سامحني يا علي، ما نسيتك ولكن الاهواء تتقاذفنا بلا ارادة منا.. علي ناصر هادي، اللواء وقائد منطقة عسكرية في جنوبنا بعد ذلك، وشهيد السعي في سبيل حرية حقيقية اكثر اخيراً..
بعد فراق دام 35 سنة اتصل بي من مقر قيادته في خور مكسر، حيث أقامت شركة كنيديان اوكسي مدينة سكنية لعمالها، وتحولت برحيل الشركة الى ثكنة عسكرية في زمن حروب السبي ضد السبي من قبل قواتنا التي دخلت في سلسلة دم لم ينته اوارها.. قال انه سيبعث الي بسيارة تقلني اليه.
اللواء الشهيد علي ناصر هادي (ريشة رقمية النداء)
علي ناصر هادي في التخرج
اعتذرت، وفي اليوم التالي فاجأني بالحضور الى حيث اجلس قدام فندق البحر الاحمر.. واصطحب معه 3 صبيان هم اولاده الرائعين.. وتذاكرنا باستحضار خواطر سنين كثيرة بعدت عنا وابتعدنا عنها.. زاملته في اجمل ايامي في لندن عام1967م يومياً كل اسبوع.. كان يتلقى دراسته العسكرية في كلية الاركان البريطانية ساند هيرست، (في الصورة يظهر هناك بعد تخرجه).
قد كتبت مرات عن لقاءاتنا اللندنية في عجالات سابقة.. لكن ذكراه لم تبرح مخيلتي. مونيكا، فتاته الايرلندية الشقية، كما تسمي نفسها كانت تشهد على لقاءاتنا الطيبة هناك.. علي ناصر هادي الحسني، كان نجم مسرحياتنا التلفزيونية وبطلها الاول، كان السيد عمر الرخم يكتب ويسند اليه دور البطولة بامتياز.. ولأخيه السيد علي الرخم الدور الثاني، ويقوم هو بدور الخائن او البطل السنيد كما يقال.. وامثل معهم دوراً ثانوياً تعززه بطولة نجمة نجوم التمثيل وقتها نور الهدى احمد بن احمد..
من قديم علي ناصر هادي
مع هذين الرجلين فتحت عيني على دنيانا التي كانت موجودة حولنا لكني لم اكن قد الفتها.. هل رأيت الفرنساوية ياسعيد؟ يسألني علي، فأجيبه بالنفي، ويقول:حسناً.. سآخذك الى هناك.! كالسحر، في بساتين الشيخ عثمان العامرة كانت تدار افضل ملاهي الاستجمام والسياحة والراحة والشيكابوم.. فتيات من كل المعمورة.. والفرنساوية تجلس في الوسط كجنية من حواديث الف ليلة.. سمينة جداً داخل ثوبها الفضفاض، وبيضاء جداً.. بياضها كالثلج.. وتتكلم العربية بلكنة مغاربية، تقبض رسوم الدخول خمسة شلنات تضعها بين نهديها بتلقائية كتلقائية ادارتها لمجمعها الاستجمامي الجميل... ونطوف انا وعلي بالمكان نتفرج.. كما طفنا قبل ذلك في حي سوهو اللندني الشهير.
في الفصل الدراسي قال لي مستر جوردون المدرب المشرف: You are a teddy boy.
لم افهم معنى تيدي هذه.. لكني عرفت بعد ذلك انها تعني الشقي.. واكدت ذلك مونيكا الايرلندية الشقية.. وامن علي على كلامها.. وفعلاً كنا شقيين.. وكذلك مونيكا.. ومعها انجيلي فيما بعد..
عند الفرنساوية كنا نتفرج.. فقط نتفرج بحمدالله.. ولا نفعل شيئاً.. قالت لنا: خمسة شلن للفرجة.. اما اللمس فبعشرة شلنات!!
عمر الرخم
في مسرحية "الارملة وابن الشيخ" التي الفها السيد عمر.. لعب اخوه علي دور الخائن.. وفي ذروة الحماس، خلال البث الذي كان دائماً على الهواء بدون تسجيل للأسف.. اندمج علي في الدور.. واحاط بعلي ناصر بيديه وفي احداهما جنبية حقيقية تلمع ليقتل بها غريمه كما في النص، واصيب علي ناصر بخدش بسيط من نصل الجنوبية سرعان ما تلافاه المخرج محمد مدي ببراعة، ومر العرض بسلام ونجحت المسرحية نجاحاً باهراً... وا اسفاه.. ليت التلفزيون وقتها كان يملك جهاز تسجيل ابداعات ذلك الزمن الجميل... فقد كانت كلها مكتوبة بماء الذهب.