حاليًا، وبعد سنين من الانتظار الممل، لم يعد الشارع اليمني يخفِ تضجره وسخطه الكبير من الإخوة في دول ممن كان يعول عليهم كثيرًا في مساعدته في أشياء كثيرة على الأقل في محافظتهم على ما لديه من خدمات أصبحت في عهد التحالف شيئًا من العدم.
لنكن واقعيين وأكثر وضوحًا في ما سنسوقه من كلام يطرق مسامعنا في كل حركاتنا وسكناتنا، مع أن هذا الكلام الآتي لم يعد مخفيًا على أحد، فالكل يتحدث به، والكل يعرف تفاصيله الموجعة، فنبوح بشيء مما بات يتداوله ويتحدث به كل الناس
كقولهم.
فمن غير التحالف أوصل البلد إلى هذا المستنقع الآسن حتى صرنا في حال يرثى لها؟
من غير التحالف أخل بكل تعهداته وواجباته تجاه اليمن واليمنيين في محنتهم هذه المتمثلة بما يدار من صراع ليس للسواد الأعظم من الناس فيه ناقة أو جمل؟
من غير التحالف من جعل الخدمات الموجودة سابقًا وعلى بساطتها في حكم العدم؟
من غير التحالف ظل يراقب المشهد المؤلم الذي يعيشه اليمنيون بدم بارد، وبقي يتفرج وكأن شيئًا لا يعنيه، ومع ذلك لم يكتفِ بالتفرج، بل إنه بما يعمل يزيد الطين بلة؟
وأخيرًا وليس آخرًا، من غير التحالف وقف حجر عثرة في تعطيل كل الموارد الوطنية التي ستساعد كثيرًا في استقرار العملة الوطنية التي تهاوت وانهارت؟
ألم يكن التحالف من أوقف الموانئ البحرية والمنافذ البرية والمطارات؟ فلو كانت هذه الموانئ والمنافذ مفتوحة لما وصلنا إلى ما وصلنا له.
ما تم التطرق له هو بعض أشياء بسيطة، لكن من يدخل في تفاصيلها ويريد معرفتها فهي إجرام كبير في حق شعب بأكمله، وقبح لا مثيل له، بل إفراط في التعذيب الممنهج الذي بات ينتهيه التحالف مع الشعب اليمني، وليس مع من يتصارعون.
بربكم ما ذنب هذا الشعب الطيب الأصيل عندما يتعذب وهو بعيد كل البعد عن العداوات، ولا يحمل أي أحقاد وضغائن لأحد؟
التحالف أخطأ هدفه الحقيقي، وما أتى من أجله كما كان يقول في بداية دخوله كمنقذ. ومع مرور الوقت أصبح المنقذ جلادًا، ويتفنن في جلده، ويسلك سياسيته التدميرية للأبرياء.
التحالف بما يفعل ينطبق عليه مثلنا الشعبي الشائع: "كمن يصيب الشعرة ويخطئ البعرة".
وبعد هذا كله، هل يراجع التحالف حساباته الخاطئة، أم أنه مصر على الاستمرار في معاداة عموم اليمنيين جنوبًا وشمالًا؟
من باب النصائح ننصحه أن يستدرك نفسه قبل وقوع الكارثة، وهي أن كل اليمنيين سيجعلونه عدوهم الأول والأخير، وهو سبب تعاستهم وما وصلوا له من حالة غير مسبوقة من العذاب والخراب الذي طال الجميع بوجود التحالف.
للإخوة التحالف: هل من صحوة ضمير؟
2024-03-14