كلما أذهب إلى محلات "الجَزِبْ" في "بيت بوس"، لشراء بعض محتاجات البيت، ألاحظه..
أظل أتابع حركاته وسكناته.. إلى ملامح وجهه...
اكتشفت أنه يحل محل الكبار:
يسألك وأنت بين الشك واليقين:
ما تشتي؟
فترد متثاقلًا:
أشتي... وعينك على الكبير.
يفاجئك الكبير:
قول ما تشتي، مفيد عيسجل ما تريد.
يذهب نظري إلى أصابع يديه، اكتشف أن يديه تمتلكان الخبرة.
مفيد علي الجَزِب، عمره 7 سنوات، يحل محل أبيه، يسجل بذكاء ما تحتاج، برغم الزحمة والصياح والتدافع، تجده وبهدوء يمشِّي الأول بالأول..
أكثر من مرة الفضول المهني يشدني إليه...
أرغب أن أضغط على زر الكاميرا..
أخشى أن يغضب والده أو أحد من إخوته...
في الصندوق، ومن النافذة الصغيرة، لم أستطع مقاومة رغبتي المهنية، قلت:
ممكن ألتقط له صورة، ضحك، قال:
أيوة، بس ليش؟
قلت:
أنا معجب به جدًا، وكل مرة نفسي أكتب عنه.. ولم أوضح أين..
بطيبة رد:
صوره، قلت كلم أبوه...
سمع الجزب الكلام، ابتسم...
التقطت صورة لمفيد، وخرجت كأنني ملكت كنزًا..
لا تنسوا هذا الاسم:
مفيد علي الجَزِب
لو أنه في بلد كالهند، سيذهبون به إلى معهد المتفوقين...
وأنا خارج، ذكرت أنني أتجه إلى سوق القات القريب..
الطفل مفيد في محل الكبار
2024-03-16