صنعاء 19C امطار خفيفة

حنين... التي قتلتنا

الطفلة حنين القطوي(شبكات التواصل) الطفلة حنين القطوي(شبكات التواصل)
حنين القطوي؛ زهرة كانت تمضي مع تباشير الحياة قطارها الحامل آمالها آلامها مضى... هي رحلت وبجوفها الأسرار، تركت مجتمعًا يتألم يسأل... رحلت تركت من بالدار مصابًا بالذهول، تركت بطول العمر لأبويها غصة بالقلب بالحلق والفؤاد، وأسئلة يلوكها مجتمع مذهول يسأل ما الذي جرى؟!
يا للهول! طفلة بعمر الزهور، هكذا اتخذت قرارها.. قرارًا نافذًا لا رجعة عنه، رمت بنفسها من علٍ، لا يهم كم طابق هوت... جثة هامدة بباب الدار وقعت... لتلبس حي السنافر حلة من الحزن وسواد المآلات، تسأل ما الذي جرى...؟ وأبحرت عقول كثيرة بعضها لحدود التوجس خشية وجود أمر ما كان دافعًا لها أو كان المحرك الذي ضيق عليها الخناق كي تختار لحظة تصفي معها عالمها... عالم الطفولة والبراءة، بهذه الطريقة الأكثر ألمًا وإيلامًا... بأن ترمي نفسها من مبنى سكنها، ومن شباك نافذتها بالطابق الرابع، ويا سادة يا كرام لا تبحروا في مياه محيط الموت الأسود، محيط الفجائع والمفاجآت، تبحثون عن كيت وكات، قولوا لروح حنين التحية والسلام، ولتهنأ روحها البريئة عند باريها، هي بعد طفلة في عمر الزهور، هي رونق الحياة كانت لأبويها، فيا لعصرة قلبيهما، ونحن نقول لهما إنا لكما من المعزين، أنتما الباكيان حاملين شجنًا حزنًا ألمًا ثقيلًا.
ويا حنين يا زهرة رحلت في عمر الزهور، رحلت وأنتِ تحملين سنوات من عبقرية التفوق والنجاح، كنتِ -والحق لا بد أن يقال- من صنوف عبقريات التفوق والنجاح، طاف بك الخيال بعيدًا بأن مجرد غياب أو انتقاص درجتين (مجرد درجتين) قد حرمكِ من قطف جائزة النبوغ وتكونين أولى الفصل في فصول العباقرة، أو هكذا دارت برأسك الظنون.
هذا النوع من التفكير، يا حنين، دليل مكامن عبقرية لها في كيانك الغض الطري تفاعلات لا يأتيها إلا عقل ذكي وعبقري يعيش على التميز علمًا يرفرف فرحًا أملًا في مملكة العائلة التي باتت بدونك صحراء قاحلة ستبات بيتًا موحشًا تحوم حول ذكراك المدائح والجمل، وستسقط الدموع مدرارًا تبكيك، وما فائدة البكاء، تنفيسًا عن الضيق، عن اختناق الروح مجسدة بحب أبوي لا تعوضه كنوز الدنيا، أيتها الحنان التي تركت لنا أسئلة تدور تلوكها الألسنة، وما ألعن أبالسة اللحظات القاتلة لمن يتفنن في نبش القبور.
لأبويك نقول أنتما أدرى خلق الله بما جرى، وأنتما أكثر حزنًا ممن يدعي حزنًا وهو ينبش القبور.
لك يا حنين مني دمعة على الحاجب تسيل كأب وجد وعرف معنى الطفولة معنى الحياة، بخاصة في زمن ضاعت بغياهبه السوداء أحلام الصغار قبل الكبار الذين أكلهم زمن لا وجه له ولا معنى له غير السراب.
وداعًا يا حنين... ولأبويك العزاء، والحزن الشديد.

تصنيفات

إقرأ أيضاً