انشغل البعض بنقطتي حرف الـ"ي" التي اختفت ثم ظهرت في بطاقة أو كرت اسم الدولة التي شاركت في القمة العربية الأخيرة، وهي هنا بلادنا اليمن التي مثلها الدكتور رشاد العليمي، وجعلوا من النقطتين موضوعًا للنقاش والجدل، ولم يحاول البعض منهم الإجابة على عدد من الأسئلة المتعلقة بمشاركة اليمن (الذي مثله وفد برئاسة الدكتور رشاد) في القمة، والتي كان يجب أن تشغلهم وهم يتابعون الحكاية.
أول هذه الأسئلة: هل كان على الدكتور رشاد أن يغادر عدن ليرأس بنفسه وفد اليمن، وهو العائد من رحلة خارجية أو سفرة استغرقت عدة أشهر، وانتهت في نيويورك؟
وثاني الأسئلة: ألم يكن الأجدر أن يتم تكليف أحد نواب الدكتور رشاد (أعضاء مجلس القيادة الرئاسي) للقيام بالمهمة، وعدم الإصرار على أن يرأس هو شخصيًا وفد اليمن، وهو الغارق وسط ملفات وأزمات لا حد لها في قصر المعاشيق في عدن؟
وثالث الأسئلة: هل شعر الدكتور رشاد أن حضوره أهم من حضور بعض ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية، الذين اكتفوا بتكليف من ينوبهم لانشغالهم بأمور أهم؟
أما رابع الأسئلة، وليس آخرها بالتأكيد: هل حققت أو ستحقق رئاسة الدكتور رشاد لوفد اليمن المشارك في القمة العربية، النتائج المطلوبة لصالح الوضع في اليمن أو الأزمة اليمنية (بمعني آخر هل تم وضع دراسة جدوى للمشاركة وأهميتها بالنظر إلى حجم المبالغ التي صرفت للمهمة)؟
فالمتابع العربي، وكثير من اليمنيين الذين تابعوا زيارة الدكتور رشاد والوفد المرافق له إلى الجزائر، شعروا أنه باستثناء العبارات الحنانة الطنانة التي نسمعها منذ السابع من أبريل هذا العام، حول بشاعة الانقلابيين الحوثيين ومشروعهم الإيراني (ونخشى أن نواصل الاستماع إليها حتى موعد الذكرى الأولى لتسلم مجلس القيادة الرئاسي مهام المسؤولية)، فقد ظهر بوضوح أن "فخامته" ومستشاريه وأقرب مساعديه ليسوا مشغولين كثيرًا بأوضاع اليمن واليمنيين الصعبة، وليسوا في عجلة من أمرهم لوضع حد لها ولمحنة اليمنيين المتواصلة منذ عام 2014.