صنعاء 19C امطار خفيفة

في ذكرى وفاة الدكتور محمد قائد الأغبري طيب الله ثراه

ولد الدكتور محمد قائد محمد الأغبري في حيفان -الأغابرة، ناحية القبيطة -لواء تعز، في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، درس الابتدائية والمتوسطة في عدن، وتم إيفاده لمواصلة دراسته ضمن أول بعثة إلى مصر عام 1951م، على حساب نادي الاتحاد الأغبري، ضمن تنافس الاتحادات اليمنية لتمويل البعثات، تخرج طبيبًا من جامعة "الإسكندرية"، مطلع الستينيات (1963م)، متخصصًا في الطب الوقائي، ومن أبرز أطباء الأدوية على المستوى الدولي، وخبيرًا في منظمة الصحة العالمية في دول إفريقية وآسيوية، ثم مسؤولًا إقليميًا لمكافحة الأمراض الوبائية على مستوى الشرق الأوسط.
د. محمد قائد الأغبري( الصورة من إرشيف الكاتب) د. محمد قائد الأغبري( الصورة من إرشيف الكاتب)
وفي مطلع السبعينيات كان مديرًا للمستشفى الجمهوري في تعز.
كما تولى حقيبة وزارة الصحة في "الجمهورية العربية اليمنية" لمرتين بين عامي 1970م و1974م.
وفي عام 1971م كان الأمين العام والمؤسس للتنظيم الناصري فرع اليمن.
أسس هذا التنظيم الزعيم جمال عبدالناصر، في 25 ديسمبر 1965م، في مصر، باسم "الطليعة العربية"، وكان الدكتور محمد قائد، أحد الملتزمين للتنظيم ومبادئه وأهدافه، وأسس فرعًا له في اليمن، حسب ما أشرنا إليه أعلاه. وعقب انعقاد المؤتمر العام للحزب، وانسداد الأفق السياسي، ترك اليمن إلى مصر، وأقام في الإسكندرية.
توفي د. محمد قائد محمد -طيب الله ثراه- في شهر مايو 1986م، في صنعاء، بعد يوم واحد من وصوله من الإسكندرية.
ونحن في ذكراه بعد أربعين عامًا من رحيله من هذه الدنيا الفانية إلى دار البقاء والخلود، لا يسعنا إلا أن نردد عبارة العزاء بقلب حزين ندعو الله أن "يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع الصديقين والأبرار والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا".
كان الدكتور محمد قائد الأغبري أشهر من نار على علم، وأنموذجًا في علمه وأخلاقه، وله في العلم والسياسة باع طويل، كما يعتبر رمزًا يحتذى بما يمتلكه من خصال حميدة، ونحن كنا من تلاميذه في الزمن الجميل، وسنظل على العهد باقين.
يقينًا، إنه تفوق في مجال تخصصه في الطب، وكان له مراده في أن يلتحق في منظمة الصحة العالمية من أوسع أبوابها.. واكتسب شهرة عالمية واسعة في المنظمة كممثل إقليمي، وحضوره العلمي في المحافل الدولية والإقليمية، مما عزز من سمعة اليمن في تلك الأوساط.
ومن جانبي، تواصلت بمعاريفي، وتم تزويدنا بمعلومات عنه من واقع مذكراته المتوفرة في منزله وفي أضابير منظمة الصحة العالمية. وقد وفقنا الله في مسعانا.
إن المرحوم الفاضل د. محمد قائد لم يرحل عنا، بل إنه سيبقى في سويداء قلوبنا، وسيبقى نجمنا الساطع الذي ينير لنا الطريق. طوبى له وحسن مآب.
الجدير بالذكر، أن الحكومات اليمنية المتعاقبة نسته وأهملته لمبادئه، وعلمه، وثقافته، وسعة اطلاعه، ووطنيته، ونجاحه، فماذا نتوقع منها وهي التي أوصلتنا إلى هذه الأحوال الصعبة؟
جوهر القول، ندعو الله أن يفرجها على اليمن التي لم تشهد الاستقرار في شطريها، وبخاصة منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وهو ما توقعه المرحوم قبل وفاته، بأنه سيعم اليمن عدم استقرار، وحروب وفساد، وجاءت توقعاته صائبة.
وختامًا، ندعو الله أن ينصر اليمن وأهلها على المعتدين، ويصلح الأحوال، اللهم آمين.

تصنيفات

إقرأ أيضاً