في مثل هذا اليوم (13 يونيو) من 1974، ظهر على أرض الوطن قائد استثنائي.. يختلف بمجمل توجهاته الخاصة والعامة عمن سبقه من كل الجوانب.. وظل كذلك عمن جاء بعده.. وبقدر ما ظل حاملًا همَّ الوطن والمواطن؛ بقدر ما ظل يقوم بمهامه من أجل الوطن أرضًا وإنسانًا.. فطرة ومصلحة ووعيًا وإدراكًا..
الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي (أرشيف)
كان بمجمل أدائه وتوجهاته، ذا منهج واضح في عمله وفي سلوكه الخاص والعام.. محددًا مسؤوليته ومسؤولية كل من كان يعمل معه من أجل الوطن.. كما ظل متقنًا فن التعامل عند الأداء بين السلطة وبين العلاقة مع المواطن..
حاول مداراة ذوي الأهواء الضيقة عقولهم؛ بخاصة ممن صعب عليه الاستغناء عنهم! محددًا لهم كيفية أداء مهام المسؤولية وجوهرها؛ ليكونوا عونًا له ومعه من أجل الوطن.. لكنهم أو بالأحرى بعضهم؛ نكثوا العهد، وتنكروا للوطن؛ ثم للأخوة والثقة.
وبقدر ما كان حريصًا على بناء تنمية ووطن تتوافر فيه عوامل العزة والكرامة؛ بقدر ما ظل بنفس الوقت حريصًا على أن يكون قائدًا أيضًا لاستقلالية الوطن من التبعية والارتهان؛ ولذا لا غرابة أن يكون استشهاده بسبب ذلك؛ وعلى أيدي بعض من ظل واثقًا بهم، مدافعًا عنهم حتى آخر نفس من حياته.
إنه الشهيد بعرضه وجوهره؛ إبراهيم بن محمد الحمدي، طيب الله ثراه.. الذي ستظل الكلمات مهما كانت بلاغتها، عاجزة عن تسطير بعض مآثره؛ والذي سيظل بما قدم من أجل وطنه ومواطنيه.. في وجدان وشعور كل أبناء وطنه، بمن فيهم من لم يعاصروه، بل سمعوا عنه، وتابعوا بعض نجاحاته العامة..
كما سيظل يمثل فرادة واستثناء عمن سبقه وعمن جاء بعده؛ وهو بهذا بقدر ما أتعب من أقرانه من كان قبله؛ بقدر ما أتعب ولايزال من جاء بعده...
رحمه الله...