مرة كنت في فعالية فكرية في موسكو (الاتحاد السوفيتي)، وسمعت كيف يتردد اسمه من البعض، حين عرفوا أننا من اليمن، ومرة ثانية، وبالمصادفة كنت في القاهرة، في فعالية فكرية وثقافية، وكان حاضرًا فيها، الصديق توفيق الصالحي، الذي كان حينها يستكمل دراسته الجامعية لنيل درجة الدكتوراه في الفلسفة، وسمعت من أحد أساتذة الفلسفة إشادة به، ويومها أبلغني الأستاذ والفيلسوف والمفكر والمناضل محمود أمين العالم، بأهمية وضرورة أن يكون د. أبو بكر السقاف مشاركًا في أحد أعداد "كتاب قضايا فكرية"، الكتاب الدوري التخصصي الذي يصدر تحت إشرافه المباشر، وألحَّ الأستاذ محمود العالم، عليَّ في إيصال هذه الرغبة والطلب إلى د. أبو بكر السقاف، وأبلغته بذلك، ولم يفِ أو يلبِّ أبو بكر تنفيذ ذلك الطلب وتلك الرغبة، بالكتابة في العدد/ الكتاب، لأسباب خاصة به، فلم يكن د. أبو بكر السقاف -مع الأسف- مبادرًا لأن يكون حاضرًا للمشاركة في هذه الفعالية، ولا مهتمًا بحضور اسمه على صفحات المجلات، وهو الذي غادرنا ولم يأخذ ما يستحقه من الألقاب العلمية (الأكاديمية)، وهو الذي ترقى وترفع، بل درس على أبجديات تعليمه معظم أساتذة قسم الفلسفة والاجتماع في جامعة صنعاء، وصار بعض تلامذته النجباء، وحتى غير النجباء، أساتذة (بروفيسورات)، كألقاب ودرجات علمية، دون أن يكون لديهم، أو لبعضهم على الأقل، تحصيل فلسفي وعلمي حتى بمقدار 10% مما يمتلكه د. أبو بكر السقاف، من قدرات وإمكانيات، ومؤهلات فكرية وعلمية، تجعله في موقع ومركز "أستاذ الأساتذة" (أستاذ كرسي)، في معظم أقسام الفلسفة في العالم العربي، وهو الذي كان يطلب ويستدعى أستاذًا زائرًا في العديد من جامعات العالم، وكان يرفض أن يكتب قبل اسمه لقب "دكتور"، وينشر موضوعاته باسم أبو بكر السقاف، دون لقب "الدال"، لأنه حقيقة أرفع وأكبر وأسمى من جميع الألقاب، والدرجات التي يجاهد البعض بالحق، وبالباطل أكثر، للحصول عليها كدرجة وظيفية مالية، أو للتباهي الإعلامي، أو كمكانة اجتماعية شكلية. يكفي القول إن رسالته للماجستير وأطروحة الدكتوراه لم تطبعا حتى الآن، بل لا نعلم أين هما، فضلًا عن بعض مخطوطاته الفلسفية العامة، وفي الفلسفة الشرقية تحديدًا، التي كان يدرسها، وله طلاب نجباء في هذا الحقل العلمي الفلسفي.
ومن هنا أطالب أسرته ومن تبقى منهم، وأصدقاءه وتلامذته الأوفياء، وجميع المشتغلين بالفلسفة، والفكر، وحتى السلطات الرسمية، بالتعاون لمطالبة الأجهزة الأمنية باستعادة ما تم نهبه ومصادرته من أعماله الفكرية المخطوطة.
د. أبو بكر السقاف شخصية استثنائية، و"إشكالية" في نفس الوقت، يصعب أن نجد من يماثله، أو يشابهه في مقاومته للطغاة، وفي عدم حب الظهور، وفي الإعلان عن اسمه، كما هي عادتنا مع البعض.
هو بالفعل شخصية إبداعية حياتية واقعية مقاومة.. ظهر عليه تغليبه للفلسفة السياسية، أو الفكر السياسي تحديدًا منذ النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، حتى رحيله، أي إدخاله المعنى والمفهوم الفلسفي الخاص والعام، إلى دائرة الشواغل السياسية، وهو ما يقوله كتابه "دفاعًا عن الحرية"، خلافًا لكتابيه الأولين اللذين سنجد الفكري والفلسفي العام غالبًا فيهما، إذ رأينا -بعد ذلك- اهتمامه بالمعطى السياسي والاجتماعي والاقتصادي الواقعي للناس، بقدر اهتمامه الكبير بقضايا الحريات، والحقوق الخاصة والعامة المتصلة بحياة الناس، وبخاصة بعد أن تحولت حرب 1994 إلى كارثة سياسية ووطنية على الصعد كافة.. من حينها تغلب نسبيًا عليه الهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بروحية ولغة الفيلسوف، حتى وهو يكتب في الشأن السياسي العادي والعام (الفكر اليومي) تقرأ بين السطور روح الفكرة الفلسفية، حيث منحى الخطاب الفلسفي يطغى على معظم كتاباته، فهو أول من نحت مصطلح "القضية الجنوبية"، من خلال صحيفة "الأيام"، وغيرها..
