شارع حسن علي اللعين هذا اللي سكنته من سنة 1970م عندما انتقلت لكريتر من الشيخ عثمان باك باك! ولا جزع علينا فيبه شهر واحد بدون دوقة ووجع قلب.. يا إما عمارات تبتني، وإلا أخرى تتشطب، وإلا مجاري تتسدد، أو طريق يرصف.. وكدا.. وجع قلب واصل يعني.. الآن من حوالي شهر زمن الشارع مغلق من الناحيتين الداخل والخارج! ولا شفنا حاجة تنجز ولا حتى دبة رنج تنضرب.. خاوي وداوي يجيب للواحد الصمرقع.. أنا مش داري الشغالين دول أيش يصلحوا؟ أقول بلكي يعني، خاف يكونوا يحفروا لنا شبكة مترو الأنفاق في كريتر.. مش بعيد والله.. مادام السرق جاهزين، وفلوس الإمارات زي الرز، ومشاريع الشيكا بوم ماشية، وشاشح كلو شحكبر رجلك! كل شيء وارد في ذا الزمن اللي مافيش أغبر منه.. الله يرحم اليهودي بنين، حاخام اليهود، ورئيس الجالية اليهودية في عدن، كان بيته في نفس موقع العمارة اللعينة اللي أنا ساكن فيها هسسسه، يعني بالسوداني ذي الساعة.. لما أجا ولي عهد بريطانيا بداية القرن، في زيارة تاريخية لعدن، وقف في ميناء التواهي، استيمر بوينت.. ومن هناك طلب يشوف رئيس جالية اليهود... أظنه كان بنين ميسسا.. أو حد قبله.. وكان ذاك اليوم سبت.. سبت اليهود يعني محد يتحرك فيبه ولا يشتغل ولا يصلح شيء.. قال حاخام اليهود لرسول الأمير النصراني: نهي صاب.. مهبت كريجا تمام مرة واحد، بس يهودي موش يتحرك في يومات سبتات.. اللي يهب يشوفه، هو يجي إلى محل بتاعه.. هو موش يروح لحد، مله يا بابا دا نايب ملك بريطانيا العزما! قال: حتى لو يكون وكيل أرهم الراهمين.. يهودي موش يشتغل في يومات سبتات!
راح الرسول بالجواب إلى الأمير في تواهية الاستيمر بوينت، وكلمه.. الأمير ماكذبش خبر.. وأجا بنفسه إلى كريتر عدن، لكي يسوي شوفان، يعني يشوف حاخام اليهود ورئيس جاليتهم بعدن.. وأجا له.. وشافه.. وسلم الله سالمينا.
هذي العمارة اللعينة اللي أنا فيبه بشارع بنين سابقًا، وحسن علي حاليًا، واللي أفتكر أنهم الآن يحفروا فيبه سكة مترو الأنفاق العدنية المحدودة.. بناها أمير العوالق محمد بن فريد بن محسن، وزير خارجية حكومة الاتحاد الفيدرالي السابقة، رضوان الله عليها، على أنقاض بيوت اليهود أيام ما كان اسمها حافة بنين! وخرج من عدن مع حكومته صفر اليدين، ولم يقبض من كريانها ولا حتى سنت أحمر.. استلمتها حكومة الثورة كامل مكمل معمل وهي في مرحلة تشطيب.. تشطيب يا أسيادي تشطيب.. سكن فيها جعفر سعيد العدني وزوجته صفية لقمان في نفس هذي الشقة اللي اشتريتها أنا منه بثمانية آلاف شلنج، شلن ينطح شلن!
الله.. الله.. على أيام يهود عدن الطيبين اللي أغلبهم خرجوا من عدن إلى لندن وماراحوش إسرائيل.. والسلام على من بقي منهم هناك، ما أحسنهم وأحسن طبعهم.. وأقترح على حكومتنا العميلة توجيه الدعوة إلى كبيرهم في لندن، لحضور افتتاح مترو الأنفاق عندنا.. كلهم موجودين هناك في لندن.. لندن أباح.. عيني على لندن.. قال الدكتور عفارة: لندن.. أباح.. عيني على لندن.. فيها نينين هكه يتكلموا إنجريزي بلبل.
الحافة
2024-01-27