المسؤولون الفاسدون، الذين ينهبون المال العام وحقوق الناس، ثم يتبجحون في المجالس بكل غرور أنهم أمنوا مستقبل أولادهم، بنوا لهم القصور والعمارات، ووضعوا لهم ملايين الريالات أو الدولارات في البنوك.
نقول لهم إذا انهار الوضع العام، وانهار البلد للآخر، لا سمح الله، لن تجد القصور والعمارات الكهرباء الحكومية لتضيء، ولا الماء ليغتسل أهلها، ولن يجد أهل القصور والعمارات المبنية من المال العام، الأمن ليحميها من اللصوص والمجرمين والقتلة، وسوف يواجه ابن المسؤول الغني وابن الفقير نفس المصير، إما العيش في بلد منهار فقد شعبه الأمل في الحياة بشكل طبيعي، وإما بيع القصور والعمارات والفلل وركوب الجو أو البحر بحثًا عن وطن بديل وغربة مريرة وحالة ضياع جديدة.
حافظوا على البلد ليبقى للجميع غنيهم وفقيرهم، واعلموا أن المصلحة الخاصة مرتبطة دائمًا بالمصلحة العامة، فبدون العمل من أجل المصلحة العامة، تبقى المصلحة الخاصة مهددة وفي قلب المخاطر.
الوطن هو بيتنا الأول، ومن مصلحتنا الخاصة والعامة أن يبقى آمنًا قويًا ومزدهرًا، فبدون هذا الوطن المنشود والممكن نصير إلى لا شيء، إلى أشتات وغرباء في الداخل والخارج.
لا تقولوا لنا إن ما يحدث بسبب المخرج، لا تحملوا هذا المخرج الخفي، فشلكم وعجزكم وفسادكم الظاهر والبائن للعلن، إذا افترضنا أن المخرج المتوهم موجود عندنا، فهو موجود في أوطان ودول كثيرة وأخرى، ولكن السؤال: لماذا تعيش شعوب تلك الدول الأمن والاستقرار والخدمات والرفاهية، بينما نعيش نحن في فقر وضنك وحروب ومعاناة دائمة؟
لا ترموا فشلوا على الآخرين، راجعوا أنفسكم، واحسموا أموركم، قبل ألا تجدوا لحظة للاعتذار، أو لتقولوا: لقد فهمنا فهمنا، كما قالها ذات يوم بن علي التونسي، ولكن بعد فوات الأوان.