الضالع.. حرمان من التحسين لا ينتهي
الضالع - فؤاد مسعد
رغم مرور أكثر من عام على تغيير مدير صندوق النظافة والتحسين في محافظة الضالع إلا أن الوضع لم يتغير، خصوصا فيما يتعلق بنظافة المدينة التي لا تزال تعيش وضعا متدنيا دون أن تحظى بالاهتمام اللازم، وكان المجلس المحلي بالمحافظة الذي تسيطر عليه كتلة اللقاء المشترك قد أعطى مطلع العام الفائت مهلة لمدير الصندوق السابق مدتها ثلاثة أشهر لتحسين أوضاع النظافة في الضالع غير أن المجلس لم يلاحظ أي تحسن يذكر ليقر في ابريل 2007 (أي بعد انتهاء المهلة) تغيير مدير الصندوق على خلفية اتهامه بما أسماه حينها تبديد الملايين في أغراض لم ينشأ لأجلها الصندوق، بالإضافة لإهمال النظافة وعدم الاهتمام بعمال النظافة مما أثر سلبا على أدائهم.
منذ أبريل 2007م والوضع في نظر أبناء الضالع لم يتغير إلى الأحسن، إن لم يشهد تراجعا ملحوظا يجعل من الأهمية بمكان مساءلة المدير الجديد عن دور الصندوق الذي يديره لأجل العمل على تحسين المدينة، سيما وأنها محرومة من سفلتة شوارعها الداخلية باستثناء أمتار قليلة لا تسلم من التكسرات بين حين وآخر.
محمد عبدالله، مهندس في مكتب الأشغال العامة،قال: إن إدارة الصندوق تتحمل مسؤوليتها تجاه الأوضاع المتدهورة التي تعيشها الضالع، خصوصا وأن مكتب الأشغال سلم المهمة للصندوق ولم يبق لديهم ما يبررون به إخفاقهم.
وأضاف للنداء أنهم في مكتب الأشغال بصدد إعداد التقرير الشامل عن الوضع البيئي للمدينة.
يقول "بلال الربية" صاحب محل انترنت: مدينة الضالع عاصمة المحافظة التي سميت مجازاً مدينة بينما هي تفتقر لأهم مقومات الحياة المدنية البسيطة كشبكات المياه والمجاري والطرقات فضلاً عن إنارة الشوارع والأسواق المنظمة، وحتى غياب براميل القمامة..
ويضيف قائلا:
وعن القمامة المكوّمة والبلاليع المتفجرة حدث ولا حرج؛ لا تكاد تجد مكاناً يخلو من القمامة حيث تتجمع في بعض الأحيان لتسد الطريق أما المجاري فعلى السالك في مدينة الضالع توخي أشد حالات الحيطة والحذر قبل أن يفاجأ بسقوطه في حفرة منها، فربما تأخر الشفاط في الحضور فتكون العواقب وخيمة.
ويواصل تبرمه الساخر للنداء: وعلى ذكر الشفاط فقد تكرمت حكومة الإسعافات بإسعاف مدينة الضالع بشفاطين، كما يقال شفط المتنفذون أحدهما وبقي الآخر يشفط جيوب المواطنين قبل بلاليعهم وكله في عرف الحكومة شفط ويا شافط يا مشفوط.. على تعبير "حوات" و الأخير مجنون الضالع الشهير بالنكات السياسية.
يقول آخرون أنه إضافة لانعدام التخطيط السليم للشوارع التي هي إما مكسرة أو ترابية، توجد المجاري الطافحة وصندوق تحسين تصرف مخصصاته لأشياء أخرى لا علاقة لها بالنظافة ولا بالتحسين إلى الحد الذي جعل أحد مسئولي المحافظة يطلق عليه (صندوق الضيافة والتخزين) وبين ذلك كله يقف المواطن المسكين لا يدري ما يفعل ولمن يشكو؟
خلال نصف عام من الأعوام الماضية القريبة جدا صرف الصندوق مبلغ 33 مليون ريال، كان حظ النظافة منها (800) ألف ريال فقط لا غير!!
