اختتمت أعمال القمة العربية، يوم 16 مايو، في المنامة بـ"إعلان البحرين"، المتضمن المسائل التالية:
وقف العدوان الإسرائيلي المحتل على غزة فورًا، وخروج قوات الاحتلال من جميع مناطق القطاع، ونشر قوات حماية وحفظ سلام أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والدعوة لمجلس الأمن الدولي إلى إعادة النظر في قراره الصادر بشأن الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية في جلسته بتاريخ 18 أبريل 2024م، وإدانة الهجمات على قوافل المساعدات الأردنية، ورفض أية محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني، وإدانة امتداد العمليات لمدينة رفح الجنوبية، وسيطرتها على معبر رفح، والمطالبة بتحقيق ضد الاعتداءات الإسرائيلية عمومًا.
كما ناقشت الوفود عددًا من القضايا العربية: الأزمة الإنسانية في السودان، فضلًا عن الأوضاع في سوريا، واليمن، ولبنان، والصومال، والتحديات الإقليمية.
وأطلق الرئيس السيسي اللاءات الثلاث في القمة:
- اللاء الأولى، لا للتهجير القسري ولا يمكن تبريره بالدفاع عن النفس، ولا بأية دعاوى أخرى، وينبغي وقفها على الفور.
- اللاء الثانية، لا لسياسة العقاب الجماعي واستهداف المدنيين من أهلي غزة.
- اللاء الثالثة، يجب الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في القطاع بلا قيد أو شرط، وعلى رأس الأولويات.
و تذكرني تلك اللاءات بالبيان الختامي لمؤتمر الخرطوم في 1 سبتمبر 1967م... شكل قرار الخرطوم في ختام قمة جامعة الدول العربية في اعقاب حرب يونيو 1967م، سياسات الحكومات العربية تجاه العدو الصهيوني المحتل حتى حرب أكتوبر 1973م. ودعا القرار إلى الدعم الاقتصادي لمصر والأردن، ودور المؤتمر الفاعل في صمود دول المواجهة مع العدو الإسرائيلي المحتل، وكذا وضع حد للحرب الأهلية في شمال اليمن، ومسائل أخرى.
قمة الخرطوم 1967( شبكات التواصل)
وقد خرجت قمة الخرطوم بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال قرار اللاءات الثلاثة:
لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، ولا تفاوض مع إسرائيل قبل أن يعود الحق لأصحابه.
وفي سياق آخر، نعود إلى موضوع القمة العربية الـ33 في المنامة -البحرين، يوم 16 مايو 2024م، التي عقدت أيضًا في ظروف صعبة تمر بها المنطقة والعالم من أزمات وصراعات إقليمية ودولية، تحتم على الدول العربية تعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة كافة التحديات في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
ومن ناحية العدوان الغاشم على غزة، يجب على العرب تطوير آليات التنسيق السياسي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي لدفع عجلة التنمية في مختلف المجالات التي تمس المواطن العربي بشكل مباشر. تلك كانت أهم النقاط الواردة في البيان.
استوقفتني تصرفات العدو الصهيوني المحتل باستمرار قمعه الوحشي على غزة والضفة الغربية خلال انعقاد القمة في المنامة، في ظاهرة لا يمكن أن نصفها إلا بسوء تصرف، وعدم احترام الجانب الإسرائيلي، ممثلًا برئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، لمؤتمر القمة الذي ما فتئ يردد أنه سيستمر في حربه، وأنه لا يريد أن يستبدل حماسستان بفتحستان... الخ.
وأمام هذه المهازل، يجب على العرب أن يضعوا في الاعتبار ما سيستجد في حال استمرار صلف العدوان الإسرائيلي الذي لن يتوقف عند فلسطين، بل سيطال كل بلدان المنطقة، ضمن خطة حكومة العالم الخفية التي تتربع على عرش الدول الغربية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا. إن المسألة في النهاية تتعلق أولًا وأخيرًا بمشروع القرن الأميركي الجديد وصفقة القرن... فهل من مدكر؟
قراءة في القمة العربية في المنامة -البحرين يوم 16 مايو 2024م
2024-05-19