وهو أول من تحدث بوضوح دون مواربة عن "احتلال الجنوب"، ومن أوائل من هندس تقديم قراءة سياسية مقاومة للاستبداد السياسي والديني والعسكري. واليوم نسمع بعض طلبة المدارس (الجامعة)، في بعض أقسام الفلسفة، من حفظة فهارس عناوين كتب الفلسفة، يتحدثون عن أن أبو بكر السقاف ليس لديه إسهام فلسفي جِدِّيٌّ يعتد به، مع أنه يتنفس فلسفة. كما قال بعضهم، في مرحلة سابقة إن البروفيسور عبده علي عثمان، أحد أهم مؤسسي جامعة صنعاء، وقسم الاجتماع فيها، ليس لديه درجة دكتوراه، وهو ما يتميزون به عنه. ولمثل هؤلاء أقول يكفيكم فخرًا وشرفًا، أنكم تتلمذتم على أيديهما، وتلقيتم أبجديات الدرس الفلسفي، والاجتماعي، على أيديهما، وإن أبو بكر السقاف هو من علمكم مبادئ الفلسفة، وإن ترقيات العديد منكم -ومن غيركم- إلى الدرجات العلمية (الأكاديمية) العليا، كانت تحت إشرافه.
إن هؤلاء يذكرونني بالطفل الذي يحمله والده على كتفيه ليمشي به في المكان، ليُدرِّبَهُ على رؤية العالم من حوله، فيتصورون أنفسهم أنهم أكبر من والدهم أو معلمهم، وأطول قامة ممن حملهم على كتفيه. إنها ثقافة النجومية الإعلامية والإعلانية، حين تغلب على المعنى العميق للفكر، وللفلسفة وللثقافة في الحياة، إنه زمن العفن السائد.
إن أبو بكر السقاف يذكرني بالصوفي الثائر الحلاج، ويذكرني أكثر بالصوفي المقاوم على كل الجبهات "ابن سبعين"، الذي وجه سهام نقده لواقع انهيار الدولة والإمارات الإسلامية في الأندلس، من خلال نقده للسلطان/ السلاطين، ولوعاظ السلاطين، الذين أعماهم الطمع بمال السلطان، حتى إنهم لم يروا ويشاهدوا حقيقة انهيار عروش الحكم من تحتهم في الأندلس، وتركز كل نقدهم على ابن سبعين، وهو نفس النقد السلبي والإرهاب والقمع الذي وجه ومورسَ مع وضد د. أبو بكر السقاف، والحصيلة هي ما نعيشه من حالة تفكك وانهيار لما تبقى من السلطة والدولة.
-2-
د. أبو بكر السقاف شخصية إبداعية على أكثر من صعيد، والأهم أنه ربط الإبداع بالمقاومة، بمثل ما وحد بين السياسي والفلسفي.. ولد وهو يحمل جينات الفلسفة والمقاومة معًا في أعماقه، ويذكرك بأبطال التراجيدية النبلاء في التاريخ، كان دائمًا في موقف "كاسيوس" كما في مسرحية شكسبير "يوليوس قيصر"، وليس "دون كيخوته"، كان مقاومًا للطاغية والمستبد في اليمن، وحيثما كان ووجد.
كان ناقدًا حادًا، وصارمًا لواقع الانحطاط، ويعري صورة "فقيه السلطان"، وتنابلته، في صورة "أنطونيوس"، في ذات المسرحية. الفارق أن د. أبو بكر السقاف كان يقاوم بدمه ولحمه الحي في جحيم الإرهاب والقتل المباشر، و"كاسيوس" شكسبير شخصية مسرحية فنية متخيلة. وبهذا المعنى كان د. أبو بكر السقاف التجسيد الواقعي لمعنى المقاومة على الأرض، وليس في نص مسرحي، مثل البعض في حياتنا اليوم، الذين يتلونون كالحرباء.. ولذلك كان د. أبو بكر السقاف ينمي ويطور في معطيات الحاضر، ويدفع بنا إلى المستقبل.
اندحر الطغاة، وسيندحر من تبقى منهم، ومعهم تنابلتهم، وسيبقى اسم د. أبو بكر السقاف، خالدًا في سماء حرية الفكر والفعل والقول، ولذلك نجد أنفسنا مدفوعين وبقوة لاستعادته وأمثاله ليكون سفرهم، وتاريخهم الذاتي عونًا لنا في ما نواجهه اليوم من مصاعب وتحديات.
