تقدم نفسها على أنها كذلك، لكن ممارساتها تفضحها دائمًا.
والغريب أن أمريكا لا تتعظ من الدروس، كلما خرجت من ورطة من الباب، عادت من الطاقة.
لم تتعظ من درس فيتنام..
ولا من درس الصومال..
ولا من درس لبنان..
ولا من العراق..
ولا من درس أفغانستان..
القرصان مورجان بوصلتها في صراعات العالم، حيث تعودت أن تسرق السارق! هذه المرة السارق باع البضاعة المسروقة!
في أوكرانيا طال الزمن أو قصر، ستخرج ككل مرة بعد أن تكون أوكرانيا احترقت، وهنا أستغرب أن تكون دولة عظمى وتتعامل بسوء نظر مريع:
روسيا لا يمكن أن تسمح، روسيا دولة عظمى ولا يمكن هزيمتها، واستراتيجيًا، من قبل جيش معظمه مرتزقة! لا يدافع عن قضية.
وأمريكا لم تسأل نفسها ماذا لو أتت أية دولة من دول أمريكا اللاتينية، وسمحت لطرف ثالث بنصب صواريخ في أرضها، موجهة إلى إحدى الولايات؟ ألن تقلب أمريكا الدنيا؟!
ص، بأن يفتح الباب للناتو وأمريكا بوضع صواريخ على السور المشترك، وهي مستعدة لأن تدخل في حرب ضد الشيطان الرجيم. إذن يمكنها أن تسمح بالنار على سورها! وستراها قريبًا وقد استولت على خاركيف وأوديسا من أجل تأمين القرم.
المسألة هناك مسألة أمن قومي، وكذا حماي
روسيا كذلك، لا يمكن أن تسمح لزيلينسكي أجمل من يرقة للناطقين بالروسية، والذين تعرضوا لأذى النازيين الجدد.
لا أحد يدري بأي منطق، تفرض أمريكا نفسها حامية الحمى، بينما لم تمارس العدل في حياتها، فهي تبني مجدها على أنقاض الشعوب المغلوبة على أمرها، تسرق ثروات الجميع، في وقت تعمل على إقناعهم غصبًا بأنها تحميهم (خذ دول الخليج مثلًا)، وها هي الآن تطرح نفسها حامي حمى البحر الأحمر، غصبًا عن الجميع، مدعية أن طريق تجارة العالم مهدد، بينما هي تدافع عن إسرائيل في الوقت الذي تروج لاتفاقات إبراهيم! وتجبر العرب على التطبيع، ولا تقول بحقوق الفلسطينيين.
لا يمكن أن يكون للفلسطينيين طوفان كل أسبوع، ولذلك هي فرصة لا بد أن يهتبلها الفلسطينيون الآن بالتوحد على طريق التحرير.. أما من يراهن على أميركا فليتذكر مصير الشاه! ومن يراهن على الإنجليز، بريطانيا أصبحت كما يقول المثل اليمني: "القحبة إذا تابت عرّصت".
على أن علينا التأكيد أنهم، وهي على رأسهم، يعملون على إفراغ الفعل من محتواه، ويعملون على إعادة عقارب الزمن إلى ما قبل 7 أكتوبر.. وإذا يريد العرب الفرصة فليس أفضل من هذه اللحظة لاستعادة كل الحقوق من سيادة واستقلال وحماية الثروات.. وإلا ستسحب إيران البساط من تحت أقدامهم نهائيًا، حيث هي المستفيد الوحيد من العراق إلى غزة... وهي التي ستلون الخارطة أخيرًا بلونها.
علينا أن نذكر الحكام العرب أن إسرائيل ليست في وارد أن تطبع مع أحد منهم إلا بشروطها، واسألوا هذه المملكة الهلامية "البحرين" التي لا شم لها ولا طعم.
على أن اليمن ستكون الدرس القادم لأمريكا، تنضم إلى الدروس التي لم تستوعبها تحت وطأة غرور السيد مورجان... ما يجعلنا نقول لكل عاقل من العرب:
اتجهوا إلى روسيا والصين، اتجهوا إلى البريكس...