الأسبوع الماضي تم الإعلان عن أول اكتشاف أثري من نوعه بمحافظة حضرموت الغنية بالنفط، شرقي اليمن.
تمثل الاكتشاف بالعثور على ثلاث مومياوات قديمة تعود للقرن الـ12 قبل الميلاد، وفقًا لما أعلنته الهيئة العامة للآثار.
إكتشاف مومياوات "المشقاص" في حضرموت(شبكات التواصل)
المومياوات المكتشفة في منطقة المشقاص شرقي حضرموت، في حالة جيدة، وسيجري دراستها لمعرفة المزيد حول تاريخها وأسلوب التحنيط المتبع، وسيفتح آفاقًا جديدة لدراسة التاريخ اليمني، وتاريخ "المشقاص، التي لم تنل ما تستحقه من اهتمام الباحثين والمؤرخين وعلماء الآثار، على الرغم من عمقها الحضاري والتاريخي الثري.
وإن كانت ثمة أبحاث ودراسات تاريخية حول المشقاص، فهي تعتبر خجولة قياسًا بما تكتنفه هذه المنطقة من دلائل بقدم الاستيطان البشري فيها.
تتميز المشقاص بمساحتها الجغرافية الكبيرة بمناطقها المتباعدة وتنوعها السكاني بين الحضر والبادية. إذ تمتد على طول ساحل البحر العربي الواقع بين منطقة دفينة شرق مدينة الشحر، وحدود مديرية سيحوت بمحافظة المهرة، وتضم الوديان المنحدرة من الهضاب والجبال الساحلية، وبمساحة تزيد عن 200كم.
المومياوات وجدت في مغارة أثرية تفضي إلى غرف لمقابر قديمة، في منطقة المشهد التي تحتوي على مدينة ريبون التاريخية العريقة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل القرن السابع للميلاد.
وتعد هذه المقابر من أندر النماذج الأثرية في اليمن، حيث تختلف عن المقابر الكهفية المكتشفة سابقًا بالقرب من الموقع، والتي تعود للطبقة العليا من سكان مملكة حضرموت القديمة، وتختلف أيضًا عن المقابر السطحية المخصصة للطبقة الوسطى.
ربما يلفت هذا الاكتشاف، انتباه الباحثين والمهتمين بالتاريخ اليمني، للتعرف على مزيد من التفاصيل عما تزخر به هذه المنطقة، التي ظلت لعقود مغيبة عن اهتمامات المعنيين في الحكومات المتعاقبة، وباتت مؤخرًا أكثر إهمالًا وتهميشًا في ظل الحرب المستعرة في البلاد منذ نحو 9 أعوام.
ويبقى من الأهمية القول إن الاكتشافات الأثرية الأخيرة في المشقاص حضرموت، فرصة ثمينة للقائمين على حفظ التراث والبحث عنه، لإعداد برنامج خاص بالبحث والتنقيب عما تكتنزه هذه المنطقة، التي يقول الباحثون إنها حبلى بالكنوز الأثرية، التي ربما تشكل إضافة نوعية وفريدة للتاريخ اليمني القديم.