والمفارقة النبيلة والجميلة، أن هذه الرموز والنماذج: أبو بكر السقاف ورفاقه، نتذكرهم في كل الحالات، في الحزن، وفي الفرح، ذلك أنهم كانوا رموزًا في مقاومة الاستبداد، وضد تعميم الحزن والموت في حياة الناس، وهم كذلك صناع لحظات الفرح في حياتنا، لتقليص مساحة حضور الحزن لصالح تمدد مساحة الفرح.
عاش د. أبو بكر السقاف مقموعًا، ومحاصرًا، ومضروبًا ومنهوبًا، بعد أن طال النهب في حياته حتى إنتاجه الفلسفي والفكري، بعد عملية الاعتداء الوحشي عليه جسديًا، تعبيرًا عن مدى كراهية نظام القبيلة والعسكر "العفاشي" للفلسفة وللفكر وللإبداع العقلي، في صورة رموز التنوير في بلادنا، ولذلك قال شيخ القبيلة/ والحرب، في كل الأحوال، عبدالله بن حسين الأحمر: "من كتب لُبج".
كان رهان د. أبو بكر السقاف الاستراتيجي على المستقبل، فقد كان محكومًا بالأمل الواعي، الأمل المفكر فيه في كل لحظة، أمل حاضر في رؤاه وكتاباته، كما هو حاضر وفاعل في سيرة حياته اليومية، بالعمل الدؤوب صوب ذلك الأمل/ المستقبل، كان يقول حكمته ويمشي صوبها، ويندفع بكل قواه صوب تحقيق ذلك الأمل/ المستقبل.. رابطًا الأمل بالعمل، لأنه محكوم بإرادة فعل الحرية، إرادة فعل التغيير.
كان صورة مثالية ونموذجية لـ"كاسيوس العربي المعاصر"، على خطى أقرانه في الفعل الثوري التاريخي: عمر الجاوي، يوسف الشحاري، الشهيد د. حسين مروة، الشهيد د. مهدي عامل، الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي، الشهيد عبدالفتاح إسماعيل،
الشهيد فرج الله الحلو، الشهيد شهدي عطية الشافعي... إلخ.
لم يمت د. أبو بكر السقاف بصورة طبيعية، فآثار التعذيب الكهربائي البشع على جسده، عَجَّلت وسرَّعت بانهيار جسده، وبوفاته.. رحيله فعل شهادة، واستشهاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
د. أبو بكر السقاف، نموذج حي لمحنة المثقف العربي في زمن الفساد والاستبداد، والانتهازية السياسية، نجد صورتنا المثالية المنشودة في سرديته البطلة، وفي مقاومته الأسطورية، هو بحق ذاتية/ إنسانية "إشكالية"، في الواقع السياسي العربي المعاصر، نضاله ورحيله الفاجع صورة تعبيرية عن أزمة الواقع، والفكر، وأزمة الذات في مناخات القمع والاستبداد.. أزمة العقل النقدي في واقع الانحطاط، ولذلك لا تروج وتنتشر في مثل هذه المناخات سوى كتابات أصحاب الحناجر "النباحية" وكتابات "وعاظ السلاطين".
كان د. أبو بكر السقاف في كل سرديته الحياتية على يقين إبداعي ثوري تاريخي بأن جدلية التطور والتقدم الاجتماعي لن تقف عند هذا الحد، وأن المستقبل آتٍ، وأن الجديد والأكثر جدة قادم.. إنه أستاذ الجدل المادي، الفلسفي الاجتماعي التاريخي، الذي لم يكن يأبه "للحتمية الميكانيكية"، كان يدرك أن "العفاشية" و"الأحمرية" و "الزندانية" لحظات عابرة في صيرورة الفكر والواقع والتاريخ.
هكذا كان يقول ويكتب، ولذلك كان "يلبج"، ويستمر في الكتابة وهو في قمة التعب الجسدي من "اللَّبج".
من يحمل كل هذه الطاقة من العناد، لفرض منطق المغايرة للسائد، ومن كان يصر على الاستمرار في القول المعاند، وأن الأرض والناس تدور، وأنهم محكومون بالتقدم على قاعدة الأمل والعمل، لا يمكنه أن ينكسر ويرفع الراية البيضاء، للاستبداد، ولذلك دهست الكتابة الجدلية الإبداعية صورة نماذج شكسبير الخنوعية في مسرحيته "يوليوس قيصر"، ونماذج شيخ القبيلة في صورة عبدالله الأحمر، ونماذج الإرهاب، والتكفير الديني، في صورة عبدالمجيد الزنداني. وبقي اسم البطل الأسطوري "الكاسيوسي"، أبو بكر السقاف، صامدًا، وشامخًا في سماء الكتابة النقدية والديمقراطية الإبداعية.
