنه سيؤلف جيشاً جديداً مكوناً من عشرة آلاف جندي لكي يغزو بهم تعز والمناطق الشافعية الأخرى. ويعيد هذا إلى الأذهان الحملات الإمامية الأولى بعد جلاء الأتراك بقيادة علي الوزير إلى تعز وإب وقيادة سيف الإسلام أحمد إلى تهامة.
4. أن حكام صنعاء بقيادة العمري أمروا إلى وكيلهم في تعز أحمد الرحومي بإلقاء القبض على كل من الشيخ محمد علي عثمان والشيخ أمين عبدالواسع.
5. إطلاق إشاعات في تعز بأن هادي عيسى سيصل إليها من باب جس نبض المواطنين هناك. فالمعروف أن هادي عيسى هو سيف العمري البتار وبطله المغوار (...).
6. أن القاضي الإرياني (...) نكث بالعهد الذي قطعه على نفسه فعاد إلى صنعاء بعد أن عاهد الشوافع والزيود معاً بأنه لن يدخل صنعاء إلا وقد تحققت كل مطالب الشعب، (...).
7. أن وكيل العمري في تعز أحمد الرحومي يحاول إغراء بعض المشائخ في لواء تعز ليخلق جواً من التنافر بينهم وبين الشيخ إبراهيم حاميم الذي يعتبر أقوى مشائخ المنطقة وأكثرهم صلابة وعزماً.
8. أن ستمائة جندي من جنود صنعاء قد أرسلوا على دفعات إلى تعز واستلم وكيل العمري أحمد الرحومي أوامر بتوزيعهم على التلال المحيطة بتعز وتوزيع بعض الأموال عليهم.
وكرد فعل على هذه الاستفزازات يستعد زعماء المنطقة بما يلي:
1. محاصرة الجنود القادمين في أماكنهم.
2. الكتابة إلى كل من الشيخ ابن الأحمر والشيخ الرويشان وزملائهم من إخوانهم أبناء الشمال الذين وقعوا المطالب العشرة معهم وحثهم على المطالبة من جانبهم وإطلاعهم على الاستفزازات الأخيرة.
3. إلقاء القبض على وكيل العمري في تعز أحمد الرحومي وتقديمه للمحاكمة أمام محكمة شعبية في تعز بتهمة محاولة إحداث فتنة بين أبناء المنطقة الواحدة، والوثائق الدامغة (...) موجودة بأيدي زعماء الشوافع.
4. إعدام (...) رمياً بالرصاص إذا صح وصوله إلى تعز بعد إنذاره (...).
5. تحديد موقف كل من نكثوا العهد (...).
إننا نناشد شعبنا البطل أن يقف صفاً واحداً لتطهير البلاد من حكم دعاة التفرقة والطائفية والمتحكمين في صنعاء وعلى رأسهم العمري –والخولاني -وأبو لحوم، (...) الذين لم يكتفوا بإثارة الفتن في الشمال والذين عجزوا عن تصحيح أخطائهم هناك فخلقوا هذه المشكلة أملاً منهم في خديعة أبناء الشمال وتحريضهم على محاربة إخوانهم أبناء الجنوب.
ولتعلم عصابة صنعاء أن شعبنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينقسم إلى زيدي وشافعي وأن شعبنا يعرف أن سياسة العمري وعصابته القائمة على أساس "فرق تسد" قد أصبحت مفضوحة مهما حاول سترها وإخفاءها.