التجربة اليابانية في بناء الفرد والمجتمع
> محمد شمس الدين
استعرض الممثل المقيم للوكالة اليابانية للتعاون الدولي بصنعاء التجربة اليابانية في تطوير المجتمع، حيث تطرق السيد تاكاشي كوموري الى عدد من الأساليب المتبعة لبناء الفرد والمجتمع ابتداء من الالتزامات التي يتطلب من الأطفال القيام بها في منازلهم ومدارسهم مما يزرع لديهم الشعور بالمسؤولية تجاه أسرهم ومجتمعهم، وانتهاء بانخراطهم بالعمل التطوعي بعد بلوغهم سن التقاعد. وقال إن قيام الأطفال بتنظيف غرفهم الخاصة في منازلهم وتنظيف مدارسهم بأنفسهم يعزز لديهم الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية في كافة المراحل العمرية.
السيد كوموري في ندوة "التجربة اليابانية في تطوير المجتمع"، التي نظمتها الجمعية اليمنية لمنتسبي الجايكا، ركز على أهمية تشجيع الأفراد والجمعيات للمشاركة في بناء المجتمع والعمل بروح الفريق الواحد، وطلب من منتسبي الجايكا نقل الخبرات العلمية التي تم اكتسابها من خلال التدريب في اليابان إلى زملائهم في العمل، وعكس التجربة اليابانية الجيدة التي تتناسب مع المجتمع اليمني في ممارساتهم، ونقل المعرفة إلى كافة فئات المجتمع. وقال إن الطبيعة الجغرافية لليابان والكوارث الطبيعية التي حلت بها في الماضي تم التغلب عليها من خلال الجهود الذاتية والمشتركة التي يتم تعليمها للأطفال للاستجابة بسرعة لكل الكوارث والمتغيرات، وإن المجتمع الياباني استطاع الحفاظ على تقاليده الخاصة وتشجيع الأفراد على التحلي بأخلاقيات العمل وبذل الجهد وضرورة العمل الجماعي والتفاهم في ما بينهم وتقبل الآراء المختلفة، وتبادل الآراء وقبول أفضلها، مشيرا إلى أن النموذج الياباني في بناء المجتمع قام على أساس المساهمة الطوعية للفرد في المجتمع الذي ينتمي إليه.
تاكاشي كوموري الذي سبق له العمل لفترة طويلة في الوطن العربي، وباشر عمله في اليمن مطلع العام الحالي، قال إن المساعدات التي تقدمها اليابان لليمن لا تقتصر على تنفيذ المشاريع فقط، أو توفير التمويل لتك المشاريع، لكن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي تعمل على إشراك الموظفين المحليين مع نظرائهم اليابانيين لنقل الخبرات اليابانية الى الكوادر المحلية. وأضاف أنه على الرغم من اختلاف الأرض والطبيعة والثقافة والمجتمع بين البلدين، إلا أنه وجد من خلال عمله وعيشه في اليمن الكثير من التشابه بين المجتمعين الياباني واليمني، والذي من خلاله يمكن للناس في اليمن التعلم من دروس التجربة اليابانية، ودعا المشاركين للعمل من أجل خلق غد أفضل لكل الناس في اليمن.
السيدة هاما يوشي خبيرة صياغة المشاريع في الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، من جانبها، أطلعت المشاركين في الندوة على نشاط الوكالة اليابانية في اليمن والمشاريع التي تمولها الحكومة اليابانية في مجال التعليم الأساسي، والصحة العامة، ومشاريع المياه في المناطق المحرومة، ومساعدة المزارعين الفقراء من خلال توفير الآلات الزراعية بأسعار مخفضة، كما تطرقت إلى الدعم الياباني في مجال بناء القدرات من خلال مشروع رائد ونموذجي في مجال التعليم الفني والتدريب المهني، وكذلك إرسال ما بين 25 و30 موظفاً سنوياً للتدريب في اليابان في مجالات مختلفة، وصل عددهم منذ بداية البرنامج الى أكثر من 600 متدرب تم إرسالهم إلى اليابان، إلى جانب إرسال عدد آخر من المتدربين إلى دول عربية، منهم 150 متدرباً تم إرسالهم هذا العام إلى كل من مصر والأردن وتونس للتدريب في مجالات مختلفة، منها إدارة المياه والطرق الحديثة في الصيد السمكي وغيرها.
التجربة اليابانية في بناء الفرد والمجتمع
2009-11-16