علي ناصر محمد: في وداع بن شملان:
كان وطنياً من طراز نادر وإدارياً مقتدراً ووحدوياً ترجم عشقه للوحدة في ميادين العمل
* علي ناصر محمد
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الأستاذ المناضل والقيادي البارز المهندس فيصل بن شملان بعد صراع مع المرض الذي لم يكن سوى نزر بسيط في بحر صراعه الطويل، مكافحاً في صفوف المناضلين في سبيل تحقيق الثورة في الجنوب، ومرابطاً في مسيرة بناء الدولة، وقيادياً وإدارياً مقتدراً في كل المهام التي أوكلت إليه والمناصب التي تبوأها في وزارة الأشغال والهيئة العامة للكهرباء ووزارة النفط وغيرها من المناصب. وقد تعرفت عليه في فترة تحمله لهذه المسؤوليات، والتي كان فيها مثالاً للكفاءة والنزاهة قبل الوحدة وبعد الوحدة.. الوحدة التي لا تزال تشهد للفقيد الكبير بحجم بصماته في عشقها قولاً وعملاً، وقد ترجم ذلك العشق في كل ميادين العمل التي سجل فيها أمثلة للشرف ونظافة اليد لا تزال مضرب مثل في الأوساط السياسية والشعبية، فقد كان فقيد الوطن الكبير المهندس فيصل بن شملان الرجل الذي لا يرضى بغير ما يرضاه أبناء شعبه، ولذلك فإنه سارع إلى مغادرة البرلمان عندما قرر تمديد فترته لعامين، لأنه وفي لإرادة الناخبين، ويحترم العقد الذي بينه وبين مواطنيه، فضلاً عن المواقف الرجولية المتعددة التي سجلها في رصيده المشرق، ويجري تداولها في كل الأوساط كإشارات لأنموذج الرجل الوطني من الطراز النادر.
إن السجل الناصع لفقيد الوطن الكبير جعله الرجل الوحيد الذي حظي باختيار النخب السياسية والوطنية ليكون المنافس الوحيد والأقوى لرئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية 2006، والتي لم تفلح خسارته فيها في ثنيه عن مواصلة ملامسته المستمرة لقضايا الوطن، بالرغم من استفحال المرض الذي لا شك أنه كان الاصطفاء الإلهي لرجل من شأنه الطبيعي أن يلحق بالأخيار في الفردوس الأعلى، وبوفاته خسرته صديقاً عزيزاً شريفاً ومناضلاً صلباً.
رحم الله فقيدنا الكبير.. وأسكنه فسيح جناته، وتقبله مع الصالحين في عليين، وألهمنا وإياكم وكل ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون".
الرئيس/ علي ناصر محمد
علي ناصر محمد: في وداع بن شملان:
2010-01-07