في الـ13 من أكتوبر العام ٢٠٠٤، صدر العدد الاول من صحيفة "النداء"، صوت الحرية والحقيقة، كانت الإصدار المغاير والمختلف عن العديد من الإصدارات.
منذ العدد الأول، بل الكلمة والحرف الأول، كانت "النداء" صوت الضمير والعقل، ولسان المدافعين عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
أدانت قمع السلطة وفسادها واستبدادها، دافعت عن ضحايا حرب ١٩٩٤، وتبنت صوت احتجاجات أبناء الجنوب الذين فقدوا حقوقهم وأمنهم وسلامهم ومشاركتهم في الوحدة السلمية والديمقراطية. دأبت منذ العدد الأول على فضح أوكار الفساد والاستبداد، وكشفت أساليب القمع والاضطهاد وتوغل أجهزة القمع (الأمن السياسي والقومي) ومفرداتهما الراعبة.
دافعت بشجاعة وكفاءة وموضوعية عن المعتقلين السياسيين والمصادرة حقوقهم والمهدرة كرامتهم.
كانت أول صحيفة تتبنى قضية المختفين قسريًا، وكشفت عن المعاناة التي تلقاها أسرهم، وفتحت عيون المعارضة السياسية على طبيعة الأوضاع الكارثية التي يعيشها الوطن بعد الوحدة المعمدة بالدم، وخصوصًا معاناة أبناء الجنوب الذين دمر كيانهم الوحدوي ومؤسساتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأرغم موظفوهم وضباطهم وجنودهم على التقاعد بدون تسوية أوضاعهم المعيشية.
أدانت الحروب المتسلسلة والمتناسلة منذ حرب ١٩٩٤ ضدًا على الجنوب، وحروب صعدة، واستمر رئيس التحرير بعد توقفها القسري منتصف 2011 التعبير عن قضايا الوطن وبالأخص في العاصمة صنعاء، ومن حول فندق الموفنبيك، وهو الفندق الذي يحتضن الحوار الوطني الشامل.
وكانت "النداء" ورئيس تحريرها الصحفي القدير سامي غالب، من أكثر الصحفيين والمثقفين إدراكًا أن خيار مختلف الأطراف الفاعلة والحاكمة هو خيار الحرب وليس الحوار.
كانت الصوت الداوي والكلمة الحرة الصادقة والأمينة.
فتحية لـ"النداء"؛ الرئة النظيفة والنقية في ذكراها التاسعة عشرة، والذكرى الاولى لعودتها المجيدة عبر الموقع الالكتروني، كامتداد متجدد وخلاق للنداء الناقد والمحتج.
ما تعرضت له "النداء" من قمع ومصادرة واعتقالات وسرقة لأجهزتها وأرشيفها، فموضوع آخر.