ثمة لافتة رفعها الجمهور اليمني في ملعب نهائي غرب اسيا للناشئين تخبرك عن الخبر!!
اللافتة تقول:
وكل جميل في السعيدة قد ذهب
ويبقى لنا آمال شعب ومنتخب
عبارة رفعها المشجعون خلال المباراة (لقطة شاشة)
لافتة عبرت عن حالة بلد متشظٍ.. تتحكم فيه أربع عواصم تنبئ عن ما وصل اليه بلد أُسمّي يومًا العربية السعيدة اليمن السعيد..
الذي رفع اللافتة جمهور من النازحين الذين اضطروا لترك وطنهم وذهبوا يبحثون عن الأمان الذي هو قبل الإيمان...
برغم كل الوجع
برغم كل المحبطات
برغم ان المرتبات لا تزال تائهة بين رغبات المتصارعين..
برغم شحة الامكانات..
برغم أنه منتخب يديره اتحاد موزع بين صنعاء وعدن والرياض، استطاع أن ينتصر بإحساس لاعبيه ان وطنًا بحاجة إلى ما قاله ناصر الملاحي في تعليق له:
"نادرة والخبر المفرح في حياتنا، كم نحن محتاجين لمثل هذه اللحظة ".
طوال شوطين ووقت ضائع وضربات ترجيح كان الوطن اليمني محلقا بعينيه على اقدام الناشئين يبحث عن تلك اللحظة التي أتت مع الضربة المرجحة التي جعلت وطن بكامله من صعدة إلى المهرة يقفز عاليا مفجرًا حالة إحباط قصوى انقشع غبارها لحظة أن عدت الكرة خط المرمى، غير مدركة أنها نقلت شعبًا بحاله من الأرض إلى السماء..
هذا البلد بحاجة إلى لحظة فرح
الى لحظة ينتصر فيها على أوجاعه
وقد كان بفضل 11 قدما أتت بالفرحة من المستطيل الأخضر الذي سمع همس أكثر من 23 مليونا من اليمنيين، الذين ذهبت أرواحهم تلاحق ابناءهم وهم ينتصرون رغم أن نصرهم سيسرقه من تعودوا على ذلك وهم سيعودون إلى أهاليهم يتذكرون!!
اليمنيون بحاجة إلى السلام
بحاجة إلى وطن يعود إلى الطريق
بحاجة إلى الأمل
بحاجة إلى المستقبل
هؤلاء الشباب الذين حققوا رغبة الشعب خير معبر عما يريده الناس...
هل يترفع السياسيون من كل الاطراف إلى مستوى أملهم وحلم الشعب؟؟
هنا السؤال..
في اللحظة التي تجاوزت الكرة خط المرمى اشتعلت البلاد كلها متخطية النقاط والاطقم، خرج الناس صغيرهم وكبيرهم أسرع من اي رصاصة أو قذيفة تقتلان الحياة...
كان خروج الناس ليلة أمس استفتاء لصالح الوطن..
لصالح السلام
لصالح الأطفال
لصالح الطريق الذي يؤدي إلى الحلم الذي فقدناه ونراه بين اقدام اللاعبين يبحث عن طريق للعودة...
أيها المتحاربون اقرأوا ما يريد الناس
لقد خرجوا رافعين لافتة الفرح
والفرح يعني الانتصار
والفرح يعني الحياة
التقطوا الخيط واذهبوا بنا إلى السلام..
يكفي..
حتى التعب تعب..
حتى الطريق يصرخ استعيدوني.. لا تتركوني اغادر من تحت أقدامكم.
سلام على الكرة
سلام على أقدامهم..
سلام على الشعب الذي لا يزال حيًا..
يبحث عن مشروع يقوده إلى المستقبل..
مستقبل هو حلم تاه نريده أن يعود...