حنايا
> هدى العطاس
يبدو النظام ممثلا بالحكومة مسترخياً على أوضاع الأزمات والحروب والاحتجاجات والاختناقات الاقتصادية والخدماتية، ويعنونها مبررات لفشله في أداء دوره وتزجية لعجزه عن إيفاء التزاماته تجاه الوطن والمواطن. يؤكد ذلك إضبارة التقاعسات الحكومية التي تنتفخ يوما بعد يوم حتى شارفت الانفجار، ونقول شارفت وذلك من
> هدى العطاس
يبدو النظام ممثلا بالحكومة مسترخياً على أوضاع الأزمات والحروب والاحتجاجات والاختناقات الاقتصادية والخدماتية، ويعنونها مبررات لفشله في أداء دوره وتزجية لعجزه عن إيفاء التزاماته تجاه الوطن والمواطن. يؤكد ذلك إضبارة التقاعسات الحكومية التي تنتفخ يوما بعد يوم حتى شارفت الانفجار، ونقول شارفت وذلك من باب التفاؤل الغر، لأن الأوضاع متفجرة إضبارة الدولة وليست الحكومة فقط قد تطايرت أوراقها المحترقة في وجه المواطن.
قبل أشهر أعلنت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية، وكان هذا خبرا تنادت له فرحة المواطن في حضرموت وبقية المناطق في اليمن بالتأكيد، غير أن النظام ممثلا بحكومته لم يمسك بخيوط تلك الفرحة، ولم يبادر حتى من باب استثمارها في رأب ما تصدع من الشعور الوطني الموحد، الذي لا يمكن إنكار ما علا وجهه من سخام بفضل أداء النظام، بل وذهبت الحكومة في التعامل مع الأمر وكأنه ليس بذي شأن، فلم تقم بأي استعدادات، ولم تخصص ميزانية لهذا الحدث، مما حدا باللجنة المنظمة التفكير في إلغائه. يا للعيب! على الحكومة طبعا لو حدث هذا. وكيف سيكون موقفنا ومكانتنا أمام بلدان أخرى اختيرت مدنها قبلا لهذا الفعالية، وكان مفخرة وحدثا مهما وكبيرا بالنسبة لها، أعدت له العدة والاستعداد.
ولن أسترسل في أهمية مدينة تريم، وأهمية مدلول اختيارها كعاصمة للثقافة الإسلامية، وهي ما هي كذلك في الثقافة الجمعية لأبناء حضرموت، إلى ذلك لليمن قاطبة. وكان أجدى بالنظام ممثلا في حكومته، في ظل المشاعر الشكوكية المحتدمة لدى المواطنين هناك، وفي ظل الأوضاع المتفجرة، أن يعتني بهذا الحدث، ويقدمه دليلا لتطييب النفوس وتكريس التوجهات الوحدوية عبر تعزيز دور الدولة بالأداء الإيجابي، وليس من خلال الحضور الأمني والأساليب القمعية، ومنها هذا التهميش لتتويج مدينة تريم، الذي لن يلام المواطن حينما يفسره كتفرقة في المعاملة بين المدن والمناطق اليمنية، وبالتالي عدم المساواة في المواطنة، كما سيراها الحضرمي من وجهة نظره. وفي أبسط النوايا سيغرس الشعور بتقصير الحكومة وتقاعسها.
hudaalattasMail
حنايا
2009-10-19