أهلًا وسهلًا ومرحبًا بعودة صحيفة "الميثاق"، لسان حال حزب المؤتمر الشعبي العام. الصحيفة التي أريد لها أن تكون الوسط بين صحافة الحزب الاشتراكي الثوري و"صوت العمال"، وفي ما بعد "المستقبل"، وصحافة المعارضة السياسية: "الأيام"، "الوحدوي"، "الشورى"، "الأمة"، "التجمع"، وصحيفة "الصحوة" في الطرف الآخر الأكثر تشددًا أو مواجهة مع صحف الاشتراكي والمعارضة السياسية، ولم تكن بعيدة عن لعبة الحاكم.
فهل تكون عودة "الثوري" و"الميثاق" بشارة ومؤشرًا لبداية إدراك أهمية العودة للحياة السياسية، والاقتناع بأن الغلبة والقوة وامتشاق السلاح في مواجهة المعارضة السياسية والداخل الوطني، عاقبتها وخيمة، ومآل حكم صالح ليس بالبعيد.
نتمنى ونرجو أن تكون عودة الصحيفتين مؤشرًا للعودة للحياة السياسية الطبيعية وللتعددية السياسية، ولحرية الرأي والتعبير والحريات الصحفية واحترام الحقوق والحريات. ويقينًا فإن التصالح الوطني والمجتمعي لا يأتي إلا بتوفير مناخات صحية وطبيعية تقوم في الأساس على القبول بالرأي الآخر، وتشارك كل ألوان الطيف الوطني والمجتمعي والفكري والسياسي.
اليمن تتعرض لتهديد شديد الخطورة. وحرب الإبادة في غزة تعني المنطقة كلها، بما في ذلك أصدقاء أمريكا والمطبعون والموالون، فالمنطقة العربية يراد عودتها إلى مكوناتها الأولى، إلى ما قبل الدولة والوطنية.
المصالحة اليمنية اليمنية أساس للتصالح العربي العربي، ولن يكون إلا بالابتعاد عن الأوهام والخرافات، واستشعار أن الحرب في غزة حرب على الأمة كلها، وأن عسكرة البحر الأحمر والاعتداء على اليمن والتصدي له، يقتضي سلامة الجسم اليمني، فهو الأقدر على مواجهة المخططات الأمريكية والصهيونية والأوروبية الاستعمارية، شأن تعافي الجسد العربي المهدد.
وقبل كل شيء، وبعد كل شيء، معالجة أوضاع الشعب اليمني المعيشية، وفي مختلف الميادين، بما فيها النشاط التجاري، وصرف المرتبات.
مرحبًا بعودة "الميثاق"
2024-03-06