أسنان وردية..سكينة حسن زيد
عندما كنت أكبر سناً... راودني حلم أو كابوس عندما كنت أمشي.
تعلم أن الأحلام عندما تمشي تصبح أكثر وأكثر.
حلمت أن أسناني الوردية صارت بيضاء!
وأني أقايض أناساً كل شيء بشيء... بمنتهى الغباء.
أولئك الناس يرتدون ثياباً غريبة! سوداء... سوداء.
مقسمون إلى رجال ونساء!
أسنانهم إما بيضاء وإما صفراء.
لا توجد أسنان وردية جميلة.
مدنهم مزدحمة بكائنات حديدية تزحف... تزحف في كل مكان.
هواؤهم مليء بال... بال... غبار.
وهواؤهم ليس كالهواء...
أرواحهم لا بهاء فيها... لا بهاء...
لا يبتسمون... ربما لأن أسنانهم ليست وردية!
يخافون من بعضهم... يكرهون بعضهم، يحملون أشياء قاتلة!
تخلصهم من حياتهم الشنيعة هذه في لحظة.
لم ينتهِ كابوسي هنا... انتظر!
لا يعرفون القبلة...
الأب لا يقبل أطفاله في صباحهم أو المساء.
الأم أيضاً لا تبتسم!
لا يقول لها حبيبها... أو عدوها، لا أدري!
لا يخبرها كم هي جميلة.
وهي تخفي عن صغارها كم هم رائعون...
أولئك الأطفال البؤساء... حياتهم مليئة بالبكاء!
حاولت أن أنام... أريد أن يتوقف هذا الكابوس!
لكني ما زلت أمشي...
أمشي...
إلى أن نمت في لحظة...
وأخيراً تخلصت من هذا الكابوس...
وعدت إلى عالمي الجميل
ورأيت أسناني في المرآة...
الحمد لله! الحمد لله!!
ما زالت وردية...
ليست بيضاء.
أسنان وردية.. سكينة حسن زيد
2009-02-19