اليمنيان المبصران عمر الجاوي وعبدالله البردوني:
هذان المنشقان العظيمان ما كانا ليقحما نفسيهما في ملهاة الاصطفاف الوطني التي يرعاها المجتمع الدولي في اليمن ويتصدر صفوفها رموز سلطة الشقاق والنفاق، سلطة ضرب الهوية الوطنية اليمنية وتفكيك الدولة باسم تغيير شكل الدولة.
في اللحظات العصيبة والاوقات الصعبة، في عين العاصفة تتذكر الشعوب ابطالها وابناءها المخلصين. وفي القرن ال20 مثل هذان المبصران والمتنوران ترمومتر الوجدان الوطني اليمني وخارطة اليمني المبخس والكسير إلى المستقبل.
الجاوي والبردوني هما وحدويان من صنف مغاير للسائد هذه الأيام. اسهما في تأسيس أول منظمة مدنية ابداعية يمنية وحدوية، وحافظا على الدوام على حساسيتهما تجاه كل ما يمت لكرامة الانسان اليمني بصلة.
"غريبان وكانا هما البلد" على ما يقول عنوان قصيدة أخاذة للبردوني كتبها في النصف الأول من السبعينات.
من ينتمي إلى يمن "الجاوي" و"البردوني" يستحيل إن يكون يمنيا على طريقة سلطة الشقاق والنفاق.
استطراد ضروري:
***
لا شيء استثنائي في قسمات البردوني، الرائي الذي فقد البصر في طفولته الباكرة. الاستثنائي هو في وجه صديقه عمر الجاوي الذي يبدو مستغرقا بكل جوارحه. حتى لكأنه الآخر فقد البصر طفلا.
عينا الجاوي هنا هي المشترك الأعظم بينه وبين البردوني.
رائيان يمنيان نادران.
***
يا للصورة الآسرة!
- نشر على صفحة الكاتب في فيسبوك بتاريخ 8 سبتمبر 2014.