لقد اجتمعت في د. أبو بكر السقاف فكرتان، وقضيتان، وحقيقتان خالدتان حكمتا وتحكمتا بمنطق تفكيره، وسلوكه العملي، وهما: ثنائية الأمل والعمل، وثنائية "الجدل المادي/ الفلسفي، والجدل الاجتماعي التاريخي"، في صورة وصيغة "التفاؤل التاريخي"، تفاؤل متوحد بالعمل الدؤوب لجعل الأمل حقيقة ملموسة، ولذلك انتصرت إرادته من أول لحظة على عنف ووحشية إرادة "اللَّبج".. انتصرت إرادة الفكرة، على تشاؤم الواقع وانحطاطه، وفقًا للتعبير الهيجلي.
كان، وبقي، وظل، ومازال، وسيظل، د. أبو بكر السقاف، تعبيرًا عن إرادة الحرية وإرادة التغيير، وتجسيدًا عميقًا لدور إرادة الشعب في التغيير، وبقي "شيخ اللَّبج" وأعوانه عنوانًا بائسًا على خط الزوال والأفول في التاريخ.. لن يذكر التاريخ، شيخ اللَّبج وشيخ التكفير الديني، بمثل عدم ذكره، علي عبدالله صالح، زعيم الفساد العام، إلا وهم مصحوبون بالذم والقدح.
لقد انتصرت إرادة الكلمة الحرة، وسقطت قوة فعل "اللبج" في تحديد مسار الواقع والتاريخ، بقي د. أبو بكر السقاف عنوانًا لرمزية التحرر والتقدم والديمقراطية، وشيخ القبيلة ورئيسه، صورة قاتمة لأسوأ صفحات التاريخ الملطخة بالدم والقتل.. فمن الصعب أن تنتصر إرادة "الحتمية الميكانيكية"، "حتمية القتل"، على إرادة جدلية صوت المدنية والحياة، والحضارة، جدلية صوت الشعب في مواجهة سوط المستبد، فالشعوب هي من تصنع التاريخ، ولكن عبر رموزها المقاومة والمنظمة لإرادة ذلك الفعل في التاريخ، ود. أبو بكر السقاف من أبرز وأهم هذه النماذج في حياتنا اليمنية المعاصرة.
لذلك كان، وتحدد دور د. أبو بكر السقاف في تنمية عقل الشعب، وتحفيزه على التفكير والحوار، والسؤال، والنقد، وانحصر دور شيخ القبيلة ورئيسه في العمل لإبقاء المجتمع في حالة من غيبوبة الوعي، ومن "الجهالة المسلحة". ولذلك كان الشيخ عبدالله الأحمر يحرص أشد الحرص على عدم دخول المدرسة والكتاب، والجامعة، والطرق والصحة والتلفزيون، إلى منطقته، سوى أشكال التحديث التي فرضت نفسها بمنطق ثورة 26 سبتمبر 1962، وثورة 14 أكتوبر، 1963، على مجتمع الإمامة، والقبيلة.
ومن هنا كان العداء الدفين للمفكر والفيلسوف د. أبو بكر السقاف، وسعيهم لإلغاء قسم الفلسفة من كلية الآداب، وهي تطلعات رجعية ماتزال قائمة حتى اللحظة.. كان "شيخ اللَّبج" مقتنعًا أن التعليم مفسدة لأبناء منطقته، لأن الشعب الجاهل أسلس قيادة من الشعب العارف، مع أن أولاده درسوا في جامعات العالم الحديثة، وراكموا مليارات الريالات وملايين الدولارات من أموال الشعب/ النفط، والغاز، أما أبناء القبيلة فـ"أرزاقهم على أسنة رماحهم"، حسب تعبير ابن خلدون.
إن شيخ اللبج، وشيخ التكفير الديني عبدالمجيد الزنداني، وعفاش، هم التعبير العميق عن أزمة الواقع والفكر.. أزمة استمرار حضور بنية "الدولة العميقة" حتى اليوم.
د. أبو بكر السقاف هو حامل مشعل النور، "البروميثيوسي"، ولهذا هو، والدولة العميقة، وقواها السياسية والاجتماعية، طرفان في جدلية متناقضة لا يلتقيان.
كان د. أبو بكر السقاف -وأمثاله- وهو يقرأ ويكتب في الراهن، والتاريخي، إنما كان يكتب ويرسم صورة الشعب البسيط، صورة الحقائق المغيبة في جبة الاستبداد السياسي والديني والعسكري، ولذلك تجسدت هيئته وصورته كمثال وتمثال واقعي لمعنى وفكرة الثورة والتغيير.
لك المجد والخلود في الأعالي أيها العلم الشامخ في سماء حياتنا.
ولا نامت أعين الطغاة والقتلة.