هذه الأيام عندما تهطل الأمطار يسوء حال المدينة وشوارعها السيئة أصلا، إلا أنه يتفاقم في حال نزول الأمطار ما يجعل الضالع في وضع يصعب التعامل معه، وعلى رأي بعضهم صار وضعها في الحالتين سيئاً ففي أيام الجفاف تتعاظم المشكلة ويصعب الحصول على مياه الشرب حيث يعتمد غالبية أبناء المدينة على الوايتات لنقل الماء من مناطق خارج الضالع وهو ما يعني بطبيعة الحال أنه في موسم الجفاف يضطر الأهالي لشراء وايتات الماء بأسعار مرتفعة ولا يحصل البعض على الماء إلا بعد استهلاك كثير من الجهد والوقت. كما أنه في حال نزول المطر تتفاقم مشاكل من نوع آخر،
مؤخرا اقر اجتماع رسمي لمسؤولي محافظة الضالع برئاسة المحافظ الجديد علي قاسم طالب، سرعة تنفيذ وانجاز عدد من المشاريع الضرورية في المحافظة ومنها تنفيذ دراسة شبكة المجاري لمدينتي قعطبة والضالع والبدء بتنفيذ الشبكة الداخلية لمياه مدينة الضالع خلال الأيام القليلة القادمة... وهذه تدخل في قائمة الوعود وما أكثرها!!
يقول أمين قراظة مدير مديرية الضالع رئيس المجلس المحلي: لا شك أن المعضلة الأساسية التي تواجه عملنا في مديرية الضالع هي مشكلة مجاري المدينة، ولإحساسنا بحجم هذه المشكلة وما تسببه من أضرار صحية على السكان والعاملين والطلاب والمارة - كون هذه المجاري تقع وسط مدينة الضالع ومن هذا المنطلق أولت قيادة المديرية هذه القضية جل اهتمامها وتصدرت سلم أولوياتنا واهتماماتنا وظللنا نطرحها بقوة لدى المحافظ ولدى المجلس المحلي للمحافظة ولدى أي زائر يزور المحافظة. ناشدنا الجميع لمد يد العون ليساعدونا، والحمد لله فقد انعكست هذه القضية وأصبحت جل اهتمام الجميع بالمديرية والمحافظة التي بدأت مشكورة بوضع الحلول. كما يلي:
الحل الأول وهو إسعافي متمثل في شراء خمس شاحنات شفط مياه المجاري للقيام بعملية شفط البحيرة، وللحد من تسرب مياهها إلى الشوارع العامة وسوف تصل سيارات الشفط قريباً إن شاء الله، وقد تم الإعلان عنها.
أما الحل الثاني وهو المتوسط: العمل جارٍ لإعداد دراسة لإخراج ونقل المجاري من وسط المدينة إلى مكان خارج المدينة غير مأهول بالسكان، ونأمل أن يتم تنفيذ ذلك قريباً.
وهنا لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر والتقدير ل محافظ المحافظة على جهوده في هذا الشأن.
الحل الثالث و العمل جار فيه، حيث بدأ البحث عن تمويل لإنشاء وإقامة محطة لمعاجلة مجاري المدينة على غرار ما هو موجود في بعض المحافظات والمديريات مثل محطة المعالجة في أبين و يريم وغيرها من المحطات.
وأخيرا: الضرورة تستدعي تدخل الجهات المعنية للنهوض بواقع مدينة يكثر الضجيج فيها ومن حولها في أمور السياسة والحكم، فيما هي وأبناؤها غارقون إلى الأذقان في مشاكل تطال الصحة وتهدد البيئة بالكوارث الناجمة عن سوء الأحوال التي تعيشها وتقتات منها بصمت.
الضالع.. حرمان من التحسين لا ينتهي
2008-07-31