أقيم في قاعة خاصة بعد أن رفضت الجامعة إقامته في إحدى قاعاتها
طلاب كلية هندسة إب يحتفلون بتخرجهم بغياب رئاسة الجامعة
* إب - إبراهيم البعداني:
بعد 7 سنوات من الدراسة والمثابرة في سبيل الخروج بحصيلة علمية مشرفة من شأنها أن تفيد الوطن وتسهم في بنائه رغم الظروف الكثيرة والكبيرة التي وقفت عائقاً أمام مشوارهم الجامعي الذي افتقد لأبسط المقومات العلمية كالمعامل والمراجع التي فشلت الجامعة في توفيرها للطلبة الدارسين الذين تكبدوا خسائر كبيرة من خلال قيامهم بشراء الكثير من الوسائل التعليمية والمراجع، لم يتمكن خريجو كلية الهندسة بجامعة إب، من التعبير عن فرحتهم بإقامة حفل تخرج لائق، أسوة بكل الدفع المتخرجة في أية جامعة.
طلاب كلية الهندسة الدفعة الثامنة، هم جزء من شريحة الطلاب الذين ساقهم القدر للدراسة في جامعة إب التي تفتقر لكثير من الوسائل التعليمية، وبالتالي كان لزاماً على طلابها القيام بشراء وتوفير كل متطلبات الدراسة بأنفسهم أو الاكتفاء بالجانب النظري، في حين تصرف الجامعة مئات الملايين لشراء أشياء لا أساس لها، وتشييد بوابات تاركة التعليم جانباً.
7 سنوات من الدراسة قضاها طلاب كلية الهندسة متحملين كل متاعب الجامعة، دون أن يكون لها أي دور إيجابي مشجع يقلل من همومهم ومتابعهم. وحين جاءت نقطة النهاية المتمثلة بتخرجهم طالبوا الجامعة بتوفير شيء بسيط لم يتمثل بتكريمهم وإقامة حفل تخرجهم، وأن يحظوا بتكريم يليق بهم عوضاً عن متاعب السنوات العجاف التي قضوها في الجامعة، حتى هذه لم تستطع الجامعة توفيرها لهم، لأنها بعد 15 عاماً من تأسيسها لا تملك إمكانيات لإقامة حفل التخرج.
فكان لزاماً على الطلاب الخريجين الاحتفال بتخرجهم وتوفير كل متطلبات حفل تخرج، حيث قاموا بدفع مبالغ تتراوح بين 5 و10 آلاف ريال لتغطية نفقات الحفل، وباشروا بالترتيب والتجهيز لإقامة الفعالية بتوزيع بطاقات الدعوة لمسؤولي المحافظة والجامعة لحضور حفل تخرجهم الذي أقيم في إحدى القاعات الخاصة، بعد أن رفضت الجامعة إقامة الحفل في إحدى قاعاتها.
وفي صباح الاثنين الماضي، توافد الطلاب الخريجون بصحبة أولياء أمورهم إلى قاعة الاحتفال، لكن المفاجأة كانت كبيرة حين غاب جميع المسؤولين الذين سلمت لهم بطاقات الدعوة لحضور حفل تخرجهم، بمن فيهم المحافظ، ورئيس الجامعة د. عبدالعزيز الشعيبي، وعميد كلية الهندسة عارف الصباحي. كما أن المحافظ لم يكلف شخصاً آخر لحضور حفل التخرج نيابة عنه رغم توفره على 13 وكيلاً للمحافظة ليس لهم من عمل سوى الحضور إلى مكاتبهم لشرب الشاي.
وباستثناء مندوب شركة هائل سعيد أنعم، الذي لبى دعوة الخريجين وساهم بدفع جزء من تكاليف حفل التخرج، كان التذمر واضحاً على وجوه الخريجين وآبائهم الذين صبوا جام غضبهم على الجامعة والمحافظ الذي لم يعمل خاطراً لأبنائهم لحضور حفل تخرجهم.
فيما الطلبة الخريجون أكدوا أن غياب عميد كليتهم مثل نكسة لهم، حيث كان يفترض أن يكون أول الحاضرين لإلقاء كلمة تليق بتوديعهم.
الطلبة الخريجون واصلوا فعاليات حفل تخرجهم بمشاركة عدد من المدرسين في الكلية وعميد شؤون الطلاب د. عبدالسلام الإرياني. فيما صاحبت هذا الاحتفال عديد من المنغصات أهمها انقطاع التيار الكهربائي أكثر من مرة، الأمر الذي عكر جو الاحتفال.
وفي ختام الاحتفال انتظر الخريجون ساعة تكريمهم وتسليمهم شهادات التخرج التي ربما كانت ستعوضهم عن سنوات دراستهم، لكن الصدمة كانت كبيرة عليهم حين تم تسليمهم شهادات عادية (ورق) لا تحمل توقيع عميد الكلية ولا توقيع رئيس الجامعة، بالإضافة إلى عدم وجود ختم الجامعة عليها!
أقيم في قاعة خاصة بعد أن رفضت الجامعة إقامته في إحدى قاعاتها
2010-08-24