تعرض اليمن في السنوات الثماني الماضية، لهجمة غاشمة إقليمية ودولية، انتهكت سيادته، وسلامة أراضيه، واستقراره، ووحدته الوطنية.
وإزاء تطورات الأحداث في المنطقة، قامت كل من إيران والسعودية، برعاية الصين، باستئناف العلاقات الثنائية الدبلوماسية بناء على رغبتهما، واعتبرته دول ومنظمات دولية بادرة طيبة لاستقرار المنطقة، بما فيه حل الصراع في اليمن.
في واقع الأمر، إن الاتفاقية تدخل في إطار مصالح الدولتين، ونبارك لكل اتفاق بين الإخوة في المنطقة.
حقيقة، إن ما يهم شعب اليمن في كل ما يجري من تطورات، هو انسحاب القوات المسلحة الأجنبية وغيرها من الجزر، والموانئ، والأراضي اليمنية، واحترام سيادة اليمن وفقًا للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. والسؤال هو: "لماذا هذا العمى، وصمت القبور الدولي المريب حول ما يحدث من انتهاكات لسيادة اليمن طيلة ثماني سنوات؟".
مع العلم أن التحالف العسكري السعودي -الإماراتي شن حربًا على اليمن في إطار التحالف العربي المشكل من 10 دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية، على أساس إعادة السلطة الشرعية بناء عل طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلا أن الحرب حادت عن مسارها، وزادت الأطماع، وتفاقمت الأمور سوءًا وتعقيدًا، قلبت اليمن عاليه سافله. وبالتالي، تمكنت صواريخ ومسيرات سلطة الأمر الواقع (أنصار الله) من قصف عقر الديار السعودية والإماراتية، الأمر الذي أدى إلى إيقاف الحرب بين الجانبين.
ومما زاد الطين بلة، أن التحالف العسكري السعودي -الإماراتي، ركز اهتمامه وتواجده في الموانئ والجزر اليمنية، وفي المناطق التي لا يوجد فيها "أنصار الله"، وإنما مليشيات محلية تابعة للإمارات، والعالم يشاهد بأم عينيه، غير عابئ بما يحدث من انتهاكات للسيادة اليمنية.
وفي سياق آخر، تم عقد مشاورات مكوكية، خلال عامين، بين مسؤولي "السعودية" ومسؤولي "أنصار الله" (الحوثيين)، في كل من "الرياض" و"صنعاء" و"سلطنة عمان"، وبحضور الوسيط الأممي هانز غروندبيرغ.
وقد تم التوقيع مؤخرًا على خارطة طريق أممية في 23 ديسمبر 2023م، لإنهاء الحرب في اليمن، يعقبه توقيع آخر لكل من "المجلس الرئاسي" و"أنصار الله"، في مطلع يناير 2024م، على اتفاق بموجب بنود خارطة الطريق، يفضي إلى حل بين الجانبين، برعاية وإشراف الأمم المتحدة، على أن يشرع تنفيذه بدءًا من شهر مارس القادم، حتى تأتي نهاية العام وقد تم الاتفاق، بعد معاناة قاسية لشعب اليمن لم يشهد لها التاريخ اليمني مثيلًا.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن ندعو الله أن يمنَّ، في هذا العام الجديد 2024م، على اليمن وفلسطين المحتلة المكلومتين، بالأمن والأمان والاستقرار والسلام.