مبتدأ شعري:
"أنا السبب نفسي بنفسي
جبت صبعي صوب عيني
وقلت يا حافظ على عيني وع النون"
بعد هذا المبتدأ بالبيت الشعري من إحدى روائع الراحل أبو بكر سالم، فالبيت يكشف مدى اعتراف قائله بأنه كان السبب في ما حل به، وهذا حالنا مع الإخوة في دول التحالف، فنحن من رحبنا بقدومهم بصدور مفتوحة، وهذا الترحيب المعتاد ليس غريبًا علينا مع كل من يقصد أرضنا من ضيوف، مع أن الإخوة في دول لم نعدهم ضيوفًا، بل من الدار وداخل، وهذا الترحيب والطيبة المعهودة منا لم تلاقِ التجاوب المطلوب من الإخوة في دول التحالف، فننظر لممارسة التحالف نحونا وما أنتجته تجربة السنين الماضية.
فكل ما يمارسه التحالف من تصرفات كانت ومازالت غير مرضية لنا ولا لمن يراها من البعيدين، فهي غير محلها، والسبب الأول والأخير في هذه التصرفات، نحن دون غيرنا، فنحن من جعلناه يتمادى ويوغل في الإكثار من هذه التصرفات التي بات ضررها واضحًا وجليًا، وأصبحنا مع هذه التصرفات بين الحياة والموت.
التحالف مع هذه المعاملة منا، ومع احترامنا له الاحترام الذي تجاوز حدود الاحترام المتعارف عليه، لم يهتم بنا، ولم يقدم شيئًا حتى يتمسك به الناس ويرفضوا رحيله، بل إننا بتنا اليوم أكثر من الأمس في كراهية هذا التحالف الذي لم يجلب لنا إلا الفقر فوق ما بنا من فقر.
اليوم رأينا اهتمامه اللامحدود في إنشاء المعسكرات والزج بالشباب، حتى إنه في الفترة الأخيرة ليس هناك تمييز أو ضوابط محددة في الاستقطاب للالتحاق بالعمل في التشكيلات والمسميات للقوى العسكرية التي أغرقوا بها البلد.
ولم يكتفِ بكل هذه، بل إنه ماضٍ في إنشاء المعسكرات.
لنفترض جدلًا أن التحالف بهذه الأعمال يرى نفسه يمشي بالطريق الصحيح، ويرى أننا أمام عدو لم يتوانَ لحظة لاحتلالنا متى ما توفرت له الفرصة لذلك، وقد نمسي بين ليلة وضحاها محتلين من هذا العدو المتربص بنا، مع أنه من ينظر لهذا العدو فهو صار عدوًا وهميًا، ولم يكن بذلك العدو المخيف الذي يتطلب كل هذه القوات العسكرية.
هذا العدو هو شماعة التحالف للمضي قدمًا في إنشاء المعسكرات تلو المعسكرات.
السؤال للإخوة في دول التحالف: هل واجباتكم مرتبطة بحماية الأرض، وترك من عليها يموتون جوعًا، وهذا ما هو حاصل في عهدكم البائس.
فأين تعزيز العملة المنهارة؟
وأين المشاريع الخدماتية آلتي انتظرها الناس في عهد التحالف؟
أسئلة كثيرة يتوجع ويتصدع بها الرأس، وهي ستظل لأعوام مديدة دون أن تلاقي لها إجابة كافية وشافية.