يحصر القادة العرب تواصلاتهم مع بعضهم البعض حول حرب الإبادة الصهيونية في غزة، ولكنهم كما ينشر يركزون فقط على ترديد المصطلح الأمريكي "خفض التصعيد" الذي هجرته واشنطن اليوم لأنه لا يخدم مصالحها ومصالح دولة الاحتلال.
قادتنا لا يتطرقون إلى ضرورة الوقف الفوري للعدوان الصهيوني كشرط لوقف حماس هجماتها، ولا يربطون بين الوقف والاستئناف الجاد لعملية السلام برعاية كل دول مجلس الأمن، ووضع سقف زمني لتفاوض يلبي كامل حقوق الفلسطينيين السياسية، والاقتصادية، والأمنية وينهي الاحتلال.. لم يقم أي من قادتنا الذي لاريب أنهم يتألمون، ويتعاطفون مع شعبهم في فلسطين مثل كل الشعوب العربية بالاتصال برئيس الولايات المتحدة أو برئيس وزراء دولة وعد بلفور الذي سيعقد جلسة حرب" كوبرا" وكأن حرب ٧ اكتوبر، حرب على بريطانيا.
الحرب هذه بدون شك تفكك، وتضر بالوعد الذي تفاخرت به السيدة (تيريزا ماي) رئيسة وزراء بريطانيا السابقة عام 2017 بمناسبة مرور 100 عام على إصداره، ولم تستجب لطلب الرئيس الفلسطيني باعتذار بريطانيا عن إصداره.
القادة الغربيين في المانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا يدعمون بدون تحفظ كل جرائم إسرائيل، وانتهاكاتها لقوانين الحرب والاحتلال اليوم ومن قبل.
الإتحاد الأوروبي فرض عقوبات اقتصادية على السلطة الوطنية الفلسطينية! ولم يفرض على إسرائيل أي عقوبات حتى وهي تدمر منشآت مولها الإتحاد (في الانتفاضة الثانية) هذا الاتحاد شريك في العدوان على الفلسطينيين، ويمتهن وينكر حقهم في المقاومة والاستقلال، ورئيسته (فاندرلين ) تطمح لرئاسة حلف الأطلسي بعد عدة أشهر، لأن مرتباته أكبر مما تتقاضاه كرئيسة للإتحاد الذي فرحنا بقيامه وتحول الى عدو لنا.. وسيلتها هي الركوع أمام امريكا والدعم الأعمى لإسرائيل، وهي كما نتذكر هنأت دولة الاغتصاب بالذكرى السبعين لــ"نكبتنا"، هؤلاء لم يحدثهم أحد من قادتنا عن مايجب عليهم فعله ليتوقفوا عن انحيازهم الذليل لدولة العدوان
وامريكا التي تمول الاحتلال. بيتها غير الأبيض، حتى اليوم 10 اكتوبر خامس أيام الحرب، لم يتلقَ أي إتصال من أي عاصمة عربية، (بلينكن) ثالث وزير خارجية امريكية يهودي وصهيوني أنشط من نظرائه العرب في التواصل معهم ومع غيرهم، ولكن بما يخدم دولته كيهودي. بعض دولنا تقول إن علاقاتها بدولة الشر العظمى استراتيجية، ولكنها لا تستثمر هذه العلاقات في الظرف الدقيق الحالي الذي ستنعكس سلبياته العديدة عليها. امريكا تدعم إسرائيل دعما مفتوحا وشاملا في حربها ضد الشعب الفلسطيني وطموحاته في الحرية بالسلاح، والدبلوماسية، والضغط السياسي على عدة دول لدعم اعتداءاتها الوحشية والعمياء، وحصارها لغزة، ولم تستنكر فرضها عقاب جماعي نازي يمنع عن غزة الكهرباء، والوقود، والغذاء، والدواء وتدين حماس وحدها وتحذر أي دولة من دعمها بينما أحدث حاملة طائراتها (فورد) في طريقها إلى المتوسط لدعم الكيان المحتل، وربما المشاركة بطريقة أو بأخرى في الحرب وسلاحها جاهز لتعويض خسائر إسرائيل العسكرية وفي الطريق كما فعلت في حرب السادس من اكتوبر1973، إسرائيل تملك من السلاح الفتاك مالا تملكه حماس، ولم يقل لها أحًد كما كان الحال من قبل بأن لاستخدام السلاح بإفراط، وأن يكون رد فعلها متناسبا مع النيران التي تطلقها حماس.. هذا من التاريخ الغربي.
امريكا تسمح لمواطنيها من اليهود والصهاينة بالقتال إلى جانب إسرائيل وهذا ليس وليد حرب ٧ أكتوبر، الفلسطينية بل سياسة قديمة.. بلغ القتلى الامريكيين حتى 10 اكتوبر 11 شخصًا وهم من الذين قاتل كلهم أو بعضهم مع دولة الاحتلال أو أسروا الأسرى، بلغ الانحياز بالأمم المتحدة ودول الغرب كافة حد رفض استخدام كلمة "أسرى" لكي تظل حماس "حركة إرهابية "، وتستخدم كلمة رهائن أو مختطفين، وتطالب حماس بالإفراج عن أسرى الدولة الغاصبة فقط وتنسى المطالبة بإفراج إسرائيل على "الأقل آدمية" في ثقافتها ووجدانها.
هل يمكن أن ترن هواتف عواصم هؤلاء! ويسمعها قادتنا وفقهم الله مالا تحب سماعه؟